خريطة الحل محددة ولا جديد في انتظار الخارج | أخبار اليوم

خريطة الحل محددة ولا جديد في انتظار الخارج

| الإثنين 05 ديسمبر 2022

لائحة المرشحين تضاءلت وتكاد تكون محصورة باسمين او ثلاثة يتم العمل على تضييق شقة الخلافات

"النهار"- روزانا بومنصف

لم يصدر عن لقاء الرئيسين الاميركي والفرنسي جو بايدن وايمانويل ماكرون ما يوحي ان لبنان كان في صلب المحادثات الثنائية بينهما . فهناك الكثير من المواضيع والمسائل العالقة بين الطرفين وكان من السخف الاعتقاد بان بيانا رسميا سيورد تفاصيل او خريطة طريق للازمة اللبنانية .

وحتى لو حصل ذلك بين المستشارين او على مستوى اخر، لم يكن مرجحا ان يشار الى ذلك باكثر مما اشير اليه. فمن جهة وفق مصادر ديبلوماسية ان الحل او الطريق اليه في لبنان معروف وليس هناك ما يفيد بضرورة البحث عنه ابعد مما هو معلن في خريطة طريق نبدأ باستكمال تنفيذ الاتفاق المبدئي الذي وقعه لبنان بتعهدات من رؤسائه الثلاثة وانجاز الاستحقاقات الدستورية من انتخاب رئيس وتأليف حكومة جديدة يشكلان ركيزة لاعادة لبنان الى الخريطة الدولية واعادة ترميم العلاقات مع الدول الاقليمية والدولية .

ولا يمكن لاحد في الخارج ان يحل مكان القوى اللبنانية التي وفيما تدعي رفض مرشحين من الخارج كما الحال بالنسبة الى " حزب الله" او اعتبار قوى اخرى ان العملية الانتخابية داخلية ولا يجوز انتظار الخارج ، فانه وعلى رغم تلاقي هذين الموقفين وتناقض اصحابهما ، فانه لا يمكن اعتبار ان الكثير يجري على طريق منع تدخل الخارج او لبننة كل الخيارات والتوافقات . وفي هذه النقطة بالذات يتساءل البعض لماذا الرهان من غالبية القوى او بعضها على حوار محتمل بين ايران والسعودية او وساطة فرنسية بين الجانبين او على خط تأمين ارتصاف النجوم وتأمين رضى ايران والولايات المتحدة والسعودية ويكون الامر غير متاح او مرفوض في الداخل ؟

فالحوار لا يعني حكما التنازل لا عن المبادىء او الثوابت او تغيير الرأي لمجرد اللقاء بل يمكن ان يعني الاخذ والعطاء من ضمن بقاء الامور على حالها اذا كان يصعب ايجاد نقاط مشتركة علما ان الحوار يتم بين الاصدقاء ولكن مع الخصوم والاعداء ايضا .وغالبية السفراء المعنيين المعتمدين في لبنان لا يحيدون عن ذلك اي عن التذكير بخريطة الطريق التي لا تحتاج الى بحث جديد او الى ابتكارات بحكم متغيرات معينة لان وصفة الانقاذ هي نفسها ولن يطرأ في المدى المنظور ما يبدل فيها . وقد عبروا عن ذلك اكثر من مرة في لقاءاتهم كما في مواقفهم على نحو يثير الاستغراب توقع امر اخر على مستوى ديبلوماسي اعلى في الوقت الذي ينفذ السفراء سياسات حكوماتهم .

ومن جهة اخرى فانه كان من المستبعد عدم تكرار اي بيان الاصرار على تنفيذ البنود المطلوبة من الاطراف السياسية من لبنان والتي لم ينفذوها بعد بالاضافة الى الحذر الخارجي من اظهار انخراط يظهر وكأن هناك املاءات خارجية يمكن ان تستفز اطرافا اقليمية او محلية .

فمع ان الاطراف اللبنانية او غالبيتها تتطلع الى ما يمكن ان تسفر عنه تفاهمات خارجية دولية او دولية اقليمية تنعكس على لبنان، فان مسألة تدخل واضح حتى في المنحى الايجابي قد تسفر عن رد فعل عكسي. وتكاد لا تنفد المحطات الخارجية بالنسبة الى اصحاب الرهانات من اجل استكشاف امكان ان تؤدي التفاهمات الى انعكاسات ايجابية تترجم في الداخل وقد انتقلت الرهانات من القمة الاميركية الفرنسية الى قمة عمان التي تأتي استكمالا لقمة بغداد التي شارك فيها الرئيس الفرنسي وجمعت الدول من جوار العراق وشملت المملكة السعودية وايران .

وتقول مصادر معنية بالوضع اللبناني انه وعلى رغم ان انتخاب رئيس للجمهورية مفتوح من حيث المبدأ على كل الاحتمالات، فان لائحة المرشحين تضاءلت وتكاد تكون محصورة باسمين او ثلاثة يتم العمل على تضييق شقة الخلافات او الانقسامات حولهم انما مع حتمية الاخذ في الاعتبار عدم امكان ان يكون المرشح قهريا للاخرين حتى على الصعيد المعنوي وليس العملاني لان لا مرشح محتملا يمكن ان يأتي كذلك او يكون كذلك .

وينسحب على هذا الامر حتمية الاخذ في الاعتبار تلبية المرشح المحتمل الشروط الخارجية بحيث ان الفارق سيكون هائلا بين احتمال توافق غالبية الاطراف على مرشح ويكون امرا واقعا يقبل به الخارج على مضض والتوافق على مرشح مقبول جدا من الخارج ما يساهم في فتح الابواب امامه بقوة لمساعدته في نقل البلد الى مكان اخر .

والفارق ان مرشحا يكون مقبولا من الخارج او اذا اعتبر البعض انه مفروض من جانبه فانما الامر يعني تحمل الخارج المسؤولية في وصول مرشح معين .

وهذا لن يحصل . ولا تستهين هذه المصادر بالمواصفات التي حددها " حزب الله" على قاعدة رئيس لا يطعن "المقاومة " في ظهرها ، ولكن الاسئلة التي استدرجتها مواقف مسؤولي الحزب اخيرا فضلا عن التطورات المتعلقة بالترسيم الحدودي مع اسرائيل او تذكير المسؤولين من الحزب باستراتيجية دفاعية يبدون الاستعداد لان تكون على الطاولة الحوارية مع الرئيس الجديد . فهذه النقطة التي لم يقاربها احد في ما تثيره خطب مسؤولي الحزب في انتظار انتخاب رئيس جديد ورصد نوايا الحزب ومدى جديته او التزامه بذلك ، تعني من حيث المبدأ ان تغييرا مهما يفترض ان يلحق بالحزب او " المقاومة " اذا صح ذلك فيما ان عدم طعنها في الظهر يبدو وكأنه تأبيد لامر واقع سيكون في أسوأ الاحوال قيد البحث والتطوير بارادة الحزب ورضاه .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار