أيّ شركاء سيستخدمون نفوذهم في لبنان؟ | أخبار اليوم

أيّ شركاء سيستخدمون نفوذهم في لبنان؟

| الخميس 08 ديسمبر 2022

اللقاء بين بايدن وماكرون لم يحمل جديدا 

"النهار"- روزانا بومنصف

على رغم سريان شائعات قوية وتطمينات سياسية بان القطار الرئاسي قد اقلع وقد يصل الى محطته في الاسابيع الاولى من السنة المقبلة ، فان هذا المنحى لا يزال مدفوعا بمعطيات غير مؤكدة وغير محسومة بل ببالونات اختبار متواصلة وتمنيات اكثر من الدلائل والاثباتات .

اذ ترسم مصادر سياسية علامات شكوك وتشاؤم حيال تناقض او بالاحرى تبدل الاخبار حول زيارة محتملة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الجنوب اللبناني من اجل مشاركة عناصر القوة الفرنسية في القوة الدولية العاملة في الجنوب عيد الميلاد . اذ ان لكل من الحديث عن زيارة متوقعة ثم الشكوك ازاء احتمالاتها وحتى للتراجع عنها تفسيراته ومغازيه لا سيما على ضوء اللقاءات والاتصالات الفرنسية مع عواصم معنية وتشمل الوضع اللبناني. اذ ترجح مصادر سياسية ان اللقاء الاميركي الفرنسي بين الرئيسين جو بايدن وماكرون لم يحمل جديدا على صعيد لبنان في حال التسليم جدلا بانه ورد عرضا بين الجانبين . اذ ان اولويات كثيرة ملأت جدول اعمال الرئيسين فيما ان غالبية العواصم التي لا تزال تهتم بلبنان ترى انه لا يمكن القيام بالكثير لبلد يعمق سياسيوه ازمته عبر حروبهم السلطوية الصغيرة والمضنية للبنان واللبنانيين . ففي المعطى الديبلوماسي، فان عدم امكان اطلاق الزيارة دفعا معينا يحفز اجراء الاستحقاقات الدستورية قريبا يمكن ان ينعكس سلبا على الرئيس الفرنسي كما كانت كل من زيارتيه الى بيروت غداة انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 وانخراطه في تحرك لوقف انهيار البلد من دون جدوى. لم يصدر في بيان القمة الاميركية الفرنسية ما يشي بان رسالة واضحة وقوية من العاصمتين ازاء انهاء الشغور الرئاسي بسرعة وفاعلية قد وجهت في هذا الاطار . فالبيان رحب بالانجاز التاريخي المتمثل بإبرام اتفاقية الحدود البحرية الإسرائيلية اللبنانية في تشرين الأول 2022. وذكر ان فرنسا والولايات المتحدة مصممتان على مواصلة الجهود المشتركة لحض قادة لبنان على انتخاب رئيس والمضي قدما في الإصلاحات الحاسمة . هذا فقط . في المقابل فان الرئيسين عبرا "عن احترامهما للشعب ال#إيراني، ولا سيما النساء والشباب الذين يتظاهرون بشجاعة للمطالبة بحرية ممارسة حقوق الإنسان والحريات الأساسية التي التزمت بها إيران بنفسها وتنتهكها الآن". واعلنا تصميمهما " على ضمان عدم تمكن إيران يوما من تطوير سلاح نووي أو امتلاكه. وتواصل فرنسا والولايات المتحدة العمل مع شركاء دوليين آخرين للتصدي للتصعيد النووي الإيراني وتعاون إيران غير الكافي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما في ذلك بشأن القضايا الجادة والمعلقة الخاصة بالتزامات إيران القانونية بموجب اتفاقات الضمانات التي تقتضيها معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، بما في ذلك قيامها بنقل الصواريخ والطائرات بدون طيار، بما في ذلك إلى جهات فاعلة من غير الدول قد تهدد عمليات النقل هذه شركاء الخليج الرئيسيين والاستقرار والأمن في المنطقة وتتعارض مع القانون الدولي وهي تسهم الآن في حرب العدوان الروسية ضد أوكرانيا. وستعمل فرنسا والولايات المتحدة مع الشركاء لتعزيز التعاون بشأن إنفاذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومواجهة هذه الأنشطة……".

فلا شيء في هذه السردية يظهر تساهلا مع ايران راهنا ، فيما ان اطلاق رسالة صارمة حول لبنان كان سيطلق المجال لدعوة من ايران على الارجح من اجل التفاوض حول الموضوع . وهذا لا يمكن الانخراط فيه راهنا وفق ما تعتقد هذه المصادر نظرا الى عدم القدرة على منح ايران اي شيء في ظل المسار الذي تسلكه داخليا او في موضوع الاتفاق النووي او اعطاء روسيا مسيرات قتالية في حربها ضد اوكرانيا.

ليس هذا فحسب بل ان دور المملكة السعودية الذي بات مطلوبا في لبنان هو اقوى من الدور الفرنسي على هذا الصعيد . وتعتقد هذه المصادر ان لا استعداد في هذا السياق من اجل دفع ثمن انتخاب رئيس جديد . فالورقة الضعيفة كانت دوما الخوف من المزيد من الانهيار الذي لا ترغب في حصوله الدول الغربية في شكل خاص لان التحور الذي تشهده الازمة في لبنان يمكن ان يأخذ معه المزيد مما بقي من مؤسسات . وترجمة ذلك ان مساعدة لبنان لم تعد ممكنة بالمسكنات بل باصلاحات وقرارات لا يعتزم اهل السلطة اتخاذها . وفي الوقت نفسه اي مساعدة قد تكون من دون مفاعيل قوية اذا لم تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة فاعلة . وهذا اشبه بالدوران في حلقة مفرغة لجهة انه ليس واضحا قدرة الفرنسيين ورغبة الاميركيين واستعدادهم في استخدام نفوذهم من اجل تأمين تنفيذ ذلك في هذا التوقيت. وفي هذه النقطة بالذات ثمة من يعتقد انه بالنسبة الى ايران فان "حزب الله" الذي يمثل مصالحها في لبنان مستعد وبغطاء مسيحي لا يزال موجودا عبر حليف يصوت معه بالورقة البيضاء ان يتحمل قدرا من الفراغ من اجل الاتيان بالرئيس الذي يريده او يعزز فرصه لان يفاوض من موقع قوة فيما يعتقد اخرون ان هناك مؤشرات تفيد بان الازمة نالت من الجميع ومن الحزب كذلك ولا يستطيع الاستمرار طويلا في التعطيل . وتبعا لذلك فان الخشية الكبرى تكمن دوما من الخلاصة التي تفيد بان اي رئيس واي حكومة يبقيان افضل من فراغ. وهذا يمكن ان يتعمق في ظل الكباش الذي خاضته الاطراف المسيحية ضد اجتماع الحكومة واتخاذها قرارات . فهذه النقطة بالذات قد تدفع ثمنها الاطراف المسيحية التي تلتقي كذلك على رفض دعم انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه ولكنها لا تتفق على مرشح فاعل يمكن ان يعطي ورقة تفاوض قوية في مقابل رفض فرنجيه . وتاليا ستعود المعادلة لترسو على خيار المفاضلة بين من تعتبره هذه الاطراف خيارا بين السيء والاقل سوءا بالنسبة اليها على الاقل ولتقديراتها وحساباتها واكثر مصالحها ، وليس ايصال الافضل لانها لا تترك مجالا لاي خيار مختلف في الوقت نفسه ولا تتفق على هذا الخيار.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار