شي في السعودية... لتلك الأسباب لا يجب أن تشعر أميركا بالقلق من أي شيء!... | أخبار اليوم

شي في السعودية... لتلك الأسباب لا يجب أن تشعر أميركا بالقلق من أي شيء!...

انطون الفتى | الجمعة 09 ديسمبر 2022

مصدر: الهيمنة الأميركية لم تتغيّر والباقي ليس أكثر من احتفالات إعلاميّة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

هي مبالغة كبيرة، تبرز على هامش زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ السعودية، وتوقيع الاتّفاقيات الصينيّة - السعودية، وعقد القِمَم الصينية - الخليجية - العربية.

فصحيح أن تلك المستجدات شديدة الأهميّة، إلا أنها مُلزِمَة لأطرافها وحدهم، وليس للعالم أجمع. وهي عاجزة عن تغيير الواقع الذي يؤكّد أن لا السعودية والخليج هما محور العالم، ولا الصين أيضاً، وكل ما تبقّى ليس أكثر من تمنّيات، وآراء شخصيّة.

 

"نسخ"

فالصين، ورغم أنها القوة الاقتصادية الثانية في العالم حالياً، والأولى ربما بعد عدد قليل من السنوات، والدولة التي أكد رئيسها أن جهودها تتضافر مع دول الخليج لتفعيل نظام المدفوعات بالعملات المحلية، إلا أنها تبقى بلد "النّسخ" عن الولايات المتحدة الأميركية والغرب بنسبة مهمّة، في مجالات عدّة عسكرية ومدنيّة، ومنذ سنوات. فيما السعودية ودول الخليج عاجزة عن تأمين الاستقرار في مجال الطاقة، وعن وضع رؤية جديدة لتعزيز تطوير نفسها، بمفردها، لأن الأمور ليست بهذه البساطة التي قد يعتقدها البعض.

 

قِيَم إيديولوجيّة

هناك لعبة يرغب بعض حكام الخليج بتسويقها في العالم، وهي لعبة العلاقات الدولية الناجحة، حتى ولو قامت على المصالح حصراً، ومن خارج أي نوع من القِيَم الإيديولوجية المشتركة. وهي لعبة تهدف الى كسر الأحادية الأميركية، بما يسرّع الهرب من كل ما يتعلّق بحقوق الإنسان، ولو بطريقة غير مباشرة. ومن نتائجها الأولى، هي إنهاء شي زيارته الخليج من دون أن يستمع الى كلمة واحدة حول أوضاع أقليّة "الإيغور"، بل على العكس من ذلك، هو يعود الى بلاده متسلّحاً بدعم خليجي لعَدَم التدخُّل في الشؤون الداخلية للصين، ولو من باب ملفات حقوق الإنسان.

وهذا ضعف كبير يُسجَّل لدول الخليج، العاجزة عن المخاطرة (منذ زمن طويل، ولكونها دعمت الإسلام الراديكالي دائماً، وتورّطت بتجاوزات مُخجِلَة على الصّعيد الإنساني في مرات عدّة) بمناقشة قضايا إنسانية. وهذا هو السبب الطبيعي الذي يمنع الدول الخليجية من أن تكون حليفاً استراتيجياً لأحد، سواء في الغرب أو الشرق، بل مجرّد شريك استراتيجي لا أكثر، ورغم امتلاكها المقدرات المالية الهائلة، خصوصاً أنها لا تتمتّع بأي قِيَم إيديولوجيّة مشتركة تجمعها لا بالغرب، ولا بالشرق.

 

حاجة

في أي حال، لم ينزلق الرئيس الصيني كالخليجيّين في تصوير حركته الخليجية ببُعْد يجعلها محور العالم. وهو قال صراحةً إن زيارته السعودية ستفتح عصراً جديداً للعلاقات بين الصين والعالم العربي ودول الخليج والرياض. وهي القراءة الموضوعيّة الصحيحة، التي تُعطي الأمور حجمها الطبيعي، من دون الانزلاق في "مسخرة" الإيحاء بأنه (الرئيس الصيني) يقوم بزيارة استراتيجيّة للولايات المتحدة الأميركية، أو لدول الإتحاد الأوروبي (ضمن جولة مثلاً)، أو حتى لروسيا...

فالخليج منطقة إقليمية مهمّة جغرافياً، وجيوسياسياً، وجيواستراتيجياً طبعاً. ولكنها لا تمتلك صفة عالمية، كما يشتهي البعض. كما أنها منطقة تحتاج الى الولايات المتحدة الأميركية والغرب، تماماً مثلما تحتاج الى الصين وروسيا وآسيا والشرق، وأكثر ممّا يُمكن للغرب أو الشرق أن يشعرا بالحاجة إليها (منطقة الخليج).

 

القوّة العالميّة

أكد مصدر واسع الاطلاع أن "هناك الكثير من المبالغة الإعلامية والسياسية في التعاطي مع زيارة الرئيس الصيني السعودية، وفي تقدير المتغيِّرات التي ستخلّفها".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "كل خطوط الإمداد في العالم مُطوَّقة أميركياً، لا سيّما على صعيد النفط والغاز. ورغم القوّة الصينية المُتصاعِدَة، إلا أن واشنطن تُمسك بكل شيء من خلال عشرات القواعد العسكرية المنتشرة خارج الحدود الأميركية. وهذا عامل مهمّ جدّاً لتحديد القوّة العالمية للدول".

 

الفقر

وشدّد المصدر على أن "التعاون السعودي مع الصين حاجة للسعودية أكثر ممّا هو كذلك لبكين، خصوصاً أن البضائع الصينية أرخص من الأميركية بشكل عام. فالصين أصبحت متقدّمة في شتّى المجالات، و"رؤية 2030" السعودية تحتاج الى الكثير من الاستيراد، بأقلّ الأثمان المُمكِنَة. هذا فضلاً عن أن النموّ الديموغرافي السعودي زاد خلال السنوات الأخيرة، وما عاد يمكن للسعودية أن "تتدلّل" مثل دول أخرى، وأن تصرّ على الحصول على أفضل البضائع الأميركية، ولو كانت مرتفعة الثّمن بالمقارنة مع الصينيّة".

وأضاف:"الفقر موجود في السعودية أيضاً، وما عادت دولة ثريّة بالمستوى نفسه لثراء قطر والإمارات مثلاً. كما أن النموّ فيها لم يَكُن مُتوازناً على مدى سنوات، وانحصر في بعض المدن الكبرى، وهو ما أبقى مناطق أخرى فيها فقيرة. و"رؤية 2030" وُضِعَت في الأساس لرفع نسبة الطبقى الوسطى على حساب الفقيرة. وليس كل ما يُبَثّ في الإعلام عن التطوّر في السعودية هو صحيح تماماً".

 

احتفالات

وأشار المصدر الى أن "الولايات المتحدة لا تزال تسيطر على العالم اقتصادياً وعسكرياً، وهو ما يمنع الصين من أن تنجح في لعب دور محور العالم، حتى ولو رغب البعض بذلك. فبحر الصين مُطوَّق أميركياً، ومُراقَب من جانب واشنطن، وهو ما يمنع بكين من الخروج من بحرها بحريّة".

وختم:"العالم يتغيّر صحيح. ولكن الولايات المتحدة لا تزال حاجة لكلّ الأقاليم في العالم. فهي القادرة على إشعال حروب عالمية في وقت واحد، وعلى التحكُّم بمسارها. والدليل على ذلك، هو إغراق روسيا في أوكرانيا منذ شباط الفائت، ومنع الصين من الهيمنة على إرادة تايوان خلال الصيف الفائت. فالهيمنة الأميركية لم تتغيّر، والباقي ليس أكثر من احتفالات إعلاميّة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة