تفاهم عون - نصرالله وداعاً؟ | أخبار اليوم

تفاهم عون - نصرالله وداعاً؟

| السبت 10 ديسمبر 2022

كان بمقدورها أن يتدخّلا خلالها كي لا تقع الواقعة بين تنظيميهما لكنهما لم يفعلا ذلك

"النهار"- أحمد عياش

لا يمكن الشك في أيّ لحظة، في أن تدهور العلاقات بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" الذي حدث هذا الأسبوع، وقع خارج علم زعيمَي "التيار" والحزب، الرئيس ميشال عون والسيد حسن نصرالله. وفي الوقائع المرافقة لهذا التدهور يتبيّن أنه كانت هناك فسحة من الوقت، كي لا تصل الأمور بين الحليفين اللذين ارتبطا قبل 16 عاماً بـ"تفاهم" حمل اسم مار مخايل، وهو المكان الذي أطلّ منه العماد عون والأمين العام للحزب، في صورة عبّرت عن انسجام قلّ نظيره في الحياة السياسية في هذا البلد. هذه الفسحة كان بمقدور عون ونصرالله أن يتدخّلا خلالها كي لا تقع الواقعة بين تنظيميهما، لكنهما لم يفعلا ذلك.

في وقائع ما جرى هذا الأسبوع، كان بدايتها البيان الذي أدلى به رئيس "التيار" النائب جبران باسيل في السادس من الجاري غداة انعقاد أول جلسة لحكومة تصريف الأعمال، بالرغم من أن "التيار" استبقها بتجميع "الثلث المعطّل" لكن هذا الثلث سقط بفعل انسحاب وزير الصناعة جورج بوشكيان من هذا الثلث. وفي هذا البيان، قال باسيل في حق نصرالله وإن بصورة غير مباشرة ما لم يجرؤ أحد من قبل على قوله: "مشكلتنا مع الصادقين الذي نكثوا بالاتفاق وبالوعد والضمانة...".

وعندما أورد رئيس "التيار" كلمتي "الوعد" و"الصدق" فلم يعد هناك أيّ لبس في أنه أصبح وجهاً لوجه مع زعيم "حزب الله" الذي اشتهر في تاريخه بعبارة "الوعد الصادق". من هنا جاء الرد الذي سبقه اجتماع طارئ للحزب، كما أشارت "النهار" الخميس الماضي، فصدر بيان العلاقات الإعلامية في الحزب وفيه: "إنَّ الصادقين لم ينكُثوا بوعد وقد يكون التبسَ الأمر على الوزير باسيل فأخطأ عندما اتّهم الصادقين بما لم يرتكبوه".

إذن، شهدت العلاقات بين طرفي "تفاهم مار مخايل" طور الرد والرد المضاد. لكنها لم تقف عند الحد، إذ إن "التيار"، في اليوم الذي صدر فيه بيان "حزب الله"، أصدر رداً أخذ فيه على الحزب "الالتباس والتناقض وعدم وضوح لدى قيادة الحزب في ما حصل ونأمل تصحيحه".
ألم يكن بإمكان الرئيس عون أن يتدخل شخصياً كي لا يستمر التراشق مع حليفه في حارة حريك، فينتقل الحوار بين الجانبين الى الأقنية السرّية التي كانت وسيلة التخاطب بين الجانبين في معظم الأعوام بعد الـ2006؟ والسؤال نفسه موجّه للسيد نصرالله: ألم يكن قادراً على استدراك هذا الانحدار في العلاقات مع الرئيس الجنرال في الرابية، فلا ينشر الغسيل بينهما على سطح الإعلام، وما أكثر هذه السطوح في هذا الزمن؟

على ما يبدو، إن رياح التصعيد هبّت على "التفاهم"، بدليل أن النائب باسيل قرّر أن يطلّ غداً تلفزيونياً ليواصل هذا السجال.

ما زال هناك كثيرون يشكون في باسيل الذي يبدو حتى الآن أنه يمثل قصة الراعي والذئب. لكن في تتمة القصة ما يشبه القول: وداعاً تفاهم مار مخايل؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار