هل هناك مَحاوِر في بكركي؟ | أخبار اليوم

هل هناك مَحاوِر في بكركي؟

| الإثنين 12 ديسمبر 2022

جان الفغالي- "نداء الوطن"

كان البطريرك التاريخي الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير يكتب عظته بنفسِه ولا يُطلِع أحداً عليها ولا يعرف أحد بمضونها إلّا بعد إلقائها في قداس الأحد. كان حريصاً جداً وحذراً جداً، في زمن الوصاية السورية، لأنّه كان يعرف أن المتربِّصين بشخص البطريرك وبموقف بكركي كُثر، وغالبًا ما كان «زوار الصرح» من سياسيين وغير سياسيين، ينشطون على خط بكركي كل يوم سبت، إمّا ليستكشفوا ما يمكن أن تتضمنه عظة الأحد، وإمّا لتمرير فكرة أو موقف لسيد الصرح، عسى أن ترِد في اليوم التالي في العظة.

لم يكتفِ البطريرك صفير بالعِظات بل استنبط «النداءات» التي شكَّلت جزءاً من الثوابت التاريخية لمَن «أعطي مجد لبنان». ومن النداءات التاريخية نداء أيلول الـ2000 الذي كتبه البطريرك صفير وطلب من مجلس المطارنة تبنيه، وهكذا كان.

عظة الاحد «دَرَّجَها» البطريرك صفير، كتعبيرٍ عن موقف بكركي، وسار عليها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. لكن لكل بطريرك أسلوبه وطريقته، على «عهد» البطريرك صفير، لم تكن هناك «مصادر بكركي» و»تسريبات». كان البطريرك صفير صارماً في هذا المجال، وشهيرة زيارة «رئيس جهاز الأمن والاستطلاع» السوري اللواء غازي كنعان للمطران، آنذاك، بشارة الراعي في مطرانية جبيل، لكنها لم تؤتِ ثمارها لأنّ اللواء كنعان كان يحاول خلق مَحاوِر في بكركي وفي مجلس المطارنة تحديداً، لكن المطران الراعي فهِم المغزى وقطع الطريق على المحاولة الخبيثة.

يبدو أنّ أسلوب البطريرك الراعي يختلف عن اسلوب البطريرك صفير لجهة ترك هامش في الصرح، وإنْ كان البعض يسمي هذا الهامش بأنه «مَحاور»، يجري الحديث عن «محور» المطران بولس صياح، كما يجري الحديث عن «دور» مُعطى للمحامي وليد غياض، المستشار الإعلامي للبطريرك الراعي، ومدير مكتبه. ظهر هذا التباين في الفترة الأخيرة انطلاقًا من عدة محطات وتطورات: قضية المطران الحاج، الحوار مع «حزب الله»، وموقف بكركي من جلسة مجلس الوزراء الأخيرة.

في القضية الثالثة، وهي الأحدث، ضاع الناس في»المصادر والتسريبات»، حيناً أنّ البطريرك الراعي لم يوافق على الجلسة، حينًا آخر طلب من رئيس حكومة تصريف الأعمال «تصويب» بنود جدول الأعمال، تمَّ تسريب أنّ الرئيس ميقاتي اتصل بالبطريرك الراعي بعد العظة، ليتبيَّن أنّ الاتصال تمّ قبل العظة، ويوم السبت تحديداً.

هنا يُطرَح السؤال: هل هناك تسريب من بكركي؟ مَن يسرِّب إذا كان هناك تسريب؟ أم أنّ هناك تبايناً حقيقياً و»صراع محاوِر»؟ وإذا كان الإحتمال الثاني هو الأصح، أي صراع المحاور؟ أليس من الأجدى والأفضل أنّ يضع البطريرك الراعي حدّاً لذلك؟

قضية «الحوار» بين بكركي و»حزب الله»، أصابها «التسريب» أيضاً، المحاوِر عن بكركي كان المحامي وليد غياض، فهل هناك متضرر من دوره المتعاظم، وسرب الخبر؟ وهناك قضية المطران الحاج، أين اصبحت؟ ولماذا هناك طباخون كُثر في هذا الملف؟ هل صحيح أنّ هناك متضررين من الدور الذي لعبه المحامي ناجي البستاني في هذا الملف، بين بكركي والأمن العام ومجلس القضاء الاعلى؟

العين على بكركي، وهناك محاولات لتصديع صلابتها، فهل ينجحون من باب خرق جدارها ومن باب تثبيت مقولة أنّ هناك محاور وتباينات داخل الصرح وداخل مجلس المطارنة؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار