باسيل يناور على "حزب الله" مجدداً... وهل نطق باسم الحزب برفض قائد الجيش؟ | أخبار اليوم

باسيل يناور على "حزب الله" مجدداً... وهل نطق باسم الحزب برفض قائد الجيش؟

| الثلاثاء 13 ديسمبر 2022

باسيل يناور على "حزب الله" مجدداً... وهل نطق باسم الحزب برفض قائد الجيش؟
امتحان التمرين على الفراغ  لكنه هذه المرة سيكون أقسى عليهم بدرجات 

"النهار"- رضوان عقيل

لم يكن مفاجئاً الكلام الأخير لرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل واعلانه على مسمع اللبنانيين وكل من يهمه الامر أنه لن يقبل بالوزير السابق سليمان فرنجية أو بقائد الجيش مرشحا لرئاسة الجمهورية. وهذا ما أبلغه بصريح العبارة الى كل من التقاهم في باريس والدوحة نظراً الى تأثيرهما في الاستحقاق الرئاسي المعطل حيث لم تعد ثمة فائدة لجلسات الانتخاب الصورية التي ستقدم طبعتها الاخيرة هذه السنة الخميس المقبل، او سينجح الرئيس نبيه بري في عقد طاولة حوار لرؤساء الكتل يمكن البناء عليها على أمل الخروج من النفق الرئاسي المسدود.

في الايام الاخيرة، برزت جملة من المحطات السياسية التي تواكب مشهد الانتخابات الرئاسية، مع استقبال ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في الرياض، بحيث كان اللقاء بالنسبة اليه اشبه بـ "اعادة تأهيل" ومنحه جرعات من الاوكسيجين السياسي السعودي الذي سيخلطه بالطبع مع ما يتلقاه من الفرنسيين. وثمة من يشبّه ما حصل اخيرا بأن اللبنانيين كانوا ينتظرون انتخاب رئيس للبلاد المشرعة على رزمة من العواصف، ومن ثم تسمية رئيس للحكومة، فإذ بباريس والرياض ترفعان من مكانة ميقاتي وحضوره على المسرحين العربي والدولي، ولو كان من المبكر التطرق الى من سيحل في السرايا في اول حكومة للعهد المنتظر، علما ان وجوها سنّية عدة تحضّر اوراق اعتمادها من اليوم للفوز بكرسي الرئاسة الثالثة وتربطها علاقات جيدة مع المملكة.

وجاء تزامن زيارتي قائد الجيش ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لقطر، مع الاشارة الى الكيمياء المفقودة بين الرجلين من ايام جيرتهما في وزارة الدفاع. ويبدو ان علاقة بوصعب مع فرنجية ليست سيئة رغم انتخاب الاول الوزير السابق زياد بارود، لكنه لا يستطيع الخروج من تحت مظلة العونيين.

وكانت مواقف باسيل الاخيرة محل "تشريح" في مختبرات "حزب الله" بعد محاولة الاول "ترطيب الأجواء" بين الطرفين مع تشديده على انه لا يشكك في صدق السيد حسن نصرالله. ولم يتأخر باسيل هنا في توجيه رسالة غير مشفرة بأنه لن يقصّر في حرق اول مرشحين للرئاسة فرنجية وجوزف عون، وهذا ما ركز عليه في لقاءاته الفرنسية عندما قال: "لن أوافق على اي منهما"، ولا سيما رئيس "تيار المردة"، ليضيف انه صاحب اكبر كتلة مسيحية في البرلمان، فضلا عن حجم كتلة "القوات اللبنانية" الرافضة بدورها. وأراد باسيل ان يقول لنصرالله بعدما أيقن صعوبة عدم وجود أي إمكانات لحلوله في قصر بعبدا انه اخذ يغير خطته الرئاسية بحيث لن يقصّر في استعمال كل اسلحته لإبعاد فرنجية وقائد الجيش عن حلبة الرئاسة، ودعوته "حزب الله" الى البحث عن اسم ثالث على قاعدة ان المرشحَين خرجا من مسابقة نصف النهائي في مونديال الرئاسة. وثمة من يعتقد ان باسيل كان قد انتزع من الحزب عدم سيره بجوزف عون على قاعدة ان الاخير لن يمر في "الضاحية الجنوبية" مع كل ما يحمله هذا الموقف من رسائل، مع سؤال هنا: هل نطق باسيل باسم الحزب برفض ترشيح قائد الجيش؟ مع الاشارة الى ان الحزب يكتفي بالقول ان فرنجية مرشحه مع عدم اضافته عبارة "حتى الآن"، على عكس حال اكثر المقترعين للنائب ميشال معوض الذين يضمرون غايات انتخابية اخرى.
ولذلك يعمد باسيل الى المناورة على نصرالله مستندا الى قول الاخير بأنه يثق به وبفرنجية مع معرفته بأن "لا تقارب" بين الحزب وقائد الجيش، واذا لم يكن هو البديل (باسيل) فليكن هو والحزب صاحبي الكلمة الاولى في الاسم الذي سيرسو عليه تكتل "لبنان اقوي" الذي يفوّت رئيسه هنا ضرورة الحصول على قبول بري بالاسم الذي سيؤيده، وهل يستطيع ان ينتزع من بكركي القبول بمرشحه؟ متناسيا ان ما لا يقل عن نصف اعضاء البرلمان لن يلتقوا مع طرحه الرئاسي من حزبي "القوات" والكتائب وكتلتي "تجدد " و"التغييريين" وصولا الى العدد الاكبر من النواب السنّة الذين لا يلتقون مع اي من افكاره.

وفي لحظة هذه المشهدية يُطرح سؤال: اين يقف بري من هذا الاستحقاق؟ علما انه لم يخفِ تأييده لفرنجية، ولكن في حال تسليمه بعدم ايصال صديقه الى الرئاسة التي ضاعت منه في 2016 سيفكر باسم بديل يكون محررا قدر الامكان من تأثير باسيل، في وقت تروّج اخبار بان بكركي تنظر بارتياح الى ثلاثة اسماء من دون تبنيها في شكل نهائي، وهي من باب الاستمزاج: الوزير السابق روجيه ديب والسفير جورج خوري وقائد الجيش.

وفي قراءة لمواقف العواصم المؤثرة بالاستحقاق الرئاسي، لم تحسم الرياض الاسم الذي تفضله وينسحب الامر نفسه على واشنطن التي يهمها اولا تحصين مؤسسة الجيش وإن لم تخفِ ميولها لقائد المؤسسة العسكرية في وقت تحاول قطر الدخول من جديد في أتون الملف اللبناني، مع الاشارة الى ان ظروف اليوم لا تشبه تلك التي جاءت بالرئيس ميشال سليمان من دون خضوعه للتعديل الدستوري، تلك الورقة النهائية التي سيشهرها باسيل في وجه جوزف عون في حال التقى الافرقاء على اسمه، الى اكثر من عاصمة لا تعترض عليه.
وفي خضم كل هذا التباعد في وجهات النظر الرئاسية في الملعب الماروني اولًا حيث لا تقدر بكركي على جمع لاعبيه وخروجهم بترشيح اسم والاتفاق عليه، ولا قدرة لدى الآخرين على التوافق على مرشح حتى الان، ولم يبق امام اللبنانيين اقله في الاشهر الثلاثة المقبلة، إلا الدخول في امتحان التمرين على الفراغ الذي خبروه قبل انتخاب ميشال عون، لكنه هذه المرة سيكون أقسى عليهم بدرجات.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار