"التيّار الوطني الحرّ" ماضٍ في "المواجهة" حتى مع الحليف... | أخبار اليوم

"التيّار الوطني الحرّ" ماضٍ في "المواجهة" حتى مع الحليف...

| الأربعاء 14 ديسمبر 2022

"التيّار الوطني الحرّ" ماضٍ في "المواجهة" حتى مع الحليف...

عطا الله: نريد رئيساً يطمئن الداخل ومنفتح على الخارج


 "النهار"- ابراهيم بيرم

توحي معظم المؤشرات المتوافرة أن الاشتباك السياسي الساخن الذي انفجر أخيراً بين "حزب الله" وشريكه في تفاهم مار مخايل "التيار الوطني الحر"، آيل الى انحسار، خصوصاً بعدما أعلن رئيس التيار النائب جبران باسيل "تجديد ثقته" بالأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ووضع العلاقة معه فوق أي اعتبار، وبعدما اكتفى الحزب ببيان الرد الشهير وهو الأول من نوعه على كلام باسيل الرافض مشاركة وزيري الحزب في اجتماع حكومة تصريف الأعمال رغم إرادة التيار، وهو المؤتمر الذي انطوى على حديث عن "غدر وحنث بتعهّدات ووعود" أعطاها الحزب لشريكه وهو ما أجبر الحزب على الخروج عن صمته المعهود حيال كل "موجات غضب التيار وانتقاداته" المتكررة سابقاً.

وبذا يتبدّى أن الطرفين راغبان في العودة الى مربع العلاقة التفاهمية التي بدأت قبل نحو 16 عاماً. ولكن رغم هذه الرسائل التهدوية المتبادلة بين الطرفين، التي حفلت بها الأيام القليلة الماضية، ثمة من لا يزال يرى أن "جمر الخلاف" الأساسي ما زال تحت رماد "الهدنة الموقتة" لأن سبب الخلاف الجوهري ما زال قائماً ويتمثل بالتباين بينهما حول ملف الرئاسة الأولى مع استمرار تمسك الحزب بمرشحه للرئاسة زعيم "تيار المردة" سليمان فرنجية حصراً فيما يمضي التيار ورئيسه في معارضته الضارية لهذا الخيار ويعلن في كل إطلالة أنه لن يسير إليه بقدم مهما اشتدت ضغوط الحزب عليه. وإن كان التيار البرتقالي يكشف دوماً عن رفضه لمرشحي الرئاسة الأقويين أي فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون فإن السؤال المطروح: من هي الشخصية التي يراها التيار جديرة بالجلوس في المنصب عينه الذي شغله مؤسسه العماد ميشال عون لست سنوات خلت؟

في السابق جاهر باسيل بأنه يخرج من دائرة المرشحين ومن ثم حمل في زيارتيه للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري عرضاً عنوانه العريض تعالوا لنبحث عن اسم ثالث (غيره وغير فرنجية) نذهب به جميعاً الى مجلس النواب كمرشح باسمنا جميعاً.
ولاحقاً نسبت وسائل إعلام الى مصادر في التيار ما جوهره أن التيار يتداول لائحة بأسماء ثلاثة مرشحين يجد أن أحدهم جدير بالرئاسة الأولى رافضاً الإفصاح عن هذه الأسماء وتاركاً للإعلام حرية التكهن والاجتهاد.

وبعدما استنفد التيار أكثر من خيار ولعب العديد من أوراقه واستمزج أكثر من رأي حول من يجد فيه ضالته المنشودة فإن السؤال الذي ما زال يبحث عن إجابة قاطعة: من هو المرشح النهائي والفعلي للتيار؟

يصر القيادي في التيار وعضو تكتل "لبنان القوي" غسان عطا الله على الإيحاء بأن التيار ليس بعد في وارد إشهار اسم مرشحه للرئاسة الأولى وأن الأمر عنده ما برح عبارة عن مواصفات يرى ضرورة توفرها في الرئيس الموعود.

ويقول عطا الله لـ"النهار" إن مرشح التيار هو بوضوح تام المرشح الذي يكون منفتحاً على الخارج القريب والبعيد على حد سواء ولا يكون في الوقت عينه عدواً لأحد في الداخل ولا يُخشى منه أن يطعن المقاومة في ظهرها أي أن يكون عامل اطمئنان لـ"حزب الله" وما يمثل.
وأضاف "ما نراه اليوم على المسرح السياسي أن هناك عملية تحدٍّ وتنافس حاصلة بين مجموعتي قوى الأولى تريد رئيسا تنطبق عليه لائحة المواصفات التي سبق للحزب أن كشفها على لسان أمينه العام السيد نصرالله أي إن الحزب يريد رئيساً يسمّيه هو. وفي هذا الأمر ثمة من يستشعر أن هناك عملية تحدٍّ واستفزاز للخارج الذي ننشد الانفتاح عليه. أما المجموعة الثانية فهي تلك التي قاربت باكراً موضوع الرئاسة من منطلق ترشيح شخصية أفصح الحزب سريعاً عن أنه يراها تمثل تحدّياً واستفزازاً له".

"وفي رأينا، يستطرد عطا الله، إن كلا التوجهين مرفوض وفق مقاييسنا لهذا الاستحقاق البالغ الأهمية والذي يُفترض أن يكون محطة لفتح الباب أمام إخراج البلاد من نفق أزمتها. وبالعكس، نجد أن إصرار كل طرف على وجهته ورأيه هو تصعيد وتعقيد واحتدام نحذر الجميع من مغبّة نتائجه الكارثية".

أضاف "آخر نتائج المضيّ في نهج التحدي والاستفزاز ما شهدناه في جلسة حكومة تصريف الأعمال وما نتج عنها من ارتدادات. فنحن سبق أن لفتنا "حزب الله" الى مغبّة تسمية ميقاتي لتأليف الحكومة وقلنا لهم بصريح العبارة إنه سيتكلف ولكنه لن يكلف نفسه عناء التأليف. والمفارقة أنهم ردّوا علينا في حينه بالتأكيد أنه سيؤلف حكومة جديدة ولكن رهاناتهم طاشت ونحن اليوم ندفع ثمن السير في خيار تكليف ميقاتي. لذا نحن لسنا مستعدين اليوم لدفع ثمن السير بخياراتهم (الحزب) الرئاسية والاقتناع بمرشحهم للرئاسة الاولى. وقد قلنا لهم في معرض تبرير الرفض إنهم سيسيرون مجدّداً في خيار الترويكا الرئاسية التي نشأت في مطلع التسعينيات والتي نحصد جميعاً منذ ثلاث سنوات النتائج الكارثية لأدائها. ولقد رأينا رأي العين في الجلسة الأخيرة لحكومة تصريف الأعمال كيف أنعشت في لحظة تلك الترويكا وأعيد بعث الروح فيها".

وقال "لا ينفع الحزب رئيسٌ يخدم المقاومة ويكون في الوقت عينه عنصر استفزاز ومصدر تحدٍّ للخارج. والمعادلة التي نراها مقبولة ومعقولة ومجدية أن يكون هناك رئيس صديق للمقاومة ومنفتح على صداقة الخارج".

ونسأله ماذا يريد التيار من وراء موجة الاعتراض والمواجهة التي أطلقها منذ أشهر وما انفك ماضياً بها تصعيداً؟

يجيب عطا الله "كل ما يريده التيار هو الحفاظ على الدستور والشراكة، وما جرى أخيراً في جلسة الحكومة غير مطمئن إذ شعرنا بأن ثمة شراكة ثلاثية تريد عزل مكوّن معيّن. وما فاجأنا أن الحزب لم يبادلنا بالمثل عندما تركنا وبدا منحازاً أو ملحقاً بالترويكا، علماً بأنه سبق أن رفضنا بشدّة كل محاولات عزله هو. نحن نقول إن ما فعله الرئيس ميقاتي أخيراً هو ضرب اللشراكة والدستور والميثاقية. وهو فعل لم يقدم عليه أحد بمثل هذه الصلافة حتى إبان سني الحرب وأعوام الفوضى والوصاية السورية، إذ إننا وجدنا أن إصراره على عقد الجلسة الحكومية الأخيرة محاولة بيّنة لعزل التيار وتحجيم دوره في محاكاة واضحة لما جرى علينا في 13 تشرين عام 1990. ونقول لهم: نرفض أن يتكرر هذا الأمر وسنبقى نعارض مطالبين بتطبيق الدستور وعدم ضرب الشراكة والميثاقية. نحن لسنا في موقع المشاغبة وتثبيت الوجود كما يزعم البعض، نحن في موقع الرافض لأي اعتداء على الدستور والشراكة وعودة زمن الترويكا".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار