"المدارس الكاثوليكية" و"المقاصد"... نحو بناء مجتمع واحد وموحد | أخبار اليوم

"المدارس الكاثوليكية" و"المقاصد"... نحو بناء مجتمع واحد وموحد

رانيا شخطورة | الأربعاء 14 ديسمبر 2022

الأب نصر يشرح عبر "أخبار اليوم" اهداف الاتفاق: نحاول تخطي الانقسامات والشرذمات

رانيا شخطورة - "أخبار اليوم"

ليس غريبا ان تشهد بيروت على احداث المتناقضة في آن.
ففي حين اهتزت الاشرفية مساء الاحد بعدما توجهت مجموعة من الشبان على دراجات نارية من طريق الجديدة والكولا وسليم سلام احتفالاً بتأهل المغرب الى نصف نهائي كأس العالم في اتجاه ساحة ساسين حيث كانت تقام احتفالات بمناسبة عيد الميلاد، الامر الذي كاد ان يأخذ طابعا طائفيا، ما يوحي وكأن الجمر تحت الرماد دائما... كان في المقابل، مشهدا حضاريا احتضنته امس كلية خالد بن الوليد مبنى فيصل الأول في الحرج (بيروت) حيث تم توقيع اتفاقية تعاون بين الأمانة العامّة للمدارس الكاثوليكيّة في لبنان ممثلة بالأمين العام الأب يوسف نصر وجمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في بيروت ممثلة برئيسها الدكتور فيصل سنو.
فهل مثل هذه الاتفاقية تشكل مدخلا للخروج من التعصّبَ الطائفيّ الذي "هو من أهمّ الأسبابِ التي أفسدت العقولَ والنفوس والتي أدَّت بنتيجَة الأمر الى استغلال التربية واستخدامِها وسيلةً في خدمة الزعامات الطائفيّة والمناطقيّة والمصالح الفئويّة. فقوّضَت التربيةَ من مضمونِها وجرّدَتها مِن معانيها السامية"، كما قال الاب نصر خلال احتفال التوقيع.
وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم، شرح نصر ان المؤسستين تربويتين عريقتين لديهما تاريخهما في العمل التربوي، وقد وقعتا مذكرة تفاهم وتعاون على الصعيد التربوي والوطني بهدف تنشئة طلاب على القيم الوطنية والانتماء الوطني وحب الوطن، اضافة الى التركيز على نوعية التعليم.
واضاف: بهدف تحقيق ذلك، سيكون هناك تعاون على صعيد ادارات المدارس والمعلمين والطلاب، وبالتالي سيقام العديد من الانشطة التي تجمع المؤسستين من اجل خلق خبرة تربوية ووطنية مشتركة، كي يتمكن الطلاب من النمو في جوٍّ تربوي ووطني سليم..
واشار نصر الى ان مذكرة التفاهم جاءت بعد اجتماعات متواصلة ما بين الفريقين، وبعد التداول بمختلف الامور وجدنا ان هناك مساحة واهداف مشتركة، حيث المشروع التربوي للامانة العامة وللمقاصد يلتقيان عند الكثير من المسلمات والثوابت الوطنية، قد يكون هناك بعض التباينات التي تتعلق في خصوصيات كل طرف، ولكننا التقينا حول المساحة المشتركة خاصة فيما يتعلق بالامور الوطنية والتربوية.
وشدد على ان مواضيع احترام الاديان ونهائية الوطن والتربية النوعية من الثوابت، اضافة الى القيم الاخرى مثل اهمية العائلة ومفهومها ومفهوم لبنان الرسالة والانفتاح والعيش معا والابتعاد عن التطرف واحترام كرامة الانسان التي نلتقي حولها ونسعى الى تعزيزها.
وهل التباعد بين المجتمعات اللبنانية، دفع الى مثل هذا التعاون؟ اوضح الاب نصر ان لبنان يمر بمرحلة دقية جدا من تاريخه، وامام كل استحقاق نجد ان كل مسؤول يحاول ان "يجيّش ناسه" من طائفته الى حزبه، لذا علينا ان نحاول تخطي الانقسامات والشرذمات على صعيد المجتمع اللبناني، بهدف بناء مجتمع موحد.
وختم: نرى ان هناك حاجة ماسة في هذا الظرف تحديدا لبناء مجتمع لبناني واحد وموحد حول ثوابت واحدة.

الى ذلك، تتضمن المذكرة، التعاون في المجالات التربويّة والثقافيّة والاجتماعيّة، وتبادل الخبرات في القطاعين التربويّ والإداريّ من حيث التنمية المهنيّة والمناهج والبرامج التربويّة وأهداف التنمية المُستدامة والدمج، عبْر عقد لقاءات عمل بين أفراد القطاعين من حيث الأداء والتقنيّات المستخدمة، إضافة إلى موضوع الانتماء إلى شبكة المدارس الفرنسيّة (Homologation).، وتفعيل دورهما في استنهاض المجتمع وتثبيت مبادئ العيش المشترك.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار