الاستحقاق الرئاسي دخل الأدوار النهائية وحراك خارجي ناشط | أخبار اليوم

الاستحقاق الرئاسي دخل الأدوار النهائية وحراك خارجي ناشط

| الخميس 15 ديسمبر 2022

الاستحقاق الرئاسي دخل الأدوار النهائية وحراك خارجي ناشط
 انتخاب الرئيس سيحتاج إلى المرور في مطبّات إقليمية في ظلّ الصراع الخليجي مع إيران

"النهار"- وجدي العريضي

مع اقتراب المباراة النهائية لكأس العالم فإن "الماتش" الرئاسي في لبنان لن يُحسم في ربع الساعة الأخير أو في مطلع العام الجديد بعد استحالة حسمه راهناً.

وعلى هذه الخلفية، تشير التقديرات لدى أكثر من جهة سياسية فاعلة، الى أن لبنان قد يُقبل على تسوية ربما تكون خارج الأراضي اللبنانية او في بيروت، وذلك يعود للإتصالات الجارية على قدمٍ وساق من قِبل المسؤولين الأميركيين والفرنسيين، وخصوصاً أن السفير الأميركي السابق ديفيد هيل أكد لصديقٍ لبناني قديم، أن واشنطن ترى ضرورة التعجيل في حسم الإستحقاق الرئاسي، وما الحراك الأخير إلاّ دليل ملموس على هذه الخطوات التي ستتفاعل في المرحلة المقبلة. وثمة جهات لا تستبعد انتخاب الرئيس في شباط المقبل. ولكن ذلك لا يعني تجاهل الدور الفرنسي حيث أوكل الرئيس الأميركي جو بايدن، مهمة هذا الملف الى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي سيحرّكه من الدوحة إلى عمان وبيروت.

في السياق، تشير مصادر سياسية مطلعة إلى أن مرحلة التصفيات الرئاسية انطلقت، وبالتالي فإن "#حزب الله" لم يرشّح إلى الآن النائب السابق سليمان فرنجية كي لا يحرقه، والمساعي جارية لإيجاد مخرج لهذه الغاية، نظراً الى استحالة تأمين ثلثي الاصوات النيابية له، في وقت أن البعض يقول إن قائد الجيش العماد جوزف عون، يحتاج ترشيحه إلى تعديلٍ دستوري، أي تأمين ثلثي أصوات المجلس النيابي ايضا.

لكن العقبة تكمن في أن ذلك يحتاج إلى رئيس جمهورية وحكومة من أجل التعديل، فالرئيس انتهت ولايته والحكومة مستقيلة، بَيد ان مرجعاً حكومياً قال "سنطبّق عبارة الضرورات تبيح المحظورات"، وهذا ما بُحث في أكثر من دولة خليجية وعربية، ومن الطبيعي أن الأميركيين والفرنسيين هم في الأجواء، والمسألة تحتاج إلى مخارج وإعطاء فرصة لبعض القوى الأساسية لتسوية أوضاعها مع المرشّحين الطبيعيين، وبمعنى آخر، أن "حزب الله" لا يزال واقعاً بين مطرقة فرنجية وسندان رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وبالتالي السير بقائد الجيش قد يريح الحزب، بمعنى أن لا يأتي رئيسٌ للجمهورية من أي طرف سياسي، على اعتبار أن الفريق الآخر يرفض مرشحاً من 8 آذار، أي فرنجية، فيما الحزب يعتبر النائب ميشال معوض مرشّح تحد.

وتكشف المصادر عن أجواء بالغة الأهمية، مؤداها مشاورات ديبلوماسية حصلت في الأيام القليلة الماضية، وخلاصتها أن إيران قد تسير بأي مرشّح لرئاسة الجمهورية تريده واشنطن، في مقابل رفع العقوبات عنها، ومن الطبيعي في مثل هذه الحالة، أن الحزب لن يعارض بل يمشي بهذا الخيار، وهذه المشاورات لا تزال مستمرة، لا سيّما أن إيران وفي خضمّ ما تتعرض له من حركة احتجاجات غير مسبوقة، قادرة على التراجع والتضحية بالورقة اللبنانية، وتحديداً رئاسة الجمهورية، في مقابل رفع العقوبات عنها. وعليه، فإن تغريدة السفارة الإيرانية في بيروت، التي أشارت إلى أن "أعداء لبنان لا يريدون أي مساعدات من إيران ورفضوا كل العروض"، والمُرفقة بفيديو في سابقة لافتة، إنما جاءت بُعيد لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وفي ظلّ تنامي دور الرياض على الساحة اللبنانية، أي أن طهران تستعمل كل الأوراق لفرض سطوتها على الساحة الداخلية من خلال "حزب الله"، ودفع المجتمع الدولي وفي طليعته واشنطن الى مفاوضتها.

من هذا المنطلق، فإن انتخاب الرئيس سيحتاج إلى المرور في مطبّات إقليمية في ظلّ الصراع الخليجي مع إيران وتدخّل الأخيرة في حرب اليمن ودعمها للحوثيين وللحزب، وصولاً إلى تصنيعها مسيّرات وتقديمها إلى روسيا التي استخدمتها في الآونة الأخيرة في قصف أماكن سكنية وحيوية في أوكرانيا، بمعنى أن لذلك تداعياته عربياً ودولياً ولبنانياً. وتشير المعلومات إلى أن ترجيح حظوظ مرشح لرئاسة الجمهورية أضحى في تداول معظم السياسيين اللبنانيين المخضرمين، والمسألة ليست حزّورة إنما بناءً على قراءة متأنية لكل الحراك الجاري من الرياض إلى الدوحة وواشنطن وباريس، والأيام القليلة المقبلة ستبلور الكثير من الأمور المرتبطة بهذا الملف، وتحديداً بعد زيارة الرئيس الفرنسي إلى الدوحة ومؤتمر عمان، وربما يحمل ماكرون مفاجأًةً، في حال أعطت المساعي الجارية دولياً وإقليمياً، ثمارها المرجوة. ولكن، وعَودٌ على بدء، فإن دخول الولايات المتحدة الأميركية على خطّ الإستحقاق الرئاسي من خلال زيارة نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ايثان غولدريتش، إلى ما قاله السفير هيل في المجالس السياسية اللبنانية، وما يُفضي به البعض من العارفين والملمّين بمثل هذه المفاصل السياسية والإستحقاقات الداهمة، لتأكيدٌ على أن الإستحقاق الرئاسي أصبح في مرحلة الأدوار النهائية، ولكن ثمّة ترقب وسؤال: هل يحتاج إلى "إكسترا تايم" وركلات ترجيح؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار