"حزب الله" عند "الجماعة الإسلامية": المعلن التهنئة والمضمر إعادة التواصل | أخبار اليوم

"حزب الله" عند "الجماعة الإسلامية": المعلن التهنئة والمضمر إعادة التواصل

| الإثنين 19 ديسمبر 2022

"النهار"- ابراهيم بيرم

عقد أخيراً اللقاء الأول المرتقب بين القيادة الجديدة للجماعة الإسلامية (الفرع اللبناني للإخوان المسلمين) وبين وفد من قيادة "حزب الله".

هذا التطور في العلاقة بين الطرفين أثبت بالملموس صحّة معلومات سرت أخيراً عن توجّه راسخ عند قيادة "الجماعة" التي تشكلت أخيراً نحو الحزب بغية العمل على طيّ مرحلة طويلة نسبياً من القطيعة بين الطرفين نتيجة التعارض والخلاف حول أكثر من ملف مستجد وتطوّر طارئ فرض نفسه على صفحة علاقاتهما ومن أبرزها اشتعال شرارة الأحداث الدموية في الساحة السورية ومبادرة الحزب الى تقديم دعم عسكري للنظام في دمشق فيما كانت الجماعة كما هو معلوم منحازة بالكامل الى وجهة المجموعات المنتفضة على النظام السوري والرافعة شعار الدعوة الى إسقاطه. ومن يومها كبرت هوة التناقض بين الطرفين وأخذت معه الجماعة جانب الانتقاد الحاد والعلني لأداء الحزب وخياراته خصوصاً في المساجد التي يتولّى مشايخ من الجماعة مهمّة الإمامة والخطابة فيها.

ومع ذلك فإن الحزب لم يشأ أن يقطع نهائياً خطوط العلاقة والتواصل مع هذه الجماعة، لذا كانت قيادة الحزب أول من تجاوب مع وساطة قام بها القيادي الأبرز في حركة "حماس" إسماعيل هنية خلال زيارة أولى قام بها لبيروت قبيل نحو عام، وأسفرت بفعل علاقة "حماس" المتينة والعضوية مع كلا الطرفين، عودة الحرارة الى العلاقة بينهما. وقد تجلى ذلك في اللقاء الذي انعقد على الأثر بين الأمين العام السابق للجماعة عزام الأيوبي والأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية. وهو لقاء استمرّ حسب المعلومات نحو 7 ساعات في حينه. ولكن هذا اللقاء بقي يتيماً ولم تظهر له نتائج عملية له إطلاقاً خصوصاً لجهة عودة علاقات التنسيق بين الطرفين.

واللافت أن اللقاء الجديد الذي عُقد قبيل نحو 36 ساعة جاء في إطار بروتوكولي إذ إن وفداً من قيادة الحزب برئاسة رئيس المجلس السياسي السيد إبراهيم أمين السيد حضر الى المقر المركزي للجماعة في محلة عائشة بكار – الزيدانية لتهنئة الجماعة بانتهاء أعمال مؤتمرها العام الأخير وانتخاب قيادتها الجديدة.

وكان في مقدّم مستقبلي وفد الحزب الأمين العام الجديد الشيخ محمد طقوش ورئيس المكتب السياسي علي أبو ياسين والمسؤول الإعلامي الدكتور وائل نجم وعدد آخر من الصفّ القيادي في الجماعة.

وحسب المعطيات الأولية فإن للقاء التهنئة هذا الذي جرى التداول خلاله في قضايا سياسية، تتمّةً لها صلة بتفعيل التعاون وإحياء التنسيق بين الطرفين خصوصاً أن لهما تاريخاً طويلاً مشتركاً من "العلاقات التحالفية" بدأت عملياً منذ بدايات انطلاق الحزب كمقاومة للاحتلال الإسرائيلي بعيد الاجتياح الإسرائيلي الواسع في صيف عام 1982. ويُذكر في هذا الإطار أنه سُجّل في عقد الثمانينيات نشاط عسكري مشترك بين الطرفين في مواجهة القوات الإسرائيلية وتحديداً بين "المقاومة الإسلامية" (الجناح العسكري للحزب) وبين "المقاومة الاسلامية – قوات الفجر" وهو الاسم الذي اختارته الجماعة لذراعها المقاوم.

ومع مطلع تسعينيات القرن الماضي استمرّ التنسيق والتعاون السياسي بين الطرفين وتجلى في دعم الحزب لمرشح الجماعة الى المقعد النيابي في صيدا الدكتور علي الشيخ عمار (قبل أن يترك الجماعة لاحقاً بعدما شغل منصب رئيس مكتبها السياسي لسنوات عدّة) ولمرشّح الجماعة في بيروت النائب السابق زهير العبيدي.

لكن هذه العلاقة ما لبثت أن تأثّرت سلباً بالتدريج وتحديداً في أعقاب اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما نجم عن ذلك من أحداث سياسية وتطوّرات أمنية متسارعة وما تلاها من الانقسام الحادّ بين معسكري 8 و14 آذار.

وعلى رغم أن الجماعة لم تظهر بشكل صارخ في المعسكر الثاني بدت قواعدها منحازة الى هذا الطرف. وقد ازدادت الفجوة بين هذين الطرفين في أعقاب أحداث 7 أيار عام 2008 حيث تولت الجماعة بعدها كيل الاتهامات العلنية للحزب وقطعت كل قنوات التواصل بينهما.
واللافت أن قيادة الجماعة فتحت أيضاً أبوابها لاستقبال رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب على رأس وفد من المشايخ الدروز. وإن كان العنوان العريض المعلن للزيارة هو تقديم واجب التهنئة فإن المتابعين يدرجونها أيضاً في خانة قرار "فتح الأبواب الموصدة" الذي قررته القيادة الجديدة للجماعة.

وما يجدر ذكره أن المكتب الإعلامي للجماعة نظم قبيل فترة قصيرة "لقاء تعارف" بين الشيخ طقوش وعدد من الإعلاميين المتابعين لشؤون الجماعة. وقد استمر اللقاء ما يقرب من ساعة ونصف ساعة وتخلله حوار مفتوح حدّد خلاله الأمين العام الجديد للجماعة التوجّهات المستقبلية وفق ثلاثة خطوط رئيسية هي:

– أنها بصدد العمل على وضع مبادرة جديدة تحت عنوان "لمّ الشمل في الساحة السنية" باعتبارها واحداً من مكوّنات هذه الساحة التي دخلت في مرحلة معاناة.

– أنها أيضاً بصدد إعادة وصل ما انقطع مع "حزب الله".

– أن لثقافة المقاومة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي مكانةً كبرى، وهي تعتبر استمرار هذه المقاومة والدفع بها الى الأمام جزءاً أساسياً من عقيدة الجماعة وتوجّهاتها الراهنة والمستقبلية.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار