بين محور عوكر ومحور حارة حريك.. رئاسة لبنان معركة ليّ أذرع معقدة وطويلة! | أخبار اليوم

بين محور عوكر ومحور حارة حريك.. رئاسة لبنان معركة ليّ أذرع معقدة وطويلة!

| الإثنين 19 ديسمبر 2022

لن تكون حادثة قتل جندي من اليونيفل بعيدة عن المزاج الدولي تجاه لبنان


"اللواء"
لكلٍّ مشكلته في ما يتعلق باستحقاق رئاسة الجمهورية اللبنانية، وليس من قبيل المصادرة على المطلوب الإعلان، منذ الآن أن مسألة الوصول الى انتخاب رئيس جديد هي مسألة معقدة وطويلة.
وفي الطريق الى بعبدا تحتشد قوى كثيرة محلية واقليمية ودولية، لإعادة إنتاج رئيس من ضمن نظرة شاملة، واستراتيجية تعتبر ان الرئيس العتيد هو المفتاح السحري لسلسلة مفاتيح من شأنها، من الحكومة إلى الإدارة، الى النقد، وإعادة برمجة المصارف أو هيكليتها، الى الذهاب بعيداً في وضع النفط والغاز في الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، في أمان، مع نقل البلد من ضفة الى ضفة.

لن يكون الرئيس الطامح الى الإقامة في بعبدا من أي نوع يختلف عن رؤية هذا المحور أو ذاك، في عموم المنطقة وارتباطاتها، سواء القوى الدولية الكبرى: الولايات المتحدة الأميركية، الاتحاد الروسي الغارق في المياه الآسنة الأوكرانية، والصين العظمى، بكل اقتصادياتها والتكنولوجيا الغازية لأسواق الأرض من الولايات الأميركية الى شط العرب، مروراً بأفريقيا وجزء كبير من آسيا، فضلاً عن القارة الأوروبية «العجوز».
الولايات المتحدة، عبر تجمع «محور عوكر»، وعبر المساعدات العسكرية واللوجستية والانسانية، التي تتباهى السفيرة الأميركية دورثي شيا بأنها تهدف الى دعم لبنان، من زاوية مكافحة الارهاب والصمود بوجه المحور الآخر، من دون أن تفسّر لماذا لا تسمح إدارتها للمصريين باستجرار الغاز الى لبنان وللأردنيين بتزويد لبنان بالكهرباء، حسب الاتفاقيات التي وقعت.
تعلن الولايات المتحدة عبر دبلوماسييها، أنها ليست المعنية بانتخاب رئيس للبنان، فتلك مهمة مجلس النواب اللبناني، وترصد السفارة تطور الموقف بعد كل جلسة من الجلسات العشر التي عقدت لتاريخه، على نية الانتخاب، بعد تلاوة المواد الدستورية ذات الصلة.
تكثر التكهنات على هذا الصعيد، فهناك من يزعم أن واشنطن تدير اللعبة، عبر قناتين: واحدة عربية هي قطر والدول الدائرة في المحور نفسه، وأوروبية عبر قصر الاليزيه ممثلاً بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وفريق عمله الخاص، الذي يلجأ الى الصمت حيناً والى الصخب حيناً آخر، وهو يقارب الملف اللبناني، من زاوية الرئاسة الأولى أولاً. وواحدة من محطات المقاربة الاجتماع الذي سيعقد في عمان لدول جوار العراق، او ما اصطلح على تسميته قمة بغداد الثانية، في غضون ايام قليلة مقبلة، وهناك من يظن، على سبيل العلم اليقين القاطع أن الإدارة الأميركية ليست على عجلة من أمرها، وهي بصدد لي أذرع محور ايران، صاحبة التأثير الكبير على الاستحقاق اللبناني، من بوابة حارة حريك، حيث مقر قيادة حزب الله في الضاحية الجنوبية.
يعتبر حزب الله ان ترشيح النائب ميشال معوض هو اولى اختبارات المواجهة معه، ليس بشخصه، بل بالمشروع الذي يحمله أو يقف وراءه. لذا يطلق عليه اسم «المرشح – التحدي».
ويعتبر أن محوراً كاملاً يقف وراء هذا الترشيح، والمحور المضاد يهدف بصورة رئيسية الى انهاء وضعية المقاومة، بدءا من سحب الغطاء الشرعي عنها.
لذا، لا يتهاون الحزب في المواجهة، وسلاحه يتمثل بالخبرة التاريخية الواسعة التي يتمتع بها رئيس المجلس نبيه بري، والذي يحسن تقطيع وقت الأزمات، بأقل خسائر، حتى لو طاولته شخصياً، فلم يعد من العمر أكثر مما مضى (والأعمار بيد الله) وبورقة تطيير النصاب، ومن غير المهم، بالتالي، ما اذا كان الانتخاب بالورقة البيضاء، أو بأسماء تعتبر باطلة، حتى لو استخدمها نواب من التكتل الوطني الحر، برئاسة النائب جبران باسيل.
دع عنك، العبارات الاخلاقية او النفسية، التي تعقب هذه الجلسة او تلك، كالمسخرة، و«الشرشحة»، وتجاوز الدستور، الى آخر المعزوفات، التي تبدو اشبه بفقاقيع صابون، لا تلبث أن تختفي.

تتحدث مصادر المعلومات المتقاطعة عن ان قيادة حزب الله، تعتبر انتخابات الرئاسة، هذه المرة، مختلفة عن غيرها:
1 - فهي تُنبئ بـ«معركة انتخابية طويلة»، فلا شيء بالأفق يشي بأن الانتخابات قاب قوسين أو أدنى من الحصول.
2 – يقرأ حزب الله في الانتخابات مواجهة مباشرة معه ومع سلاحه، لذا أوكل قيادة المعركة الى أمينه العام ونائبه، على مستوى دراسة كل وضع على حدة، والابتعاد عن التسرع أو الارتجالية.

3 – يقرر الحزب ان المواجهة من هذه الوجهة تحتاج الى «نفس طويل»، وهذا ما يتقن الحزب صناعته، حسب مسيرته الممتدة على أربعة عقود.
4 – لا يكشف الحزب مساراته، حتى الى ابرز المقربين اليه. من يرشح، والى متى، وحدود القبول والرفض... لكن الثابت أن لا رئيس يمكن انتخابه معاد بالحد الأدنى للمقاومة والبيئة الحاضنة لها.
5 – يشارك الحزب في الجلسات، من ابواب عدة، ايصال الخصم بعجزه عن إرادته بالقوة الدستورية، وإبراز رغبته بالتفاهم على رئيس جديد، حتى مع أشد خصومه.
6 – ينظر الحزب، كما تتحدث مصادر المعلومات، وتوثق ذلك المواقف، الى الانتخابات بوصفها محطة من محطات مواجهة «محور المقاومة» للمشروع المعادي لهذا المحور، أياً كانت مسمياته او منطلقاته او روافده.
7 – في عُرف حزب الله ومكنوناته أن محور المقاومة، الذي له دور وازن فيه لن يهزم او يضعف، مهما كانت المحاولات الهادفة الى تقويض النظام في ايران.
وعليه، يقيم الحزب حساباً لتقلبات موقف باسيل، ولكن لن يدفعه الى تهور اوسع، ولن يردعه في الوقت نفسه، ويعتبر ان حماية الاستقرار الاجتماعي والنقدي عبر حكومة تصريف الأعمال، التي يقف على رأسها نجيب ميقاتي مسألة فوق اعتبارات التفاهم او الاشتباك.
من زاوية «وضع الرئاسة» الأولى في قلب التناحر بين محورين، لن تكون حادثة قتل جندي من اليونيفل، بعيدة عن المزاج الدولي تجاه لبنان، سواء أكان رئاسياً أم مصيرياً!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار