"سموخيا"- رميش: استراتيجيّة لـ"الحزب" وموطن للأهالي... الأراضي مستباحة! | أخبار اليوم

"سموخيا"- رميش: استراتيجيّة لـ"الحزب" وموطن للأهالي... الأراضي مستباحة!

فالنتينا سمعان | الإثنين 19 ديسمبر 2022

"أخضر بلا حدود" تلجأ إلى الجرافات لحفر الأحراج ولا تأبه للإعتراض...

 فالنتينا سمعان- "أخبار اليوم"

ليس التعدّي على "سموخيا"- إحدى المزارع المتاخمة والتّابعة لبلدة رميش الجنوبيّة- هو الأوّل من نوعه في البلدة، فقد سبق ذلك تعدّيات مماثلة ومن الجهة نفسها في "قطمون" قبل ستّ سنوات، إذ أقامت جمعيّة "أخضر بلا حدود" مركزًا تابعًا لها، ومنعت أهالي البلدة من التوجّه إلى أراضيهم، ليتبيّن لاحقًا، أنّها جمعيّة "وهميّة" تابعة لـ"حزب الله".

التعدّيات استمرّت لتبلغ أوجها في 9 كانون الأوّل الحالي، حيث تفاجأ الأهالي لدى تفقّد بعضهم لأراضيهم بالجمعيّة نفسها وهي تقوم بجرف وشقّ طرق وقطع أشجار سنديان معمّرة ونصب خيم على أكثر من عقار، ولدى سؤالهم عمّا يفعلون، طالب "ناشطو الجمعيّة" إبراز دليل يثبت أنّ هذه الأراضي هي ملك لأهالي رميش، وعندما رفضوا ذلك، تلاسنوا.

بيانات ومناشدات      

في موازاة ذلك، كان الأهالي يناشدون المعنيين التدخّل، وعند فقدان الأمل، عرضوا الوقائع على مواقع وسائل التواصل الإجتماعي علّ الصّوت يصل...

وبتاريخ 11/12/2022، أصدرت البلديّة بيانًا، طالبت فيه جميع الذين يقومون بأعمال الحفر من البلدة أو خارجها التوقّف عن ذلك تحت طائلة المسؤوليّة، لتتوقّف الجرافات عن العمل، وتستكمل مناشير الحطب المهمّة، قبل أن تعاود الجرافات عملها من جديد.

هذا وقد تسلّمت البلديّة الأسبوع الماضي رسالة موقّعة من ورثة عقارات من آل الحاج والعميل وآخرين شرحت الوضع القائم في "سموخيا" وخلصت الرسالة إلى أنّه "إزاء هذه الأعمال التي تشكّل استيلاءً غير مشروع على ملكيّات خاصّة، والتعرّض لمالكيها بالمنع من الوصول إليها وإنكار ملكيّتهم لها، وبناءً على ذلك نطالب الوقف الفوري لهذه الأعمال وإزالة كلّ التّعديات من منشآت وبرك".

كما أصدروا بيانًا ناشدوا من خلاله المسؤولين والمراجع الروحيّة التحرّك السّريع لوقف التحدّيات والتعدّيات، وجاء فيه: "تجاه ما تتعرّض له أراضي وأملاك وأرزاق أهالي رميش من استباحة وتعديات وتهديد لبعض المالكين من قبل قوى الأمر الواقع في المنطقة، حيث تقوم هذه القوى بجرف مساحات واسعة من الأراضي واقتلاع أشجار وعمل إنشاءات، واستعمال معدّات ثقيلة للحفر في أحراش تعود ملكيّتها لأهالي رميش، يجري كلّ ذلك على مرأى ومسمع الجيش اللبناني الذي يعمل في منطقة خاضعة للقرار ١٧٠١ في الجنوب واعتراض وسخط كبير من الأهالي الذين يناشدون من خلال رئيس البلديّة والمجلس البلدي المسؤولين في الدولة والمراجع الروحيّة وعلى رأسها الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي التحرّك السريع لوقف التحدّيات والتعدّيات الحاصلة على أهالي رميش وعلى أراضيهم وأملاكهم، ووضع حدّ لكلّ الممارسات والتعدّيات التي تسيء إلى العيش المشترك وعدم ترك الأمور إلى مزيد من التفاقم".

وفي 17/12/2022، تداعى أصحاب العقارات المعتدى عليها للتجمّع في ساحة كنيسة البلدة، ومنها إلى "سموخيا" حيث رافقتهم البلديّة وواجهوا المعتدين وجهًا لوجه، لبتبيّن لاحقًا أنّه تمّ الاعتداء عليهم وتهديدهم، وذلك حسبما أشار بيان البلدية: "بعد عدّة مناشدات واتصالات مع المعنيين والأجهزة الأمنية، يستنكر مجلس بلدية رميش الاعتداء الحاصل على الأراضي الخاصّة المملوكة من أهالي رميش في محلة "سموخيا" كما يستنكر المجلس البلدي التهجّم على أصحاب الأراضي من قبل المعتدين وتهديدهم بالقتل. المجلس البلدي يناشد السّلطات الأمنيّة والقضائيّة التدخّل فورًا لإزالة الخيم التي وضعها المعتدون قبل تفاقم الوضع وخروجه عن السيطرة" .

لا لقاءات رسميّة بين الطّرفين

على صعيد اللّقاءات، يقول رئيس البلديّة السابق وأحد المالكين ألبير الحاج عبر وكالة "أخبار اليوم"، أنّه لم يحصل أي لقاء رسمي مع "الحزب" ولم يُطلب ذلك أساسًا".

من جهة أخرى، يشير أحد متابعي الملف عبر وكالة "أخبار اليوم" إلى أنّ "الحزب" يرفض اللقاء الرسمي، لكنّ "وكيله" ابن بلدة رميش ديغول أبوطاس أعطى تعهّدًا باسمه بعدم منع أيّ من أصحاب تلك الأراضي من العمل فيها مقابل بقاء الخيم الأمر الذي رفضه الأهالي.

أمّا في موضوع عرض ضمان الأراضي على أبناء رميش، فيلفت الحاج إلى أنّ الأمر تمّ بشكل فرديّ، فهم حاولوا إقناع مالك من المالكين، ليردّ بأنّه "واحد من 7 والـ 7 لديهم 100"، في إشارة إلى رفضه ذلك وأنّ الأرض ليست حصريّة له، بل هي أرض أجداده وآبائه.

يعتبر "الحزب" هذه الأراضي "استراتيجيّة" على الحدود، فيما يعتبرها الأهالي موطنًا وأرضًا ناضلوا من أجل الحفاظ عليها، ويتسلّحون بصكوك ملكية قديمة جدًّا- يفوق عمرها المئة عام- تثبت ملكيّتهم لها، لكنّ المتابع للملف يرى أنّ هذه "الحجّة" ضعيفة ولا تخدم الأهالي كثيرًا في "محاربتهم"، فهم لا يملكون "علم وخبر" يثبت حدود أرضهم وهو ما يستغلّه الطرف الآخر بطلبه الدائم بإبراز هذه المستندات، وهو ما يؤكّده الحاج بقوله: "هم يعتقدون أنّ هذه الأرض ليست لنا، بل مشاع، ممكن أن تكون تابعة لفلسطين، مع العلم أنّنا أرسلنا كلّ الأوراق الموجودة بحوزتنا لغبطة البطريرك وكلّ المعنيين". ويضيف: "إذا كانوا يسترجعون الأراضي، نأمل أن يسترجعوا أراضينا التي ضُمّت إلى فلسطين" بسبب الترسيم العشوائي للحدود.

    

   

هل من تطوّرات؟

على صعيد التطوّرات، لا جديد على أرض الواقع، إذ يشير الحاج إلى أنّ أهالي البلدة لم يشعروا أنّ القوى الأمنيّة والعسكريّة تدخّلت بشكل رسميّ فاعل ربّما لأنّها تتعامل مع "المعتدين" كونهم قوى أمر واقع، ومن جهة أخرى نحن كأهالي لم نقم بشي حتّى اللّحظة، إلّا أنّه إذا بقي الموضوع على حاله سيخلق توتّرًا بين النّاس، لذا من غير المقبول أن يستمرّ الوضع على ما هو عليه".

من جهته، يعتبر المتابع للملف أنّ القوى الأمنيّة تقوم بتهدئة الوضع لا أكثر، "فلولا وجودها، كنّا قد تعاركنا مرارًا"...

ثلاثة سيناريوهات

وسط مخاوف من تفاقم الوضع أكثر، وخشية من تحوّل وجود "الحزب" في تخوم البلدة إلى أمر واقع، لجأ أهالي رميش إلى الدّولة، التي صمّت ولا تزال تصمّ آذانها...

سيناريوهات ثلاثة أمام هذا الواقع، فإمّا أن تقوم الدولة بصون وحماية مواطنيها وتجنيبهم ما هو أخطر من ذلك، إمّا أن تتخلّى عنهم وتجبرهم على الاحتكام والخضوع لقوى الأمر الواقع، وإمّا الخيار الأسوأ المتمثّل بانتفاضة الأهالي وما يتبعها من تداعيات لا تُحمد عقباها...

   

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار