تكثيف الحراك الديبلوماسي الخارجي ولا صيغة جاهزة للحل | أخبار اليوم

تكثيف الحراك الديبلوماسي الخارجي ولا صيغة جاهزة للحل

| الجمعة 23 ديسمبر 2022

 "النهار"- وجدي العريضي

"راحت السكرة وإجت الفكرة"، هذا ما ينطبق على انتهاء المونديال الكروي، لتتفاعل الحركة السياسية والديبلوماسية باتجاه لبنان شرقاً وغرباً، وتحديداً على الخطين الفرنسي والسعودي، الأمر الذي برز بوضوح من خلال زيارة السفير السعودي وليد بخاري الى بكركي ولقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، من دون إغفال اللقاء الذي جمعه بالرئيس فؤاد السنيورة، وثمة معلومات عن سلسلة تحركات لبخاري في الأيام القليلة المقبلة مع دخول البلد في فترة الأعياد.

في السياق، تقول مصادر سياسية متابعة لهذا الحراك لـــ"النهار"، إن ما جرى في باريس من لقاءات في الأيام القليلة الماضية لم يؤدِّ حتى الآن الى حلولٍ أو صيغةٍ ما يمكن البناء عليها لانتخاب الرئيس العتيد، بل تشاور ومتابعة بين الجانبين السعودي والفرنسي حول الوضع اللبناني، من الاستحقاق الرئاسي الى تفعيل الصندوق الفرنسي – السعودي التنموي والاستثماري، في ظل تفاقم الانهيار الاقتصادي والحياتي في لبنان، في حين ان ما حصل في مؤتمر "بغداد -2" الذي التأم في عمّان، وتحديداً حول الشأن اللبناني، لم يحمل أي مؤشرات تشي بأن التسوية على الأبواب وان الرئيس سيُنتخب في وقت قريب، بل اقتصرت المواقف، ولاسيما منها الفرنسية، على ضرورة أن يتوافق اللبنانيون ويُنتخب الرئيس في أقرب وقت. وثمة معلومات موثوق بها مستقاة من جهات ديبلوماسية فاعلة مفادها أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عرض الملف اللبناني مع الوفد الإيراني المشارك في هذا المؤتمر على أن تكون هناك متابعة لحضّ الإيرانيين على تسهيل انتخاب الرئيس لما لهم من نفوذ على الساحة اللبنانية وحليفهم الأبرز "حزب الله".

وتشير المصادر الى أن كلمة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في عمّان، لاسيما الشقّ المتعلق بالوضع اللبناني، عكست الثوابت واللاءات السعودية تجاه الملف الداخلي وهي عينها لناحية انتخاب الرئيس في أقرب فرصة لينهض ببلده ويعيد الاعتبار الى علاقاته مع محيطه العربي، وتلك العناوين كانت مدار بحث بين السفير بخاري والبطريرك الراعي، حيث وضع السفير السعودي سيّد بكركي في أجواء ما تقوم به المملكة من مساع لمساعدة لبنان، خصوصاً دور الرياض وباريس وتواصلهما وتنسيقهما للوصول الى حلول تُخرج لبنان من أزماته، ولكن لم يتم استعراض أي من أسماء المرشحين للرئاسة، أو أن السفير السعودي طرح اسماً معيناً، وتالياً ليس ثمة رابط بين زيارة بخاري الى الصرح البطريركي والملحق الثقافي الإيراني في اليوم نفسه، أكان على صعيد الاستحقاق الرئاسي أم مشاركة المملكة وإيران في مؤتمر "بغداد - 2"، ولا علاقة لهذه المسائل. وتشدد أوساط السفارة السعودية في بيروت على العلاقة التاريخية التي تربط الرياض ببكركي، والسفير بخاري يحرص على وضع البطريرك الراعي في صورة ما تقوم به بلاده، إضافة الى أنه قدّم المعايدة له بحلول الميلاد وما يحمله من معانٍ تتمثل بالتسامح والمحبة والإيمان، وأن يكون هذا العيد محطة لخروج لبنان من معضلاته في ظل الحرص السعودي على استقراره وازدهاره.
وتلفت المصادر الى أن الحراك الديبلوماسي للسفراء العرب والغربيين، وبالأخص السفيرين السعودي والفرنسي، يندرج في سياق الدور الذي يعتبر أساسياً من قِبل باريس والرياض، وهناك معطيات عن ان الرئيس الفرنسي سيكثف مساعيه في الأيام المقبلة بالتشاور مع واشنطن والفاتيكان تجنباً لأي منزلقات أمنية ربطاً بما جرى أخيراً من أحداث أمنية متنقلة، ما لا تتحمله الساحة اللبنانية في ظل ظروف استثنائية قاهرة، وعلى هذه الخلفية، يتوقع أن يزور لبنان أكثر من موفد عربي وغربي لهذه الغاية، وما يمكن تأكيده هو ان ليس ثمة أي صيغة جاهزة لانتخاب الرئيس على أن يتبلور ما تمّ بحثه في عمان على خط المثلث السعودي – الفرنسي – الإيراني حول لبنان ليُبنى على الشيء مقتضاه.

وفي خضم هذه الأجواء، فان مرجعاً سياسياً لا يترك مناسبة في مجالسه إلا ويُبدي قلقه وهواجسه من الحالة الاجتماعية والاقتصادية الآخذة بالانهيار الدراماتيكي وما يمكن أن يؤدي الى ما لا يُحمد عقباه من فوضى وزعزعة للاستقرار وزيادة الاعتداءات على ممتلكات الدولة والناس، وكل الأمور واردة في هذا الصدد.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار