عتاب ودّي بين برّي والراعي وعناوين "ميني إيجابية" للحوار | أخبار اليوم

عتاب ودّي بين برّي والراعي وعناوين "ميني إيجابية" للحوار

| الأربعاء 28 ديسمبر 2022

 ما يُسمع في باريس لا يوحي بتسوية قريبة

"النهار"- وجدي العريضي

دخل البلد في مرحلة الوقت الضائع سياسياً ومالياً على إيقاع تدهور العملة الوطنية (قبل أن يتدخل أمس مصرف لبنان نسبياً) وفلتان مؤسسات الدولة حيث لا وجود لها، ما يُنذر بعواقب وخيمة كما أشار مرجع سياسي بارز نهاية الأسبوع المنصرم، إذ يرى أنه إن لم يُنتخب رئيس الجمهورية في وقت قريب فإن الأمور ذاهبة نحو الفوضى العارمة مستعملاً عبارة "الناس بدا تاكل بعضا".

في السياق، تشير مصادر سياسية عليمة لـــ"النهار"، من خلال أحد العائدين من العاصمة الفرنسية الذي التقى بأصدقاء له من المقرّبين للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الى أن ما سمعه لا يوحي بتسوية قريبة ولا سيما اللقاء الرباعي الذي قيل إنه سيجمع السعودية وقطر إضافة الى الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا التي ستستضيف اللقاء المذكور، ما يشي أن انتخاب الرئيس دخل في أتون الصراعات الدولية والإقليمية حيث لا يخفى تدهور العلاقات الفرنسية – الإيرانية. فلطالما كانت باريس ضابط إيقاع مع طهران لتمرير الاستحقاقات اللبنانية حيث كانت العلاقة معها على أفضل ما يرام، ما شكّل في محطات كثيرة تباينات حيال هذه المسألة مع كل من واشنطن والرياض، ومن الطبيعي، تضيف المصادر، أن ذلك سيؤزّم الوضع الداخلي ويُبقي الاستحقاق الرئاسي رهينة تلك الصراعات الى أن تأتي اللحظة الدولية – الإقليمية المؤاتية وعندها يُنتخب الرئيس في ظل التوافق بين المعنيّين بالملف اللبناني نظراً لاستحالة أي إجماع داخلي على هذا المرشح أو ذاك، ما يتبدّى بوضوح بفعل الحركة السياسية التي تدور في حلقة مفرغة، والأمر عينه لجلسات انتخاب الرئيس التي تحوّلت الى سوق عكاظ.
وتردف المصادر لافتة الى أن الحركة السياسية المحلية التي تفاعلت وما زالت مستمرة خلال فترة الأعياد، قد تؤدي الى طاولة حوار في عين التينة بعد ظهور "ميني أجواء إيجابية" تمثلت باللقاء المفاجئ بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وإن لم يسجل أي خرق في جدار العلاقة السميكة بين الطرفين، لكن في هذه الظروف يُعدّ نافذة للتواصل والحوار ولم يحصل أي شيء يمكن التعويل عليه، لكنه مدخل للشروع في التلاقي، ويُنقل أن جنبلاط الأب وضع استمرار الحوار بين الاشتراكي والبرتقالي في عهدة الابن رئيس اللقاء الديموقراطي تيمور، وتالياً إن زيارة عضو اللقاء الديموقراطي النائب وائل أبو فاعور الأخيرة لمعراب نقلت تمنّيات سيّد المختارة لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بضرورة قبول دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه برّي للحوار، فيما ثمة معلومات موثوقة مؤداها أن أبو فاعور ذهب الى معراب ولا علم لديه بلقاء جنبلاط وباسيل، ما انسحب على نواب اللقاء الديموقراطي وقياديي التقدمي.

وتتابع أن العامل الآخر الذي يشير الى أن طاولة الحوار قد تعود لتقلع مع برّي، هو ما تمثل بليونة باسيلية وما يحضره من مفاجأة مطلع العام الجديد، فضلاً عن اتصال الرئيس برّي بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي للتهنئة بالأعياد. وهنا نقلت أوساط مقربة من الطرفين أن العتاب الذي قيل عنه في الإعلام كان ودّياً للغاية، ورئيس المجلس كان صريحاً أيضاً عندما قال للراعي إنه ضنين بانتخاب الرئيس اليوم قبل الغد، وتطرق الى ضرورة الحوار الذي يسعى إليه الأمر الذي يثني عليه سيّد بكركي، ما يعني أن مواقف الأطراف السياسية برمّتها وإن كان البعض لم يحسم خياراته بعد حيال دعوة رئيس المجلس، تُعدّ خطوة متقدمة لإمكان الجلوس حول طاولة الحوار. وفي المحصّلة وعبر المواكبين والمتابعين، فإن ما يحصل في الداخل والخارج شراء للوقت ولتقطيع المرحلة، لأنه لا مناص إلا بتسوية دولية – عربية خصوصاً أن وضع البلد مغاير للمراحل السابقة، وليس الآن من دولة ومؤسسات ومرافق عامة وخدمات في لبنان الذي يعاني من انهيار اقتصادي واجتماعي غير مسبوق، وهذا يستوجب التسوية وتحديداً من باريس والرياض بصفتهما أبرز اللاعبين اليوم على الرقعة اللبنانية، وهما من يدعمان عبر الصندوق السعودي – الفرنسي التنموي والاستثماري، كذلك ما يرتبط بمؤتمر الدول المانحة حيث لهما القدرة على عقد هذا المؤتمر بعد انتخاب الرئيس العتيد.

وتخلص الى أن ثمة سباقاً محموماً يجري بين التصعيد والدعوات للحوار وتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وصولاً الى ما يجري في العواصم المعنيّة بالملف اللبناني من لقاءات واتصالات لوضع الخطوط العريضة للتسوية المرتقبة، ولكن – استطراداً – ليس في الأفق ما يشي بأنها قريبة وربما تأتي على الحامي إذا تدهور الوضع على الساحة الداخلية ربطاً بالأوضاع الاقتصادية والحياتية الى ما يجري في بعض المناطق من إشكالات وتوترات ولا سيما أن أحد قادة الأجهزة الأمنية المعروف بهدوئه حذّر من أي منزلقات أمنية قد تحصل في هذه المرحلة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار