حركة باسيل لن تثمر... إذا لم تلقَ تجاوباً من "الثنائي" | أخبار اليوم

حركة باسيل لن تثمر... إذا لم تلقَ تجاوباً من "الثنائي"

| الأربعاء 28 ديسمبر 2022

"النهار"- رضوان عقيل

يعمل رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل على ختم مشهد الأيام الاخيرة من السنة الجارية على إيقاع روزنامته السياسية سواء نجح في تحقيق ما يرمي اليه أم لم يتمكن. ويريد ان يثبت للجميع في الداخل والخارج انه اول من يملك من بين رؤساء الكتل والاحزاب مفتاح باب انتخابات الرئاسة، ولا سيما على الصعيد المسيحي، اذا كُتب لها ان تُجرى قبل الربيع المقبل. ولذلك تلقف هو كلام قيادة "حزب الله" ونائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم بضرورة التوصل الى انتخاب رئيس توافقي، مع التأكيد ان الحزب لا يزال يرى في الوزير السابق سليمان فرنجية المرشح الذي يجسد هذا الخيار، فضلا عن الرئيس نبيه بري الذي لا يحتاج الى اثبات تأييده لزعيم "تيار المردة".

وينشط باسيل على اكثر من خط بغية تحقيق ما خطط له بعناية وإن لم يستطع بلوغه مئة في المئة. وما يقوله في اي موقع يكون فيه هو أن دعوته تقوم اولا على توجيه رسالة الى "حزب الله" بأنه من الصعوبة - بحسب رأيه - انتخاب فرنجية وايصاله الى الرئاسة الاولى، ولا قائد الجيش العماد جوزف عون.

ومن باب إثبات انه لا يعيش في عزلة سياسية يسارع الى احتلال المشهد الاعلامي وتسليط الاضواء عليه في الدوحة وباريس وعواصم اخرى، مع اشارته السريعة في بكركي الى القول بأنه يقوم بسلسلة من الاتصالات المعلنة وغير المعلنة ليؤكد للجميع أنه "الزعيم" المسيحي المعني بانتخاب رئيس الجمهوريّة.

ويقول مقربون منه إنه لن يعدم الوسيلة لانتخاب رئيس للبلاد على ان تكون هذه أولوية أجندة الجميع وتقديمها على أي أمر آخر. وهو على اتصال مفتوح مع الفرنسيين وقد وضع البطريرك بشارة الراعي في تفاصيل حركته الاخيرة.

وفي الداخل، لم يتأخر باسيل في نسج خيوط مشاورات مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ومع فرنجية، فضلا عن الرئيس نجيب ميقاتي. وكان لرجل الاعمال علاء الخواجة مساهمة في الأيام الاخيرة في جمع قيادات لبنانية بغية التقريب في ما بينها، مع تشديده على امكان بلورة رؤية مشتركة تساعد في انتخاب رئيس الجمهورية وإطلاق عجلة الحكومة المقبلة لتمكين البلد من التحرر من أثقال ازماته.

وكان باسيل بدأ محاولته هذه مع بري والسيد حسن نصرالله وإن لم يكونا على موجته السياسية. ولا يتوقف عند طلب موعد مع جنبلاط ما دام اللقاء قد عقد في منزل ابنته وصهره جو الضاهر حيث يؤكد في مجالسه أنه لا يخجل ولا يرفض التشاور مع سائر الجهات مادام الهدف يدور حول التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، وان من يقوم بكل هذه الأدوار "ليس معزولا". ولم يتضح الى الآن ما اذا كانت حركة باسيل الاخيرة منسقة مع نصرالله حيث لم يتبين الخيط الأسود من الابيض بعد، لكن الاول مصمم على متابعة تجربته هذه ويريد ان يقول للجميع إنه يمكن التوافق على اسم وليس على قاعدة الاجماع النيابي والسياسي عليه، لكن في الامكان، بحسب العونيين، التوصل الى انتخاب شخصية مارونية تحظى بدعم قاعدة مسيحية اساسية يمكن البناء عليها وان لا تكون محل رفض من الشيعة والسنّة والدروز، وان اتصالاته التي انطلقت من هذه المروحة قد تؤدي الى انتخاب رئيس وعدم الاستمرار في ترشيح النائب ميشال معوض ولا أيضا مضيّ فريقه ومن يلتقي معهم في الاقتراع بالورقة البيضاء، اي بمعنى انه يمكن العمل على ابقاء 86 نائبا وأكثر في جلسة الانتخاب وعدم تطيير النصاب مع عدم الاستمرار في الاقتراع لمعوض عند الكتل التي تريده وحذف اسمَي فرنجية وقائد الجيش من اللائحة والتفتيش عن اسم ثالث يمكن ايصاله الى قصر بعبدا ولا يشكل تحدياً لأي جهة. ولذلك يركز العونيون على خطة باسيل الاخيرة، ولا سيما بعد عجز أصحاب الاسماء التي يطرحونها عن "تسييلها" في صندوق الاقتراع، اضافة الى عدم القدرة على جمع طاولة #الحوار التي دعا اليها رئيس المجلس. ويدافع العونيون عن طرحهم الاخير بقوة وانهم لا يريدون من خلاله "حشر الآخرين" بل انهم يعتبرون خطة باسيل بمثابة الفرصة السانحة لخروج الجميع من نفق المراوحة وجلسات الانتخاب التي لم تكن على مستوى التوقعات.

في مقابل الآمال العونية، لا يرى متابعون انها ستصل الى الخواتيم السعيدة اذا لم تكن اولا على تنسيق مع الثنائي "حزب الله" وحركة "أمل"، ولا سيما مع عدم قولها انهما سيتخليان عن فرنجية، وان حركة باسيل على أهميتها حيال جنبلاط وفرنجية لن تؤدي الى إحداث اي خرق منتظر قبل حصول اي تبدل عند "الثنائي" الذي لا يؤيد الدخول في الخطة "ب" بسبب تمسك جناحيه بفرنجية، في وقت لا تزال "القوات اللبنانية"على موقفها الرافض لحصول اي لقاء مع باسيل ولو تحت مظلة بكركي، وهي على موقفها بأن كلمة الحسم تكون تحت قبة البرلمان من دون اغراق اللبنانيين في محاولات لن تصل الى النتيجة المتوخاة وهي انتخاب رئيس للجمهورية.

وفي ظل عدم وضوح الرؤية الانتخابية، تعتقد اكثر من كتلة ان حركة باسيل الاخيرة لم تؤدِّ الى حدوث اي خرق، وهي لا تحمل مقومات المبادرة وصفاتها ولا تختلف عن موقف سياسي يعبر عن طموحاته بعدما طرح باسيل في البدايات ضرورة وصول رئيس قوي يعبر عن تمثيل مسيحي فإذا به يتراجع ويقوم اليوم بالبحث عن اسم ماروني من خارج نادي المرشحين المتعارف عليه في محاولة من غير المؤكد أنها ستصل في نهايتها الى انتخاب رئيس اقله قبل الربيع المقبل الذي قد يزهر سياسيا اذا تمت ترجمة الرسائل الديبلوماسية الايجابية الاخيرة بين السعودية وإيران ومن دون ان يتم البناء عليها في هذا التوقيت الذي يسيطر عليه خواء سياسي في نهاية السنة. والدليل على ذلك ان اتصال تهنئة بعيد الميلاد بين رئيس المجلس والبطريرك الماروني بشارة الراعي يأخذ كل هذه المساحة في وسائل الإعلام وعلى مدار يومين متتاليين! مع التذكير بأن سيد بكركي طلب من بري "حبس" النواب في القاعة واقفال بابها لانتخاب رئيس للجمهورية، وردّ عليه بأنه لو كان يقدر على ذلك لفعلها.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار