الأحداث الأمنية المتنقّلة تُذكِّر بحقبة بداية السبعينيات... | أخبار اليوم

الأحداث الأمنية المتنقّلة تُذكِّر بحقبة بداية السبعينيات...

| الخميس 29 ديسمبر 2022

الأحداث الأمنية المتنقّلة تُذكِّر بحقبة بداية السبعينيات...

حماده: قد ينبت العشب على درج قصر بعبدا


 "النهار"- وجدي العريضي

تتوالى التطوّرات الدراماتيكية عبر خط بياني واضح المعالم سياسياً وأمنياً واقتصادياً، وذلك ما تبدّى بوضوح من خلال مسار الأحداث التي حصلت أخيراً، فعلى الصعيد السياسي، وربطاً بالاستحقاق الرئاسي والحوار، يتبيّن بالملموس أنه ليس هناك أي خرقٍ سُجّل في هذا السياق، ما يشير إليه لـ"النهار" عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب مروان حماده، الذي، من خلال خبرته وعلاقاته وصداقاته، لا يرى معطيات تشي بأن الانتخابات الرئاسية تدقّ الأبواب، والرئيس العتيد سيُنتخب، والتسوية آتية من خارج الحدود ومن وراء البحار، بل يعتقد حماده أن الشغور طويل وقد يستغرق أشهراً، ربطاً بالأجواء الداخلية غير السوية، ومن ثم ما يجري على خط الحرب الروسية – الأوكرانية، وإمكان تمدّدها عبر إمكان تدخل بيلاروسيا وزجّها بهذه الحرب.

وبمعنى آخر إن أوروبا والعالم على كفّ عفريت، وبناءً على هذه الأجواء لا يرى النائب حماده أن الرئيس الجديد سيدخل بعبدا بفعل تسوية تُطبخ في الخارج، لا بل ربما ينبت العشب على درج قصر بعبدا، قائلاً: من هو ضنين بحقوق المسيحيين، عليه أن ينتخب الرئيس، ونحن الأحرص كـ"لقاء ديموقراطي" على انتخاب الرئيس المسيحي الوطني العربي اليوم قبل الغد.

ويرى حماده أن لقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والنائب جبران باسيل، يؤكد المؤكد بأننا لم نقفل باب الحوار مع أي مكوّن سياسي، ولكن لم نسعَ ولن نسعى لنكون "بابا نويل" ونعطي باسيل هدايا في ظل عزلته، بحيث إنه لم يترك طرفاً سياسياً أو طائفة، بما فيها الأحزاب المسيحية، إلا مارس استفزازه وعداءه عليها.

ويقول حماده: يخطئ من يظن أن بإمكانه تجاوز الدور السعودي، حيث المملكة لها دورها وحضورها على الساحتين ال#لبنانية والعربية، والقمم الأخيرة التي انعقدت في الرياض، معطوفة على دور وموقع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تظهر مدى أهمية هذا الدور والحضور، وبالتالي، إن الرياض تعمل على الملف اللبناني من باب الأخوّة والدعم والمساندة ومواصفاتها للرئيس العتيد باتت معروفة، لذا، فإن أي حلّ دولي وعربي وإقليمي سيكون عماده المملكة، ولا سيما حول الاستحقاقات المالية والاقتصادية الداهمة لأنها تشكل "بيضة القبّان" في دعم لبنان، وهي في طليعة الدول المانحة في هذا الإطار.

وعمّا يحصل من انتهاكات أمنية واستفزازات ومظاهر طائفية، إلى ما جرى في بلدة بريح، يجزم حماده بأنه ليس باستطاعة أي طرف أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، فالمصالحة التاريخية في الجبل محصّنة، ونرعاها برموش العيون، وهذه من الثوابت والمسلّمات لوليد جنبلاط وللبطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير والحلفاء والأصدقاء الذين كان لهم الدور في الوصول إلى هذه المصالحة التاريخية، وبالتالي، إن الرسائل المعروفة الأهداف والمرامي على خلفية الاستحقاق الرئاسي وسواه، لن تثنينا عن استمرارنا بالتمسك بهذه المصالحة وبالمبادئ الوطنية والسيادية، وقد دفعنا فواتير باهظة من الشهداء والشهداء الأحياء والجرحى.
وعلى خط موازٍ، فإن المعطيات المتداولة لا تنبئ بأي مفاجآت في المدى القريب رئاسياً، وسوى ذلك في ما يرتبط بالملف اللبناني، إذ ينقل عن مصادر ديبلوماسية روسية معنية بملف المنطقة، ولا سيما خبرتها بالشأنين اللبناني والسوري، بأنها منذ أشهر، نقلت "النهار" عنها مخاوفها من أي انفجار إقتصادي واجتماعي في سوريا ولبنان، في ظل ترابط الملفين والحدود المفتوحة بين البلدين، مما يؤدي إلى زعزعة للاستقرار وفلتان حدودي، ولا سيما بغياب الاستقرار السياسي والشغور الرئاسي في لبنان، الذي من شأنه أن يفاقم من حجم المشكلات القائمة حالياً، ولهذه الغاية نُقلت رسائل تحذيرية لمسؤولين لبنانيين قبل الوقوع في المحظور، وبوادر هذه المخاوف ارتفع منسوبها في الأيام الماضية إزاء الأزمة الاقتصادية الخطيرة في سوريا، إن على صعيد المحروقات، أو مالياً واجتماعياً، وتنامي دور المافيات، ما انسحب على الساحة اللبنانية من جراء عمليات التهريب الواسعة النطاق، وتداخل الشبكات وأصحاب النفوذ، وإن لم تعالج هذه المسائل الخطيرة، عندئذٍ قد يحصل ما لا تحمد عقباه، ويكون مدخلاً لزعزعة الاستقرار الداخلي في كلا البلدين.

وأخيراً، وأمام ما تضجّ به الساحة اللبنانية من حديث عن حوار وتسوية، وفي المقابل، ثمة مخاوف من فلتان أمني، فإن البلد يعيش حقبة بداية السبعينيات، عندما أدّت التطورات حينذاك من إضراب عمال "غندور" و"الريجي" و"صيادي الأسماك"، إلى ما شهدته الجامعة اللبنانية من صراعات الأحزاب، ذلك، معطوفاً على الوجود الفلسطيني المسلح يومها، كما حال "حزب الله" اليوم، أدّى إلى الحرب الأهلية، وبناءً على ذلك، فإن الجميع يسعى لعدم تكرار تجارب الماضي، وإن اختلفت التطورات عما كانت عليه حينها، باعتبار أن لبنان في هذه المرحلة بلد مفلس ومنهار، ولا يتحمّل تردّدات حادث سير، فكيف بحروب جديدة؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار