أيّ رئيس بمعزل عن تطورات سوريا وإيران؟ | أخبار اليوم

أيّ رئيس بمعزل عن تطورات سوريا وإيران؟

| السبت 31 ديسمبر 2022

نقطة التعويل على الخارج تأمين لحظة انفصال للبنان عن المعطيات الاقليمية

"النهار"- روزانا بومنصف

تزداد الاجواء قتامة واسودادا مع نهاية السنة مع غرق اضافي للبنان ومحيطه العربي المباشر كذلك في مظاهر انهيارية كارثية لا توحي باي افق ايجابي او امل بانفراج قريب . يسأل البعض هل ان موضوع انتخاب رئيس للجمهورية هو فعلا رهينة الوضع السوري وكذلك الوضع الايراني على قاعدة ان لا رئيس من دون راحة معينة ما لكل من البلدين ، وعلى قاعدة الاستنزاف الاقتصادي الذي يعاني منه لبنان ماليا واقتصاديا بفعل التطورات الانهيارية في سوريا على مستويات متعددة ؟

البعض يعتقد ذلك انطلاقا من ان الوضع في لبنان يتأثر جدا بما يحصل في سوريا في الوقت الذي لا يحظى الوضع هناك بمتابعة كافية تظهر مدى الانهيار الهائل في العملة السورية ازاء الدولار الاميركي وانعكاسات ذلك على كل القطاعات الاخرى، كما ان الوضع اللبناني يتأثر بسوريا كذلك وما يجري فيها. ونقطة التعويل على الخارج تحديدا لدى بعض هذه القوى تكمن في تأمين لحظة انفصال للبنان عن المعطيات الاقليمية المعقدة بما يوفر الظروف لانتخاب رئيس جديد للجمهورية تماما وفق ما تأمنت الظروف كما اللحظة الملائمة من اجل توقيع اتفاق الترسيم الحدودي مع اسرائيل في اواخر تشرين الاول المنصرم بمعزل عن الاعتبارات المتصلة بسوريا ، وذلك على رغم تلازم المسار والمصير بالنسبة الى حلفاء النظام . وتأمين هذه الظروف للفصل او ربما ايضا اعطاء بعض الامور امر ممكن وفق ما تبين ولكنه ليس الموضوع الرئيسي حكما ولا ضغوط دولية حتى الان في الاتجاهات المطلوبة. وثمة امر لافت على صلة بانهيار العملات المحلية في دول عدة ولكن لا يمكن عدم ملاحظة ذلك في الدول التي قالت ايران انها تسيطر على عواصمها بدءا منها هي بالذات وصولا الى العراق وسوريا ولبنان واليمن طبعا علما ان ملاحظة ذلك لا تعني ان الامور حكما هي بمثابة الاوعية المتصلة بحيث تبدأ من ايران وتنتهي بلبنان مثلا . فكل من هذه الدول تعاني نتيجة اعتبارات متعددة تتصل بعدم الاستقرار السياسي بداية وصولا الى الفساد وغياب الحكم الرشيد ، حتى لو ان لبنان وسوريا يتفاعل الوضع بينهما على نحو مباشر . والاقرار بالواقع هو ما لا يجروء احد في هذه الدول على الاقرار به علما ان الحلول معروفة وفي متناول اليد ، بما في ذلك في لبنان الذي يدور في دائرة مقفلة من ان الاقتصاد لا يعمل بطريقة صحيحة لان لا ثقة به ولان المحرك الاساسي للاقتصاد وهو القطاع المصرفي معطل ويرفض الاقرار بالواقع والمعالجة ، كما لا يمكن ادخال اي استثمارات الى البلد لان مشكلة القطاع المصرفي لم نجد حلولا لها بعد . يضاف الى ذلك ان الدولة غير قادرة ان تقلع لان وضعها المالي صعب ولا تستطيع ان تقلع من دون اقتصاد . ما يعني عودة على بدء اضافة الى مشكلة الفساد التي لم تختف بل على العكس تفاقمت ولم تتراجع وغياب الدعم الخارجي المطلوب بقوة علما انه موجود على الابواب وينتظر ان يتم تحريكه فحسب من خلال الاجراءات اللازمة والتي تنطوي على قرارات موجعة فعلا يتفاداها اهل السلطة ويتفادونها لاعتبارات سياسية ومصلحية .

وعلى رغم عدم امكان اهمال التأثير من العوامل الاقليمية ، فان مصادر معنية تنطلق في مقاربة هذا الموضوع اي الرئاسة الاولى والثقل الاقتصادي الذي سيقع عليه في انهاض البلد من اعتبارات سياسية تبدأ بالاقرار لبنانيا ومن " حزب الله " في الدرجة الاولى بان لا امكان للبنان للخروج من ازمته من دون عودته الى عمقه العربي الذي تمثله المملكة العربية السعودية راهنا . فهذا امر بالغ الاهمية علما ان المسؤولين اللبنانيين لا يشرحونه على نحو كاف وقد لا تكون المملكة تدركه ايضا على نحو صحيح . فالمسألة لا تتصل بالدعم الذي يحتاج اليه لبنان اقتصاديا بمقدار حاجته الى استعادة علاقة سياسية استراتيجية مع السعودية لان لبنان يكاد ينعدم وجوده كما انعدم وجود سوريا كذلك من دون المرساة التي باتت تشكلها المملكة السعودية والتي شكلتها مصر لوقت طويل جدا . وشاء "حزب الله" ام ابى فهو قد حاول اخذ لبنان الى تركيبة جديدة واعادة صياغته على نحو مختلف خلال الاعوام الاخيرة ولكن بفشل كارثي يعيش لبنان انعكاساته على رغم ان الطرف الاخر من الثنائي الشيعي اي رئيس مجلس النواب نبيه بري يدرك ذلك جيدا ويفهمه ويعرف ان لا خروج للبنان من ازمته من دون عودته الى سياقه السياسي الاستراتيجي واحتضانه عربيا قبل اي موضوع دعم اقتصادي.

والشق المكمل لذلك في رأي هذه المصادر هي العلاقة مع فرنسا ليس لان الرئيس ايمانويل ماكرون يهتم بلبنان بل لان فرنسا تبقى بوابة لبنان على الدول الغربية لا سيما انها تقيم علاقات تواصل مع كل القوى السياسية وتلقى قبولا من الجميع . وكما فرنسا مرساة لبنان غربيا وليس الولايات المتحدة في المناسبة على غير ما يعتقد كثيرون لان للولايات المتحدة اولويات مختلفة ولم ينجح لبنان الا لماما في استقطاب اهتمام اميركي جدي ، فان مرساته العربية والخليجية هي المملكة السعودية من دون ان يمنع الانتماء العربي الضروري والهم للبنان من مقاربة لعلاقات مع سوريا وايران مختلفة تأخذ في الاعتبار مصالح لبنان في الدرجة الاولى ولكن ايضا المقاربة الدولية للتعاطي مع كل منهما. وكل من سوريا وايرانية تطمحان ولو من دون اعلان الى انفتاح على قوى دولية لا تتوافر لهما بعد كل عناصره .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار