ميقاتي على موقفه لجلسة كهربائية و"الثنائي" يتريث | أخبار اليوم

ميقاتي على موقفه لجلسة كهربائية و"الثنائي" يتريث

| الخميس 12 يناير 2023

عدم اقرار البنود له انعكاس سلبي على منطقة الضاحية ولبنان الجنوبي

"النهار"- سابين عويس

هل جاءت وفاة الرئيس السابق للمجلس النيابي حسين الحسيني لترسي هدنة ولو قصيرة على جبهتي الاستحقاق الرئاسي والجلسة الحكومية التي يزمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الدعوة اليها وسط مواجهة شديدة بينه وبين "التيار الوطني الحر" على خلفية دستورية الجلسة وقانونيتها من جهة، وملف الكهرباء المتأجج موضوع الجلسة، من جهة اخرى؟

كل معطيات يوم أمس دلت على أن ايام الحداد الثلاثة التي أعلنتها رئاسة الحكومة على عرّاب الطائف الراحل الرئيس حسين الحسيني ستعلّق أي نشاط رسمي. بدأ ذلك رئيس المجلس نبيه بري بتأجيله جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي كانت مقررة اليوم، وهكذا سيفعل ميقاتي من خلال التريث في أي دعوة قريبة للحكومة للانعقاد. وهذا يعني عملياً اتاحة مزيد من الوقت امام المشاورات والاتصالات لتبيّن جدية مواقف القوى الأساسية المعنية بالملف الحكومي حيال المشاركة في الجلسة أو عدمها، في ظل المواقف التصعيدية التي شهدها الاسبوعان الماضيان على صعيد العلاقة بين التيار وحليفه "حزب الله" من جهة، وبين التيار وميقاتي من جهة اخرى.

واذا كانت مواجهة التيار مع ميقاتي على خلفية صلاحيات حكومة تصريف الاعمال في ظل الشغور الرئاسي وحقها في عقد جلسات لمجلس الوزراء قد تأججت على اثر تفجر ملف الكهرباء واستيراد الفيول، فإن الخلافات مع الحزب بدأت قبل ذلك بكثير، وكانت نتيجة تراكمات لم يحسن الفريقان ادارتها والتعامل معها، رغم ادراك كليهما حاجة الواحد الى الآخر، ومخاطر فك التحالف بينهما في الظروف الراهنة، حيث لا يملك رئيس التيار النائب جبران باسيل حليفاً محلياً له الا الحزب، وحيث لا يتحمل الاخير خسارة الذراع المسيحية التي يتكىء عليها في ادارته للدولة وتكريس نفوذه الداخلي بشرعية التمثيل والمشاركة، جنباً الى جنب مع ذراعه العسكرية التي يستمد اساساً قوته الفعلية منها.

جاءت مشاركة الحزب في الجلسة الحكومية الاخيرة لتكشف خبايا الخلافات المتأججة بينه وبين باسيل، لكنها لم تصل الى حد الطلاق، بل بدا واضحًا ان التعاطي بين الجانبين سيكون "على القطعة" ربما، كما تجلى في الاجواء التي سبقت جلسة الانتخاب، قبل ان تتأجل، وأفضت الى امتناع تكتل "لبنان القوي" الذي اجتمع اول من امس لاكثر من خمس ساعات، عن تسمية اي مرشح من جانبه للرئاسة ملتزمًا قرار الحزب بالورقة البيضاء.

المقايضة كانت واضحة، اذ في مقابل هذا الالتزام، تفيد المعلومات المتوافرة بان الحزب سيلتزم بدوره عدم المشاركة في أي جلسة حكومية قريبة، وإن كان موقفه الفعلي مختلفا انطلاقاً من مقاربته القائمة على إعطاء الاولوية للشؤون الحياتية والخدماتية وعدم اقتناعه بالمراسيم الجوالة.

الحزب ابلغ ميقاتي تريثه الى جانب شريكه في الثنائية، أي الرئيس نبيه بري، في المشاركة بأي جلسة حكومية قريبة، حتى لو كان جدول اعمالها الكهرباء، وذلك في لقاء جمعه مع النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام للحزب حسين الخليل أخيرًا. ويلتقي بري ونصرالله على ضرورة عدم استفزاز بكركي والوسط المسيحي بجلسة تصب في رصيد ميقاتي ولا تعالج ازمة الكهرباء المستعصية، والتي يمكن الاستعاضة عنها بمراسيم جوالة. ولا يبدو في الموازاة ان الثنائي مستعجل، وإنْ كانت البنود التي يستعجلها ميقاتي ملحّة وعدم اقرارها له انعكاس سلبي على منطقة الضاحية ولبنان الجنوبي. ذلك ان جدول الاعمال الذي يقترحه ميقاتي يتضمن عددا من البنود المتصلة بالكهرباء ومناقصة الفيول، فضلاً عن بنود تتصل بملف النفايات ومتابعة عمليات الكنس والفرز وصيانة مطمر الناعمة، وهو كان موضع لقاء جمعه امس بالنائب اكرم شهيب الذي كشف اهمية استمرار عمل المتعهد والبحث عن حلول لدفع المستحقات المالية من اجل تلافي توقف العمل.

مقابل موقف الثنائي، يبدو ميقاتي متمسكًا بعقد جلسة قريبة، لن يكون الاعلان عنها قبل مطلع الأسبوع المقبل في مطلق الاحوال بسبب الحداد الرسمي وعطلة نهاية الاسبوع. فهل يفعلها ميقاتي أم يلتزم التريث تماشياً مع موقف الثنائي؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار