ثقة الأطفال بأنفسهم ترسم مستقبلهم... فاعملوا على تعزيزها! | أخبار اليوم

ثقة الأطفال بأنفسهم ترسم مستقبلهم... فاعملوا على تعزيزها!

فالنتينا سمعان | الخميس 19 يناير 2023

عجاقة: شخصيّة الطّفل لا يمكن أن تُبنى إلّا إذا تفاعل وكان على بيّنة من مواقف متعدّدة وثقة النّفس تولد من أحداث وردود أفعال تجاه تصرّفاته 

يظنّ كُثر أنّ حياة الأطفال "ورديّة"، بلا أعباء أو تحدّيات، ولعلّ حنينهم إلى هذه المرحلة العمريّة أمام الصّعاب التي تعترضهم هو خير دليل على ذلك، ولكن! هل فكّروا يومًا بما يشعر به هؤلاء "الأطفال"؟ هل راجعوا التحدّيات "السخيفة"- أصبحت كذلك مع تقدّمهم في السّنّ- التي كانت تعترضهم في الصّغر وكيف كان وقعها عليهم؟

على أيّ حال، التّعامل مع صعوبات الحياة المختلفة، وإن كان بحاجة إلى شيء، فهو بحاجة إلى نشأة صحيحة، إلى ثقة بالنّفس واحترام الذّات وتقديرها حتّى في وقت الفشل! لذا، فتنمية شخصيّة الطّفل والعمل على بناء ثقته بنفسه هي مهمّة تربويّة بامتياز، تقع على عاتق الوالدَيْن.

أكّدت الخبيرة التربويّة الدكتورة لورانس عجاقة، أنّ عدم الإندماج بالمجتمع له تداعياته على الثّقة بالنّفس، وهو ما عمّقته أزمة كورونا، فالأطفال لم يخسروا فقط المهارات الأكاديميّة، بل خسروا أيضًا التّفاعل الإجتماعي، ما وسّع الفجوة بينهم وبين المجتمع، وعزّز انعزالهم في غرفهم مع "العالم الافتراضي".

وشرحت عبر وكالة "أخبار اليوم"، أنّ شخصيّة الطّفل لا يمكن أن تُبنى إلّا إذا تفاعل مع الآخرين وكان على بيّنة من مواقف متعدّدة، واختبر المشاكل وحاول مواجهتها، وثقة النّفس تولد من أحداث وردود أفعال تجاه تصرّفاته تتبلور في المنزل وخارجه، وإلّا فهو غير قادر على اتّخاذ القرارت ولا تحمّل المسؤوليّة ولا مواجهة المشاكل.

وتابعت: "أمّا الطّفل الذي يتمتّع بثقة، فهو يشعر بالحبّ والسّعادة، يُنتج أكثر ويتطوّر أسرع".

ولتعزيز هذه الثّقة، قدّمت عجاقة بعض الخطوات:

- مراعاة الفروق الفرديّة بين الأطفال: لكلّ طفل شخصيّته وقدراته، لذلك يجب الابتعاد عن المقارنة كي لا يشعر هذا الطّفل بالدّونيّة.

- التّشجيع على التّفاعل في المجتمع: لكلّ مرحلة شروطها وعليه أن يتفاعل معها ويتقبّلها. وهنا أشارت عجاقة إلى "المهارات النّاعمة" في المنزل والمدرسة التي تتمثّل بتنمية مهارات "القيادة"، العمل في فريق...

- المدح: فهو يعطيه قيمة لنفسه، شرط عدم المبالغة كي لا يقع ضحيّة الغرور.

- الإصغاء وعدم المقاطعة: إفساح المجال في التّعبير عن نفسه وعن آرائه ومساعدته في تثبيت المفاهيم الصّحيحة وتصحيح الخاطئة منها.

- التّشجيع على التّعبير عن مشاعره: يساعده في الشعور بالأمان وعدم الخوف من الإفصاح عمّا في داخله خصوصًا في مراحل المراهقة.

- إشباع الطّفل بالعاطفة، كي لا يتعقّد نفسيًّا.

- عدم انتقاد الولد بشدّة ونعته بألقاب "هادمة": فهي تسيء إلى نفسيّته وتشّوه صورته أمام نفسه، فأي إهانة أو شتيمة له يترجمها لاوعيه إلى أن تصبح سلوكًا فعليًّا، بمعنى أنّ لاوعيه ينسجم مع الصّورة السلبيّة التي رسمها عن نفسه.

- عدم معاقبة الطّفل بشكل دائم: لا يجب أن يشعر بالذّنب دائمًا، لذلك لا يجب الوقوف عند كلّ "غلطة"، ويمكن استبدال العقاب بالتّعليم والإرشاد عن طريق التّكرار.

- عدم قمع شعور الولد بالإستقلاليّة: فليتصرّف بنفسه وليعتمد عليها، وليتعلّم اتّخاذ القرارات من دون فرضها عليه.

- عدم المبالغة بالخوف عليه، ليستطيع خوض تجارب جديدة.

- منحه فرصة التّجربة: ليكتشف ويتعلّم تصحيح السّلوك، فكلّ إنسان يتعلّم من تجربته.

- منحه فرصة الإختيار: فليحدّد ما يريد من ثياب وكتب وألعاب مع احترام خياراته وعدم المسّ بخصوصيّاته دون إذنه.

- منحه واجبات ومسؤوليّات: ليشعر بأنّه شخص منتج ومؤثّر.

- المساعدة على كسب صداقات وفرص تكوين علاقات، لتكوين شخصيّة مستقلّة.

- اكتشاف مهاراته والعمل على تنميتها: رسم، قراءة، موسيقى...

 

بالمحصّلة، "الطفل الذي يفتقر إلى الثّقة سوف يحجم عن تجربة أشياء جديدة أو صعبة لأنّه يخاف من الفشل أو من تخييب آمال الآخرين فيه"، وعلى الأهل أن يحذروا كي لا يساهموا بذلك!

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار