موقف جعجع ينطوي على التلويح بـ"التقسيم ما يثير التوتر في البلاد"
"النهار"- أحمد عياش
بعد نحو 5 أشهر على آخر لقاء جمعهما، عاد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط واجتمع مع الوفد القيادي في "حزب الله" بناء على طلب جنبلاط. ولم يبتعد اللقاء الأخير عن الموضوع الرئيسي الذي كان مدار بحث في اللقاء السابق، ألا وهو انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فهل حصل تقدم في اللقاء الجديد مساء الخميس في مقاربة هذا الموضوع؟
في معلومات لـ"النهار" ان المناقشات بين الجانبين، وعلى رغم أنها تناولت مستجدات الاستحقاق الرئاسي بعد مرور الأشهر الخمسة، إلا أنها أظهرت ان الفريقين ما زالا متباعدين حيال مبدأ الاتفاق على مرشح يستطيع ان يجمع اللبنانيين من حوله. ففي حين ركز جنبلاط على تبنّي هذا المبدأ، إلا أن الحزب ما زال في المربع الأول، أي التمسك بانتخاب زعيم "تيار المردة" سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية.
وبدا موقف الحزب منسجما مع موقف الأمين العام السيد حسن نصرالله الذي أطل بالتزامن مع اللقاء ليحدد مواصفات الرئيس المقبل للجمهورية والذي يريد الحزب وصوله الى قصر بعبدا. وكاد نصرالله ان يسمي فرنجية عندما اوضح في كلمته اول من امس قائلا: "أنا تكلمت عن رئيس اذا هدّده الاميركان – لا أعرف اذا هذا قلته بالخطاب لكنني قلته بالجلسة الداخلية عندما تناقشت انا وصديقنا الوزير جبران باسيل..."
في المقابل، كان جنبلاط واضحا وصريحا في الرد على خيار "حزب الله" الرئاسي، فأبلغ وفد الأخير انه من المستحيل إنتخاب رئيس للجمهورية خلافا لإرادة المكوّن المسيحي. وأعطى مثلا موقف "التيار الوطني الحر" الرافض لتسمية فرنجية رئيسا للجمهورية، على رغم التحالف بين الحزب و"التيار".
ومن المحطات البارزة في المحادثات بين زعيم الاشتراكي ومساعديه وبين "حزب الله"، التوقف ملياً عند موقف أعلنه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في مقابلته الأخيرة مع قناة "نيو تي في" التلفزيونية عندما صرّح قائلا: "بدنا نعيد النظر في التركيبة للرد على سعي حزب الله لفرض رئيس للجمهورية يماثل الرئيس الذي فرضه الحزب قبل 6 أعوام، أي الرئيس ميشال عون". وفيما اعتبر وفد "حزب الله" ان هذا الموقف ينطوي على التلويح بـ"التقسيم ما يثير التوتر في البلاد"، رد جنبلاط، إستنادا الى موقف اعلنه جعجع خلال الاجتماع الدوري لـ"الجبهة السياديّة من أجلِ لبنانَ"، بعد المقابلة التلفزيونية، وحذّر فيه من "التباكي زورا على لبنان والتقسيم"، وقال: "هذا كلام غير وارد على الاطلاق لأننا نحن تحديدا جماعة الـ10452 كلم2، وهذه ثابتة بالنسبة لنا والشعب اللبناني كله شعبنا".
تقول مصادر المعلومات حول لقاء كليمنصو الأخير، ان جنبلاط الذي لاحظ ان وفد "حزب الله" أنصت مليا الى ما كان مضيفه يعرضه من مبررات للسير في إنجاز الاستحقاق الرئاسي سريعا لتفادي الأسوأ مما وصل اليه لبنان منذ أقل من 3 اشهر عندما بدأ الفراغ الرئاسي، يدرك ان كلمة الحزب النهائية في الاستحقاق لم يقلها بعد، ولا تبدو انها وشيكة.