الشغور الرئاسي يهدّد السلم الأهلي وبرودة دولية: "نيو عقوبات" جديدة... ولكن | أخبار اليوم

الشغور الرئاسي يهدّد السلم الأهلي وبرودة دولية: "نيو عقوبات" جديدة... ولكن

| السبت 21 يناير 2023

 العقوبات لن تبقى ضمن "الكادر" الروتيني المتمثّل بفرضها على "حزب الله" أو  باسيل

"النهار"- وجدي العريضي

يكبر القلق والمخاوف والهواجس من إطالة أمد الشغور الرئاسي، وذلك ما تحذّر منه جهات سياسية من معظم الأفرقاء السياسيين، لما لذلك من ارتدادات سلبية على الوضع الأمني واستقرار البلد الذي يهتزّ يومياً بفعل السرقات والارتكابات ورمي الفتن في هذه المنطقة وتلك، مما ينذر بعواقب وخيمة ربطاً بهذا الشغور على وقع ما يحصل من انهيارات بالجملة والمفرّق، ولا سيما ما أصاب الدولة ومؤسساتها ومرافقها من ترهّل وتفكّك هو الأبرز في تاريخ لبنان المعاصر.

في السياق، تشير مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار"، إلى أن الحسم الدولي للملف اللبناني، هو الحل الأنجع لانتخاب الرئيس، وخصوصاً من خلال المساعي الآيلة لتحقيق هذه الخطوة عبر فرنسا والمملكة العربية السعودية وواشنطن، وصولاً إلى القاهرة، ولكن حتى الآن ليس ثمة ما يشي بأن هذه التسوية ستحصل في وقت قريب، ما أكدته شخصية ديبلوماسية غربية وفق معلومات موثوقة في مجالسها الخاصة، الأمر الذي يردّده أحد الذين تربطهم علاقة وثيقة بدوائر الفاتيكان، حيث تواصلت عاصمة الكثلكة في العالم قبل أيام قليلة مع مسؤولين فرنسيين في إطار التشاور بينهما حول الملف اللبناني، وخصوصاً أن دوائر الفاتيكان لا تنفكّ تثير مخاوفها لما يمكن أن يزعزع السلم الأهلي في لبنان بفعل أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية المتردية، من جراء ما يصل إليها من تقارير عن أوضاع الكنيسة ومؤسساتها الصحية والتربوية والاجتماعية.

وتردف لافتة إلى أن شخصية سياسية مخضرمة، شهدت على حقبتي الثمانينيات والتسعينيات وأدّت أدوراً معينة، منذ انتخاب الرئيس الراحل الياس سركيس إلى من خلفه وصولاً إلى المرحلة الراهنة، كشفت عن اتصالات قامت بها مع دوائر غربية وعربية، ولا سيما الولايات المتحدة الأميركية، تصطدم بالواقع الدولي غير المهتم بالانتخابات الرئاسية، أو الوضع الداخلي عموماً، قائلة إنه في مثل هذه الاستحقاقات، كانت هذه الدول تواكب وتتابع وتعمل على توفير المناخات والظروف لانتخاب الرئيس، وتبادر بشغف وحماسة، لكن ما يجري اليوم أمر مريب من جراء غياب هذا الاهتمام، أو ما يُسمّى ــ"اللهفة" تجاه البلد، ومردّه الأولوية المطلقة للتطورات الدراماتيكية في الحرب الروسية - الأوكرانية ميدانياً وسياسياً واقتصادياً. وبناءً على ذلك، فالعواصم الدولية لن تقدم على حسم الاستحقاق إلا في حال حصول تقارب في المنطقة، وتحديداً بين دول الخليج وإيران، وثمة إيجابيات متبادلة بين هذه الأطراف، لكنها غير كافية اليوم لإنتاج تسوية دولية – إقليمية تفضي إلى انتخاب الرئيس، والأرجح سلّة متكاملة من رئاسة الحكومة إلى تعيينات في المراكز الأولى الحساسة، وعبر حكومة إصلاحية وفق ما تطالب به الدول المانحة والصناديق الضامنة، مشيرة إلى أن الشغور الرئاسي بدأت أضراره تظهر على صعيد الكتل النيابية، خصوصاً موقف الحزب التقدمي الاشتراكي عبر عضو "اللقاء الديموقراطي" هادي أبو الحسن، الذي قال إن الحزب يدرس تعليق مشاركته في جلسات انتخاب الرئيس إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، الى اعتصام بعض النواب في المجلس، وبمعنى أوضح إن معظم الكتل النيابية بدأت تتعرض لحملات غضب واستياء ومساءلة من ناخبيها ومحازبيها وأنصارها، فيما ثمة معلومات أن البعض برى أنه إذا استمرت الأمور على ما هي عليه في المجلس النيابي أكان على صعيد جلسات انتخاب الرئيس، أم أداء المجلس عموماً، فإن حل المجلس قد يكون وارداً إذا قدّمت عريضة نيابية في هذا الإطار، وهناك من يدرس هذا الخيار لجملة اعتبارات تتعلق بعدم قدرة النواب على تقديم المساعدات للناس، وترهّل البلديات المفلسة، ما بدأ يراكم الأزمات في غالبية المناطق اللبنانية.

وعلى خط آخر تشير المصادر إلى أن العقوبات لن تبقى ضمن "الكادر" الروتيني المتمثّل بفرضها على "حزب الله" أو رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، بمعنى أن ثمة عقوبات قد تطال وجوهاً جديدة على أكثر من خلفية إن على صعيد ما ستصل إليه لجنة التحقيق القضائية الأوروبية، وربما يُماط اللثام عن شخصيات ورؤساء أحزاب وقوى لم يسبق أن شملتها العقوبات إذا توصّلت اللجنة إلى معطيات ومعلومات يمكن البناء عليها لفرضها، مع ضرورة قراءة ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أسابيع قليلة عندما دعا إلى تغيير قادة لبنان، بينما دعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع إلى إعادة النظر في التركيبة السياسية الجديدة، ولكن حتى الآن ثمة سرّية مطلقة لعمل لجنة التحقيق نظراً لحساسية ودقة الوضع اللبناني اقتصادياً وأمنياً، وصولاً إلى ارتفاع حدّة الخطاب الطائفي والمذهبي، فيما الزعامات المتجذّرة، من خلال قدرتها على الإمساك بجمهورها ومحازبيها، قد تأخذ ما سيفرض من عقوبات باللامبالاة، إلا أن العارفين ببواطن الأمور وعَوداً على بدء يتخوّفون من الشغور الرئاسي لتعميم الفوضى إلى الدعوات للتقسيم أو الفيديرالية والأمن الذاتي الذي بدأ يشق طريقه بقوة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار