حزب الله في الرابية بعد شيا و"مربض" عون جاهز للتصويب المباشر

حزب الله في الرابية بعد شيا و"مربض" عون جاهز للتصويب المباشر

حضور باسيل اللقاء من عدمه مؤشر حاسم على مسار الامور سلبا ام ايجابا

خاص – "وكالة اخبار اليوم"

ربما تكون مصادفة والارجح انها ليست كذلك، ان يستبق الرئيس ميشال عون زيارة الوفد القيادي من حزب الله برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اليوم الى الرابية، بلقائه امس السفيرة الاميركية لدى لبنان دوروثي شيا، والاعلان انه بحث معها "التطورات السياسية والانتخابات الرئاسية والوضع الاقتصادي والمالي الراهن".

هي رسائل اعتاد عون ان يوقتها ويستخدمها عند الضرورة، بعدما "طفح الكيل" من شريكه في "تفاهم مار مخايل" الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، خصوصا وان زيارة وفد الحزب الى عون تأخرت كثيرا، بعدما لم يوفد نصرالله الى القصر الجمهوري من يمثله  لوداعه قبل انتهاء الولاية، ومضى ثلاثة اشهر على مغادرته بعبدا ولم يحضر اي احد من الحزب للوقوف على خاطره.

ووفق مصدر مطلع قال لوكالة "اخبار اليوم" ان "الحزب ايضا وقّت زيارته الى الرابية، وهي على بعد بضعة ايام من الذكرى السابعة عشرة لابرام تفاهم مار مخايل في 6 شباط عام 2006، وبالتالي هي زيارة مزدوجة بعد الرئاسة وفي ذكرى التفاهم، وهي تأتي بعدما فتح رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل جبهات ضد الجميع واعنفها في اطلاته الاخيرة في مواجهة حزب الله، بحيث لم يلتزم بموجب الصمت عن الكلام المباح وابقاء الخلافات حبيسة الابواب الموصدة كما سبق واعلن المعاون السياسي للامين العام حزب الله حسين الخليل بعد لقاء ميرنا الشالوحي".

واوضح المصدر ان "وفد الحزب لن يتأخر ليكتشف ان ما ادلى به باسيل الاحد الماضي هو جدول من نهر ما يضمره عون منذ سنوات من شعور بالخذلان بعدما لم يتوافق حساب حقل الرابية قبل الرئاسة مع حساب بيدر بعبدا في خلال الرئاسة وبعدها، ومن دون ان يترحم على تفاهم مار مخايل، وبالتالي فان مربض عون جاهز للتصويب المباشر، وسياق الحديث والعرض الذي سيقدمه عون سيكون كافٍ للاستنتاج ان هذا التفاهم خدم عسكريته بعدما سقطت كل بنوده ولم يطبق منها الا بندان: الاول تأمين العمق الوطني لحزب الله لبنانيا، والثاني وصول عون الى سدة الرئاسة، وبالتالي لا بد من سياق جديد مختلف".

واشار المصدر الى انه "صحيح سيستهل رعد كلامه بنقل تحيات (سماحة الامين العام حفظه الله) وتمنياته له بموفور الصحة للجنرال وحرصه على العلاقة بين الفريقين والمكانة الخاصة للرئيس عون عند السيد، وسيقدم عرضا لمسار السنوات الست الماضية والظروف التي تحكّمت بهذا المسار، الا ان ما كتب عونيا قد كتب، لان باسيل صار في مزاج آخر كليا، ورافض للعودة الى ذات سياق العلاقة السابقة مع الحزب، فالحزب على تحالف لا بل اتحاد كلي مع حركة امل، ولكن لدى الرئيس نبيه بري كل المساحة والتحالفات مع كل خصوم الحزب واعدائه في الداخل والخارج، ولا ينبث الحزب ببنت شفة، بينما كانت السهام تصوب على التيار وعلى الرئيس ولا زالت مستمرة  كلما اشتم الحزب محاولة لفتح خطوط مستقلة لتوسيع دائرة تواصله داخليا او خارجيا، والحملة التي شنت من اعلام "الممانعة" وابواقه بعدما زار باسيل فرنسا وقطر اقرب برهان على هذه الحقيقة".

ولفت المصدر الى انه "يفترض بوفد حزب الله ان يضع كل التوقعات في حسبانه قبل اللقاء وان لا يتفاجئ بما سيسمعه، ويبقى ان نرصد مؤشرا اساسيا في هذا اللقاء وهو ان كان باسيل سيكون حاضرا ام لا، لانه بناء على هذا المؤشر يبنى الكثير من القراءات والتوقعات".