ليونة سعودية: الباب ليس مقفلا لكن على بيروت ان تبادر
عمر الراسي - "أخبار اليوم"
اجتماع باريس للبحث في الملف اللبناني من جميع جوانبه الاجتماعية والانسانية والسياسية والاقتصادية، لم يخرج بما يمكن البناء عليه لمعالجة الازمة، بل هو تحضير لـ"بيروت 1" من اجل وضع صيغة لحل الازمة اللبنانية.
وما يؤكد ان ممثلي الدول الذين اجتمعوا لم يتوصلوا الى اتفاق هو عدم صدور اي بيان خلافا لما كان متوقعا، وان كان الاجتماع من حيث الشكل يعبر عن استمرار دعم لبنان من قبل الدول الصديقة ومساعدته للخروج من الازمة والانهيار.
وقد اشار مصدر مطلع عبر وكالة "أخبار اليوم" ان اللقاء الخماسي لم يدخل في "لعبة الاسماء"، لكن يظهر دورا اساسيا لباريس والرياض، حيث ان الدور الفرنسي تسهيلي ولم يتوسع بعد، في حين ان السعودية أبدت بداية ليونة او تفهم للوضع الا انها لم تتخذ اي موقف، لافتا الى ان الاجتماع تمهيدي ولم يصل بعد الى اي خلاصة، وبالتالي لا يمكن التحدث عن جديد طرأ على مسار الازمة، اي ما زلنا في نفس النمط المعتمد منذ ما قبل الشغور الرئاسي.
من جهة اخرى، لفت المصدر الى ان لدى فرنسا خوف شديد من الانفجار الاقتصادي والمعيشي، وفي هذا السياق، اتت زيارة السفير الفرنسي المكلف بتنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكان الى بيروت الاسبوع الفائت، والتي لم تكن مبرمجة منذ اسابيع بل اتت بصورة غير متوقعة ترجمة لهذا القلق.
وهل يمكن التعويل على حركة سعودية، قال المصدر: تطور الموقف السعودي تجاه الازمة اللبنانية ما زال بطيئا لكن الباب ليس مقفلا نهائيا، بمعنى ان السعودية غير مستعجلة، والسبب يعود الى ان "لبنان يحتاج للرياض وليس العكس" ومعلوم انه بحاجة بالحد الادنى الى 7 مليار دولار وبالحد الاقصى 20 مليارا، وما لم تبادر دول الخليج وفي طليعتها السعودية فلن يدخل اليه دولار واحد، ولكن هناك شروط على لبنان وعليه ان يكون ايجابيا، بدءا من وقف تصدير الكبتاغون والاحجام عن سياسة رفع الاصبع... والمملكة راهنا في حالة انتظار.
وماذا عن الدور الاميركي، فرأى المصدر ان واشنطن غير مستعدة لطلب اي مساعدة من السعودية نظرا للعلاقة المتأرجحة بين الجانبين، اضف الى ذلك انها نالت ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل وتراجعت عن اي دور بارز.
على اي حال، ختم المصدر لافتا الى ان الكرة في الملعب اللبناني كي يبادر ويلاقي اي تحرك خارجي باتجاهه.
وكانت قد شاركت في الاجتماع مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف، نزار العلولا مستشار الديوان الملكي السعودي، مساعد وزير الخارجية القطري محمد الخليفي والمستشار في الرئاسة الفرنسية للشرق الاوسط باتريك دوريل وآن غيغن مديرة قسم الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية. ومثّل مصر في الاجتماع سفيرها في باريس علاء يوسف. وشارك في الاجتماع أيضاً سفيرة الولايات المتحدة في بيروت دوروثي شيا وسفيرة فرنسا في لبنان آن غريو.