بعد العلاقة اللبنانيّة السوريّة "المهتزة".. هل يجتمعان مجدداً على "فالق سياسي" واحد؟ | أخبار اليوم

بعد العلاقة اللبنانيّة السوريّة "المهتزة".. هل يجتمعان مجدداً على "فالق سياسي" واحد؟

شادي هيلانة | الثلاثاء 07 فبراير 2023

العلاقات لا تتحسن الّا بممارسة تجعل ما في النفوس يترجم فعليّاً في النصوص


شادي هيلانة – "اخبار اليوم"
طغى الزلزال المدمر الذي وقع فجر الاثنين على الخلافات السياسية والقضائية في لبنان بعدما عاش اللبنانيون حالة هلع ورعب، فهرعوا الى الطرقات خوفاً من انّ تسقط الابنية عليهم، في وقت كان المشهد في كل من جنوب تركيا وشمال سوريا، مأساويا نتيجة سقوط عدد كبير من الارواح والجرحى اضافة الى المفقودين "العالقين" تحت الانقاض.
وشكلت الهزة الارضية محور اهتمام لبناني بإتجاه "سوريا المنكوبة"، فخرجت العلاقة بين البلدين من تحت انقاض الخلافات السياسية، بعد اهتزاز كانت ارتداداته خطيرة، اضافةً الى ازمة تحت الرمال المتحركة، وقد شهدت تقاطع احداث ومحطات بارزة منذ بداية الازمة السورية، الّا انّ المصائب التي سببتها العوامل الطبيعية، قد تفتح نافذة لعلاقة طبيعية بين دولتين اصبحتا على فالق واحد من الهزات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لعّل ما يثبت ذلك، مبادرة الجيش اللبناني اللافتة جداً، الذي اعلن صباح اليوم عن ارساله 15 عنصراً من فوج الهندسة إلى سوريا للمساهمة في أعمال الإنقاذ والبحث عن ضحايا الزلزال، بعدما كان قد أرسل أمس 20 عنصراً إلى تركيا، الى جانب بعثة مؤلفة من الصليب الأحمر وفوج إطفاء بيروت، والدفاع المدني.
وكان على الصعيد نفسه، قد اتصل بالامس رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بنظيره السوري، حسين عرنوس، معزيا، وأبلغه بوضع الإمكانات اللوجستية المتاحة في لبنان بخدمة جهود الإغاثة الجارية، كما اتصل وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب بنظيره السوري فيصل المقداد مقدما التعازي لسوريا حكومة وشعبا بضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.
الى ذلك، تم تشكيل وفد وزاري سيتوجه غدا الى سوريا لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السوريين تتناول الشؤون الانسانية وتداعيات الزلزال المدمّر الذي وقع في عدة مناطق في سوريا والامكانات اللبنانية المتاحة للمساعدة في مجالات الاغاثة. ويضم الوفد وزراء : الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، الاشغال العامة والنقل علي حمية، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، والزراعة عباس الحاج حسن، الامين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير ومدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزيف حلو.
في الواقع، فقد اعتبر مرجع سياسي مطلع، عبر وكالة "اخبار اليوم" انّ القضية معقدة للغاية، رغم انّ الزلزال سيطغى على المشهد بضعة أيام لتعود بعدها التعقيدات السياسية، فإن العلاقة لن تكون أكثر من حبر على ورق دبلوماسي، وهو ما يبدو حتى الآن، طالما انّ دمشق لا تنظر الى لبنان ككيان منفصل عنها، لكن وللاسف كل المعطيات العربية والإقليمية والدولية لا تساعد راهناً على تحسّن هذه العلاقة، مشيراً الى انّه على سوريا بدايةً تغيير عادتها التي لا تزال تمارس عبرها الازدواجية في سياستها على الاصعدة كافة، فالعلاقات لا تتحسن الّا بممارسة تجعل ما في النفوس يترجم فعليّاً في النصوص.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة