الدولار الذي أوصل الحريري إلى السرايا | أخبار اليوم

الدولار الذي أوصل الحريري إلى السرايا

| السبت 18 فبراير 2023

أظهرت الأيام أن إحساس الرئيس عمر كرامي لم يكن مخطئا

"النهار"- أحمد عياش

في مطلع التسعينات من القرن الماضي، شهدت شوارع بيروت حركة احتجاجات بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي الى أعلى مستوياته في تلك الأيام، حيث تعدّى حدود الـ 2900 ليرة. وتميّزت حركة الاحتجاجات هذه بقطع طرق وإحراق دواليب لاسيما في محيط منزل رئيس الحكومة عمر كرامي في منطقة الرملة البيضاء. وقد روى الوزير السابق الراحل محمد عبد الحميد بيضون، الذي توفي الصيف الماضي، وكان في زمن تلك الاحتجاجات قياديّا بارزا في حركة "أمل" ويقيم في المنطقة نفسها على مقربة من منزل الرئيس كرامي، أنه لاحظ ان الذين يقطعون الطرق ويحرقون الدواليب هم من عناصر الحركة، فبادر على الفور الى الاتصال برئيس الحركة نبيه بري سائلا إياه عن سبب قيام "أمل" بهذه الاحتجاجات، فتلقّى منه إجابة ضبابية، ليتبين لاحقا ان مايسترو الاحتجاجات هو النظام السوري الذي كان وصيّا على لبنان بموجب اتفاق الطائف عام 1989.

عن تلك الفترة، ورد في كتاب حسن الرفاعي "حارس الجمهورية" انه جادل كرامي خلال جلسة مناقشة لمجلس النواب حول حوادث 7 أيار 1992، قائلا: "لا يجوز يا دولة الرئيس أن تستمر السلطة في تبرير نفسها، زاعمة أن هناك مؤامرة ... فأنت الوحيد المسؤول". لكن الرفاعي قال لاحقا: "أظهرت الأيام أن إحساس الرئيس عمر كرامي لم يكن مخطئا. فقد أدت أزمة مالية - سياسية الى سقوط حكومته في الشارع بسبب تدهور كبير في سعر صرف الليرة، وبالتأكيد لم يكن ذلك بريئا!".

في 7 أيار 2008، غرق لبنان عموما، وبيروت خصوصا، في أتون غزو أمني نفّذه "حزب الله" فأوقع مئات القتلى والجرحى وخسائر مادية، ليس بسبب تدهور سعر صرف الليرة، التي كانت في حالة ازدهار نتيجة نمو باهر في زمن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى، بل بسبب قرار الحكومة التصدي لممارسات الحزب في المطار وشبكة الاتصالات. وقتذاك، كان لبنان في بداية وقوعه تحت وصاية إيران من خلال "حزب الله"، ما أدى الى "مؤتمر الدوحة" الذي شكَّل اول انعطافة عن مؤتمر الطائف.

اليوم، ونحن ما زلنا في شهر شباط، وعلى مسافة أكثر من شهرين من أيار، بدت الحوادث الأخيرة نتيجة بلوغ سعر صرف الدولار مستوى تخطى الـ 80 ألف ليرة، فانتشرت روائح 7 أيار جديد. لكن هذه الحوادث بدت خارج سيطرة "حزب الله"، كما عبّر عن ذلك الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة. كما ان حرق الدواليب حاصر منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير في سن الفيل وليس منزل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في وسط بيروت.

في المرة الأولى لـ7 أيار وصل لاحقاً الى السرايا رفيق الحريري بسبب تحليق الدولار. أما في المرة الثانية عام 2008 فقد وصل سعد الحريري الى السرايا نتيجة غلبة 14 آذار نيابيا على "حزب الله". فهل توصل الثالثة سعد الحريري إقتداءً بالتجربتين السابقتين؟ وهل تكون ثابتة؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار