صلاحية "فرنجية رئيساً" لدى الحزب | أخبار اليوم

صلاحية "فرنجية رئيساً" لدى الحزب

| الثلاثاء 21 فبراير 2023

 تباينات كبيرة بين المجتمعين في باريس انعكاسات على الواقع السياسي في لبنان

"النهار"- روزانا بومنصف

نقل عن بعض الديبلوماسيين الذين شاركوا في مؤتمر ميونيخ للامن الذي يعد اشهر المؤتمرات على مستوى السياسة والأمن في العالم ويشارك في دورته السنوية زعماء عالميون بينهم عدد كبير من المسؤولين العرب ان لبنان لم يأت وروده في اي شكل من الاشكال في المؤتمر الذي ركز في شكل خاص على هموم اوروبا والعالم في الحرب على اوكرانيا في ذكرى مرور سنة على بدء روسيا هذه الحرب وموضوع الطاقة الذي لم تتحرر منه اوروبا بعد .

لم يحضر لبنان حتى في اي لقاء ثنائي على هامش المؤتمر في مؤشر بحسب الديبلوماسيين المعنيين على وجود هموم واولويات اخرى في العالم اكثر الحاحا وعلى يأس من الزعماء في لبنان وعدم ابداء رغبتهم في انقاذ بلدهم وناسهم او تجاوبهم مع الخارج او حتى مع مآسي الداخل .

وقد يكون السبب غياب رسمي للبنان في المؤتمر في الوقت الذي بات لبنان يفقد حضوره الديبلوماسي والسياسي اكثر فاكثر في العالم على نطاق واسع ولا يستطيع اسماع صوته وخسر كل مقوماته كدولة مسؤولة وقادرة وباتت اشبه بخيمة ببيوت كثيرة ليس الا. ففيما تم تعليق اهمية مبالغ فيها على اللقاء الخماسي الذي عقد في باريس اخيرا وضم ممثلين عن فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وقطر ومصر، فان خارطة الطريق التي انتظرها كثر هي موجودة في الواقع ومحددة بنودها وهي الاكثر وضوحا فيما ان لا حاجة لاحد ابتكار حلول موجودة بل تنفيذها فحسب. وترك وجود تباينات كبيرة بين المجتمعين انعكاسات على الواقع السياسي في لبنان انطلاقا من ان مجرد وجود تباينات يجعل القوى السياسية ترى انه لا يزال هناك فرصة لخيارها فلا تتخلى عنه في انتظار تخلي الاخرين عن خيارهم اي ان تباينات المجتمعين تجد ترجمتها في تباينات القوى السياسية وتغذيها كذلك . وهو ما يدعم استمرارها بحيث تبدو المواقف كأن الحملة لانتخاب رئيس لا تزال في بداياتها ولم تمر اربعة اشهر حتى الان على شغور رئاسي .

ما هي المدة التي سيستغرقها "حزب الله" لاستنزاف معادلة رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه رئيسا للجمهورية او لا رئيس للجمهورية . فبناء على ما قاله الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله من ان العلاقة مع التيار العوني في مرحلة حرجة، فان هذا الوصف غالبا ما يطلق على حالة مريض في المستشفى قبيل الاعلان عن وفاته او تأخيرا لذلك قبل اكتمال بعض العناصر قبل اعلان الوفاة. من يساوم من في هذه الحال الحزب او التيار العوني فيما ان الاخير يتجاهل انه سلم الحزب مفاتيح الرئاسة الاولى حين وافق على تعطيل لسنتين ونصف سنة من اجل تأمين وصول ميشال عون .

اذ تبقى هناك اشكالية في تأمين دعم مسيحي حتى الان يحتاج اليه فرنجيه ولا يزال الحزب وعلى حد قول رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد " نحن لم نفصح عن مرشحنا، ولكن لدينا من نرغب في أن يكون رئيساً للجمهورية، ونريد أن نطرحه لإقناع الآخرين به". وهو الموقف الاكثر صراحة ازاء مفهوم التوافق والحوار الذي يدعو اليه الحزب على قاعدة ان لا احد يمكن ان يأتي بمرشحه ولكن مفهومه هو الاتيان بالاخرين الى خياره وليس الذهاب للقاء الاخرين في نقطة وسط بعيدا من مرشحهم او مرشحه هو . ولم يستطع الحزب اقناع الاخرين به حتى الان على رغم انه لم يعلن ان مرشحه هو سليمان فرنجيه، ويتردد ان هذا الاعلان لم يحصل بناء على طلب فرنجيه بالذات ، ولكن الامر معروف ولا يزال الحزب يراهن على عامل الوقت من اجل ذلك فيما ان الكتل المسيحية الاساسية رفضت دعم فرنجيه للرئاسة وليست في وارد ان تقتنع من الحزب بخياره، او هو يراهن على ضمانات من اي مرشح اخر لم تتوافر له بعد.

وبات البعض يستعين بتجربة محمد شياع السوداني في العراق على رغم حداثتها باعتبار انه لم يمر عليها سوى اشهر قليلة ، من اجل اسقاطها على امكان نجاح تجربة فرنجيه من باب ان السوداني كان مرشح "الاطار التنسيقي" وتحديدا نوري المالكي فيما انه لا يتصرف على انه كذلك ، بل يتصرف على اساس انه رئيس لمجلس الوزراء العراقي وجميع الاطياف العراقية ويكاد يشبهه البعض برئيس الوزراء العراق سابقا مصطفى الكاظمي فيما لا تجد الدول حرجا في التعاطي معه اكانت الدول العربية والخليجية او الولايات المتحدة الاميركية فيما يظهر "وسطيته " اذا صح التعبير . والنجاح في ايصال السوداني في العراق يشكل مؤشرا على عدم اليأس انطلاقا من ان عض الاصابع الذي يجري ينتظر من يصرخ اولا فيما ان الحزب هو اخر من يمكن ان يصرخ نتيجة تدهور الوضع المالي والاقتصادي.

ومع ان لبنان ليس العراق ولكن ثمة اوجه تشابه كثيرة حصلت في الاعوام الاخيرة وان الوقت الذي يتم استهلاكه لا بد ان يفسح في المجال امام مقايضة ما تماما كما يعتقد ان الامر حصل بالنسبة الى وصول السوداني تزامنا مع الموافقة على ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل على رغم نفي الاميركيين حصول اي مقايضة من اي نوع كانت حول هذا الموضوع. فيما ان التمايز عن العراق في رأي اخرين ان لا معارضة نيابية او وزارية حصلت بعد انسحاب التيار الصدري من مجلس النواب فيما ان القوى المسيحية يصعب تجاوزها كما يصعب على اي رئيس للجمهورية ان يقلع من دون دعمها .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار