البابا فرنسيس شخصياً يهتمّ بمواكبة الملفّ اللبناني | أخبار اليوم

البابا فرنسيس شخصياً يهتمّ بمواكبة الملفّ اللبناني

| الجمعة 24 فبراير 2023

 "النهار"- وجدي العريضي

تعود بكركي الى الواجهة من جديد مع كل مفصل سياسي ولا سيّما في الاستحقاقات الدستورية حيث تشكل بعض القيادات المارونية صداعاً للصرح البطريركي في ظلّ خلافاتها وانقساماتها، ما ينعكس سلباً على الساحتين المسيحية والوطنية. وهذا ما يتضح اليوم بفعل عودة سيد بكركي الى محاولة جمع القيادات المارونية، إذ يُشار الى أن اللجنة المنبثقة عن اللقاء المسيحي توقف حراكها منذ فترة بينما غاب "التيار الوطني الحر" لأشهر عن الصرح، فيما بقي النائب إبراهيم كنعان على تواصل ولقاءات مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كما كانت الحال مع الكاردينال الراحل مار نصرالله بطرس صفير في إطار علاقات قديمة تربطه ببكركي وهو الصامت سياسياً في هذه المرحلة تهيّباً لظروف البلد والناس.

في السياق، مرّ على الصرح البطريركي أكثر من موفد سبق أن قام بمبادرات ومساعٍ في الثمانينيات والتسعينيات وصولاً الى المرحلة الراهنة بغية سعي سيد بكركي لتقريب المسافات بين القيادات المارونية معطوفاً على عظات نارية حيال الشغور الرئاسي، لكن "على من تقرأ مزاميرك يا داوود" ربطاً بالاصطفافات والخلافات بين الأفرقاء المسيحيين وعلى وجه الخصوص مارونياً، وفي المحّصلة تلك حال البلد عموماً والجميع يستذكر صرخة الفنان الراحل الكبير شوشو، "آخ يا بلدنا".

أما في جديد المساعي التي يقوم بها البطريرك الراعي في هذه المرحلة، فتكليفه راعي أبرشية أنطلياس المارونية أنطوان بو نجم، التواصل مع القيادات المارونية بغية استمزاج رأيهم من أجل الخروج من المعضلة الرئاسية حيث سجّل بو نجم سلسلة تحرّكات ولقاءات مع هذه القيادات، ولكن وفق المعلومات من مصادر سياسية لــ"النهار"، مواكبة لهذه الأجواء، فإن الهوّة بين الزعامات والأفرقاء الموارنة كبيرة وعميقة فلكلٍّ شروطه وظروفه وخصوصيته وأجندته كرئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، إذ يريد معرفة مواصفات الرئيس العتيد وتلك مسألة أساسية بالنسبة إليه، ولاءاته لا لرئيس "تيار المردة" النائب السابق سليمان فرنجية وأيضاً لقائد الجيش العماد جوزف عون، فيما حزب "القوات اللبنانية" استبق تحرّك موفد بكركي وزارت كتلة الجمهورية القوية الصرح، ونُقل أن كلاماً واضحاً قيل للبطريرك الراعي بشكل صريح، بمعنى أننا لم نتخلّ ولن نتخلّى يوماً عن بكركي وهي مرجعيتنا ولسنا بحاجة لتقديم أوراق اعتماد في هذا الصدد، ولا يجوز مساواتنا بالآخرين أي نحن نمارس عملنا الديموقراطي والدستوري ولدينا مرشح هو النائب ميشال معوّض نقترع له، فيما الآخرون يضعون الورقة البيضاء ويعطلون انتخاب الرئيس كما فعلوا في مراحل سابقة. أمّا ردّ القوات على مساعي راعي أبرشية أنطلياس فكان شرطاً واحداً يكمن في تلبية رغبة البطريرك الراعي للقاء القيادات المارونية، والتوافق على اسم واحد بعيداً عن أيّ بازار أو مناورات ندركها سلفاً.

وعلى خط موازٍ، تكشف المصادر أن مبادرة البطريرك الراعي مرحّب بها في الفاتيكان، لكنها لم تطلبها منها أو لها صلة ودور في هذا الإطار، اذ يُنقل عن وزير سابق مقرّب من بكركي أن الفاتيكان مستاء من الخلافات المارونية واستمرار هذه المعضلة، ولمس إصراراً من الكرسيّ الرسولي خلال تواصله مع دوائر الفاتيكان، بما معناه نحن قلنا للبطريرك الراعي ولكل المسيحيين بضرورة الحفاظ على التعايش الإسلامي – المسيحي في هذه المرحلة تحديداً حيث التحولات الإقليمية والدولية والاتعاظ ممّا تعرّض له المسيحيون في عدد من الدول بفعل الحروب والنزاعات التي حصلت، وتالياً إن الفاتيكان لديه اطلاع كامل وموثّق على كل ما يحيط بالواقع المسيحي الراهن والوضع اللبناني عموماً. وعُلم في هذا الصدد أنه في الأيام القليلة الماضية حصل تواصل بين مسؤولين فاتيكانيين وفرنسيين وهذا يجري منذ فترة، بمعنى أن البابا فرنسيس يواكب الملف اللبناني ويحرص شخصياً على متابعته مع الرئيسين الأميركي والفرنسي جو بايدن وإيمانويل ماكرون، وتفاعلت هذه الاتصالات في الأيام الماضية من قبل مستشاريه مع الإليزيه بغية الضغط على المسؤولين اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت ممكن حيث القلق يساور عاصمة الكثلكة في العالم من معاناة الشعب اللبناني اقتصادياً واجتماعياً، والمخاوف أن يؤدّي ذلك الى فوضى واضطرابات أمنية مع المواكبة والمتابعة الدقيقة للقطاعين الصحّي والتربوي.

وتخلص المصادر الى أن تحرك بكركي باتجاه القيادات المسيحية الى عظات البطريرك الراعي التي يرتفع منسوبها كل أسبوع، قد تخفف من وطأة الخلاف والانقسام بين القيادات المارونية وأقله وقف الحملات الإعلامية، لكن المسألة معقدة ومن الصعوبة بمكان في هذه المرحلة إيجاد مساحة من التلاقي بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر إذ لكليهما رؤيته ونظرته وتحالفاته ومواقفه، لذا ثمة ترقب الى حين إنهاء المطران بو نجم المهمة التي كُلّف بها ليُبنى على الشيء مقتضاه.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار