"خلال واجبه الجهادي"... أين يُقتل عناصر "حزب الله"؟ | أخبار اليوم

"خلال واجبه الجهادي"... أين يُقتل عناصر "حزب الله"؟

| الجمعة 24 فبراير 2023

ضحايا معادلات لا ناقة لهم فيها ولا جمل ويبقى الانتقام لرحيلهم مؤجلاً حتى إشعار آخر

المصدر- "النهار العربي"

علي يحيى الزين الملقب بـ"كربلاء"، شاب جنوبي آخر نعاه "حزب الله" خلال الساعات الماضية، دون أن يُحدّد أين قضى، ومتى، وفي أي ظروف رحل، تاركاً وراءه أسرة ثكلى بالحزن والأسى والكثير من التساؤلات.

اكتفى الحزب، الذي يتواجد مقاتلوه في أكثر من ساحة إقليمية خاصة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، بالإشارة إلى أنّ علي "استشهد أثناء قيامه بواجبه الجهادي" في عبارة باتت تتكرّر بكثرة منذ أن وجّه أمينه العام حسن نصرالله تهديداً، في العام 2019، بالرد على إسرائيل من لبنان إذا سقط أيّ من عناصر "حزب الله" في سوريا بضربة إسرائيلية، دون أن يتمكّن من الوفاء بذلك، خاصة بعد مقتل علي كامل محسن، وهو قيادي بارز في الحزب، في غارة إسرائيلية قرب مطار دمشق أصابت مخزن ذخيرة لإيران في العام 2020.

"غموض ممنهج"

ووسط هذا الغموض الممنهج  للحزب اللبناني، كثرت التساؤلات، حتى بات في مقدّمتها: أين يُقتل عناصر "حزب الله"؟ وبأي هدف؟

في الأيام الأخيرة، لم يحدث أي توتّر أمني بين لبنان وإسرائيل، باستثناء بضعة قنابل مضيئة أطلقت مساء الثلثاء قرب مزارع شبعا بالتزامن مع مناورات إسرائيلية، وأربع قذائف أصابت إحداها منزلاً قيد الإنشاء في مزرعة وادي خنسا في قضاء حاصبيا دون أن يُعلن عن سقوط ضحايا.

وفي سوريا كما بات معلوماً فإنّ العمليات العسكرية شبه مجمّدة، باستثناء بعض الاشتباكات المتقطعة في شمال غرب البلاد مع المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، حيث لا تواجد لعناصر من "حزب الله"، ولو افترضنا أنّ علي أو غيره قضى هناك فسيتم تصنيفه تحت عنوان "شهداء الدفاع المقدس"، وهو الاسم الذي أطلقه الحزب على المعارك التي خاضها في سوريا لمساندة القوات الحكومية.

أما في الساحتين اليمنية والعراقية، فأضحى تواجد الحزب مقتصراً على عشرات الخبراء العسكريين دون مشاركة فعلية في أي قتال ميداني.

"غارة إسرائيلية"

يكسر بعض أصدقاء علي الزين في قريته شحور الصمت، هامسين: "لقد استشهد في الغارة الإسرائيلية على دمشق"، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مبنى في حي كفرسوسة بالعاصمة السورية بعد منتصف ليل السبت الأحد، وأسفرت عن مقتل 15 شخصاً لم تُعرف هوياتهم حتى اليوم.

وكشفت مصادر، في وقت سابق، أنّ الهجوم أصاب تجمعاً لخبراء فنيين سوريين وإيرانيين معنيين بتصنيع وتطوير قدرات الطائرات المسيرة والصواريخ الخاصة بحلفاء طهران في سوريا. في وقت أشارت وسائل إعلام محلية إلى أنّ المبنى المستهدف يعود لمالك شركة "الفاضل" للحوالات المالية المرتبطة بـ"حزب الله".

"الوعد بالرد"

يتساءل أقرباء علي وجيرانه "لماذا لا يُعلن الحزب بمكان وظروف استشهاده؟".

الإجابة بسيطة، لم يعد يستطيع "حزب الله" المجاهرة بمقتل عناصره بغارات إسرائيلية في سوريا حالياً، فإن فعل ذلك بات لزاماً عليه تنفيذ "الوعد بالرد" من بلد تعصف به الأزمات والانهيارات منذ العام 2019، وبات أمله الوحيد للإنقاذ تطبيق اتفاقية ترسيم الحدود مع إسرائيل التي وُقعت في تشرين الأول (أكتوبر) العام الماضي، بهدف التنقيب عن الغاز واستخدامه كعوامة اقتصادية.

في زمن "المصالح الاقتصادية" إذاً، تتكبّل قدرة "حزب الله" على اتهام عدوّه ومواجهته، والاعتراف لبيئته بما اقترفت يدا إسرائيل. يتحوّل علي الزين وغيره إلى ضحايا معادلات لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ويبقى الانتقام لرحيلهم مؤجلاً حتى إشعار آخر.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار