أي اتجاه لتحريك الثنائي الشيعي الأمور؟ | أخبار اليوم

أي اتجاه لتحريك الثنائي الشيعي الأمور؟

| الثلاثاء 07 مارس 2023

مطالعة نصر الله تظهر عدم التعويل على القدرة على تحقيق خيار فرنجية اكثر فاكثر

 "النهار"- روزانا بومنصف

الموقفان المتتاليان اللذان تعاقبا على مسافة ايام بين ما اعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري وخطاب الامين العام ل" حزب الله" السيد حسن نصرالله يكتسبان دلالات مهمة في سياق الازمة وفي هذا التوقيت والمضمون كذلك. الى اين تتجه الامور انطلاقا مما اعلنه كل منهما والذي لا يختلف في الجوهر وان كان تشدد بري لافتا في هذا الاطار اذ برز متقدما على حليفه في الثنائي وقد ادرجه المراقبون في اطار اعتباره المحاور المتحدث باسم الثنائي لا سيما مع ممثلي الدول الاجنبية ولقي ردود فعل سلبية في الداخل؟ وهل يجب فصل هذين الموقفين عن نتائج الاجتماع في باريس لدول خمس صديقة للبنان او عن تطورات متلاحقة درامية في المنطقة او عن فشل تسويق معادلة رئيس للجمهورية يحسب لفريق ورئيس حكومة للفريق الاخر او عن رفض قاطع لمرشح يحسب على " حزب الله" مجموع هذه العوامل جميعها ؟

رسالة التموضع من اجل الاستعداد للتفاوض لا تزال الاكثر ترجيحا ولا يجب تجاهل مؤشراتها حتى لو كان التفاوض سينجح ام لا ولا ضمانات لدى احد لا سيما ان الفريق الذي يدعو الى التفاوض لم يلتزم مرة باي تعهد او اتفاق على طاولة حوار او سوى ذلك . هذا المنحى يتخذ اتجاهات اكثر وضوحا حتى مع اخراج مواقف معروفة كدعم ترشيح سليمان فرنجيه الى العلن ، على رغم استمرار غياب اي افق للتفاؤل بانفراجات قريبة والمخاوف من استمرار المناورات نتيجة غياب القدرة على التفاهم . اذ ان كلام بري اوحى بالمزيد من انسداد الافق مع الرهان على ان لا امكان لاي خرق داخلي بعد الان في انتظار تدخل حاسم للخارج لا بل اثار التكهنات وحتى المخاوف من انعكاسات متزايدة على صعيد الانهيار ربطا بهذا التشدد فيما اهتم هؤلاء بجملة عناصر وردت في كلام نصرالله . اذ انه على رغم دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه من الثنائي معا للرئاسة الاولى، يعتبر المراقبون ان المطالعة التي قدمها الامين العام للحزب في شأن طبيعة علاقة الحزب حاليا بشريكه في تفاهم مار مخايل تظهر عدم التعويل على القدرة على تحقيق هذا الخيار اكثر فاكثر . فمن اين يمكن ان تأتي الاصوات التي تتيح انتخاب رئيس ب65 صوتا فيما تحدث الامين العام للحزب عن التزام نصاب الثلثين في الدورة الاولى والثانية . والامر الذي يكرره مجددا هو عزله الاستحقاق الرئاسي عن رهانات خارجية على غرار امكان تطور العلاقة بين المملكة السعودية وايران او بين اميركا وايران متلاقيا في ذلك مع دفع خارجي يصب في خانة عدم ربط الاستحقاقات اللبنانية بهذه المحطات التي لها اجندتها المختلفة ووجوب انجازها بعيدا من هذا الربط بين الاقليمي والداخلي ، على قاعدة التفاهم معه على اساس انه صاحب القرار وهو يتخذه ايا كان من يمثل . وما يقوله انه جاهز للتفاهم ولكنه متمسك كذلك بكل الاوراق بين يديه علما ان التفاوض او التفاهم لا يمكن عزله في الوقع عما يجري في الخارج كذلك ليس بين السعودية وايران بل من ضمن التوازنات التي باتت متصلة بالحرب في اوكرانيا وكيفية او مدى الانخراط فيها كذلك. ولا يمكن فصل التطورات اللبنانية عن مدى انعكاسات التوتر مع روسيا ومع ايران كذلك في انجاز الاستحقاقات الدستورية في لبنان . ولكن في الاشارة الى ان اليمن ورد التفاوض حولها او المقايضات الى الحوثيين فانه ينزع من ايدي سياسيين كثر يدورون في فلك الحزب من ان المقايضة ستتم بين لبنان واليمن ما يتيح له ان يحافظ على ارجحية خياراته في لبنان وفق هؤلاء. وهو يكرر تأكيد التفاهم معه على سبيل اقناع القوى السياسية انه مرجعية قراره في ما يخص الاستحقاق الانتخابي على الاقل، فيما يجهد تكرارا لتظهير ذلك في الوقت الذي يصعب على غالبية القوى السياسية ان تسلم له بهذه الارجحية نتيجة تجربة الارتباط العضوي التي سبق ان اعلنها نصرالله بنفسه مع ايران ونظام ولي الفقيه. ومع انه ارفق كلمته بمعادلة التفاهم او التعايش مع الفراغ الرئاسي ، فانه على الارجح يستطيع ان يحظى في هذه النقطة بدعم من كثر داخليا وخارجيا يرون ان التفاهم حتمي وضروري لانتخاب رئيس جديد ايا كانت طبيعة هذا التفاهم لعدم قدرة اي رئيس ان ينتخب او يقلع من دون هذا التفاهم . ليس خافيا ان دعم ترشيح فرنجيه اصطدم حتى الان ليس بالقدرة على تأمين الاصوات اللازمة لانتخابه بل بما يعنيه ذلك من غياب للتفاهم الداخلي الذي يترجم بوضوح غيابا للتفاهم الخارجي ايضا وتاليا العجز الكلي عن ان يقلع اي رئيس بالبلد من دون تفاهم داخلي مدعوم خارجيا. وينبغي الاقرار بان ثمة تناغما في هذه النقطة مع ما خلص اليه اجتماع باريس الخماسي وان لم تعره القوى السياسية اهمية كبيرة من حيث نتائجه علما ان الرسائل التي خرجت منه يعتقد انها فاعلة في الاتصالات والمساعي غير المعلنة كذلك ومن المرجح ان تظهر بترجمة مختلفة اذا استمر الاستعصاء السياسي .

وفيما يعتبر بعض السياسيين ان الدعوة الى التفاهم كانت ولا تزال حتى الان في اتجاه الحض على الموافقة على دعم ترشيح فرنجيه وايضا دحضا للاتهامات بالمسؤولية عن المزيد من الانهيار ونزعا لهذه المسؤولية وتاليا عن استمرار الفراغ الرئاسي ورمي كل ذلك في احضان الاخرين، فان الامور تتحرك او تبدو كذلك على الاقل من دون ان يعني ذلك ضرورة الانتقال الى مرحلة ايجابية في المدى القريب على الاقل.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار