رفض ترشيح فرنجية أوسع من الأحزاب المسيحية | أخبار اليوم

رفض ترشيح فرنجية أوسع من الأحزاب المسيحية

| الخميس 09 مارس 2023

شمعون: لرئيس توافقيّ على صلة بالجميع وسيادي واصلاحي خارج إطار مرشّحي التحدّي

"النهار"- مجد بو مجاهد

تحوّلت أدوات التعداد الاحصائية النيابية من افتراضية إلى "آلة حاسبة" للتكتلات البرلمانية التي يُحتَمَل معارضتها أو انضمامها إلى ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية بعد انطلاق إعلانه مرشحاً رسمياً من بوابة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. وإذا كانت مواقف الأحزاب المسيحية وفي طليعتها "القوات اللبنانية" والكتائب و"التيار الوطني الحرّ" واضحة لجهة رفض انتخاب فرنجية، فإنّ "الرسم البياني الدائري" لحلقة الرافضين يبدو أوسع وأكثر شمولاً، في وقت انعكس إعلان الترشيح تحليلات وقراءات من المعارضين لانتخابه للمقصود والمراد من خطوة كهذه.

وفي الإطار، لا يمكن إغفال موقف حزب الوطنيين الأحرار الذي يتلاقى مسيحياً مع الأحزاب المسيحية الحليفة على اعتبار فرنجية خارج سياق المرشحين الذين يتمتعون بالمؤهلات الرئاسية المطلوبة. وبالنسبة إلى مقاربة الوطنيين الأحرار لناحية الاستحقاق الرئاسي، فإنه يُستوجب توجيه الملامة إلى استمرار المنظومة الفاسدة التي ضربت البلاد ومؤسسات الدولة بدلاُ من تكرار الأخطاء في الترشيحات. وقد أشار إلى المؤهلات الأساسية التي يعتبرها بمثابة أولويّة للأخذ بها رئاسيّاً، بدءاً من ضرورة اختيار شخصية سيادية واصلاحية بالدرجة الأولى للمباشرة في الورشة الانقاذية.

ويقول لسان حال رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون إن "محاولة طرح فرنجية نفسه كمرشّح حياديّ وتوافقيّ ليست منطقية بمجرّد أن "حزب الله" دعمه مباشرة للرئاسة، فيما الأساس البحث عن رئيس توافقيّ على صلة بالجميع وسيادي واصلاحي خارج إطار مرشّحي التحدّي". وإذا تظهّر أن ثمّة اتجاهاً إلى فرض مرشّح تحدٍّ من محور "الممانعة"، سيتمثل خيار النائب شمعون، وفق تأكيده لـ"النهار"، حينئذٍ في "تعطيل نصاب الجلسة والتغيّب عن الحضور وهو خيار تكتل "الجمهورية القوية". وتالياً، يرفض حزب الوطنيين الأحرار انتخاب رئيس يؤدي الى استمرار الانهيار الذي تعيشه البلاد، مع الإشارة إلى اجتماعات حديثة عقدتها "الجبهة السيادية" مع معظم الأفرقاء للبحث عن حلول وتقارب حول المؤهلات الرئاسية الانقاذية".

إلى ذلك، لا يزال #الحزب التقدمي الاشتراكي في المربع الذي انطلق منه لجهة رفضه معادلة "مرشّحي التحدّي" بعد 11 جلسة انتخاب من دون نتيجة. ومن هنا، التعبير عن أسباب إطلاق مبادرة رئيس التقدمي وليد جنبلاط التي استكملها رئيس "اللقاء الديموقراطي" تيمور جنبلاط بالتشاور مع الكتل النيابية، والتي يؤكد التقدمي استمرارها لمحاولة ايجاد مخرج يحدّ من خسائر المراوحة ويخفّض السقوف المرتفعة. ويفعّل التقدمي لقاءاته للوصول إلى مرشّح يريده صاحب رؤية انقاذية ويعيد انفتاح لبنان على المجتمعين العربي والدولي. والاستراتيجية التي سيتبعها في الاختيار ستنطلق من اختيار مرشح تنطبق عليه المؤهلات، وبعدها يجتمع "اللقاء الديموقراطي" ويبحث قراره... لكنه في الوقت الحاضر مستمرّ في مبادرته بعد تقديمه ثلاثة أسماء وعلى جهوزية للحوار حول أسماء اضافية إذا كانت تمتلك المعايير.

ماذا عن نظرة التقدمي إلى ترشيح فرنجية؟ بحسب ما يشير اليه عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب #بلال عبدالله لـ"النهار"، فإن "فرنجية رغم ما يملكه من انفتاح واعتدال في مسيرته السياسية لكنه بات المرشح الرسمي لـ"الثنائي الوطني". وأن يكون فرنجية مرشح "الثنائي" فهذا يعني الاستمرار في الاصطفافات ذاتها؛ والتعطيل الذي مارسه هذا الفريق في الجلسات الاولى سيواجهه الفريق الآخر بتعطيل مقابل والنتيجة استمرار الفراغ وتحلّل البلاد". ووفق عبدالله، "سنترك الحكم للمرحلة المقبلة لمعرفة إذا كان بامكان ترشيح فرنجية أن يوصل إلى حلول، لكن المؤشرات الداخلية والخارجية تؤكد أن المسائل ليست سالكة. واذ يُعتَبر الترشيح بمثابة حقّ ديموقراطيّ لأي كتلة سياسية، فإن ترشيح فرنجية لو أنه استهلّ من الجلسة الرئاسية الأولى لكان اختصر وقتاً كبيراً. وإذ أصبح التحذير من الانهيار أمراً واقعاً، يُعتبر انتظار إشارات الخارج مسألة خاطئة... ولا بدّ من حوار يلقى دعم الخارج".

النواب التغييريون على "مسافة شاسعة" من ترشيح فرنجية، وبعضهم يلوّح مباشرة بمقاطعة جلسة الانتخاب اذا كانت ستوصله إلى الرئاسة. الخيار الشخصي بمقاطعة الجلسة الانتخابية، يؤكده عضو تكتل "قوى التغيير" #ياسين ياسين بسبب "حساسية الوضع الذي يعانيه لبنان الذي لا يحتمل وصول مرشح "حزب الله" إلى الرئاسة". ولن يقبل حضور جلسة انتخاب مرشح "الحزب" وخياره واضح، والحال هذه، لناحية المقاطعة من موقعه كنائب تغييري منبثق من ثورة 17 تشرين. وانطلاقاً من قراءة النائب ياسين لـ"النهار"، فإن "هناك ثلاث نقاط في الامكان الاشارة إليها: أولها، ما يشبه الاضطلاع بأدوار بين فريقي المعارضة والممانعة. وثانيها، الفارق بين أوضاع عامي 2016 و2023. وثالثها، توجيه السيد حسن نصرالله في خطابه الماضي رسالة إلى "التيار الوطني الحرّ" للبحث في مرشح آخر. وإذ أشار إلى أن فرنجية ليس بمرشح "الحزب" بل الشخص الذي يدعمه ويمثّل ما يريده من انتخابات الرئاسة، فإنه سبق أن أصرّ سنة 2016 على أن الحرف الأول من اسم مرشّح "حزب الله" هو ميشال عون". ويستنتج ياسين أن "نصرالله يقول راهناً إن فرنجية يمثّل مطالبه لكن "تعالوا نفاوض". ويشير ذلك إلى تدني حظوظ فرنجية وارتفاع مؤشرات آخرين كجهاد أزعور وزياد بارود ونعمة افرام وصلاح حنين. ولا يغيب عن الصورة أن الظروف تغيرت و"التيار" لا يرغب برئاسة فرنجية الذي لا يبدو على تماس مع صناع القرار الدولي ولا يملك مشروعاً للحلّ. وكذلك، أجواء سفارة المملكة العربية السعودية وموقفها واضح برفض فرنجية".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار