عون في "الحارة" هل يعيد الوصل مع الضاحية؟ | أخبار اليوم

عون في "الحارة" هل يعيد الوصل مع الضاحية؟

| الثلاثاء 21 مارس 2023

عون في "الحارة" هل يعيد الوصل مع الضاحية؟

كلمة وجدانية و"عَمبِحكي يا كِنِّة تتسمعي يا جارة"


"النهار"- وجدي العريضي

ظهر الرئيس السابق ميشال عون في حارة حريك، وفي كنيسة مار يوسف بالذات، محاطاً بأركان "التيار الوطني الحر"، بمن فيهم "الإحتياط"، والنائب علي عمّار، الذي كان وحيداً من فريقه السياسي، أي "حزب الله".

ويشار إلى أن عون، وعلى غرار الرئيس السابق إميل لحود، لم يستقبل منذ نهاية ولايته وانتقاله إلى منزله الجديد في الرابية، أياً من المرجعيات السياسية، أو شخصيات غربية وموفدين وسواهم.

أما بالعودة إلى مشاركته في عيد مار يوسف في بلدته حارة حريك، فإن عون تكلم وجدانياً ولم يتحدّث سياسياً، لكنه، من خلال هذه المناسبة، أراد أن يعيد فتح أسوار حارة حريك، وإحياء "تفاهم مار مخايل"، وأقله "كسر الجليد" مع الحزب الذي جاء به رئيساً للجمهورية، ويعتبر حليفه الأبرز في كل المفاصل والمحطات، إلى أن جاءت الرياح الباسيلية من قِبل صهره رئيس "التيار" النائب جبران باسيل، بمعنى أن ثمة ضبابية في علاقة الحليفين "البرتقالي" و"الأصفر"، فيما لم تنكسر الجرّة أو يسقط "تفاهم مار مخايل" على غرار اتفاق معراب، وتحالفات وصيغ كثيرة بُنيت في البلد وانهارت كحجارة "الدومينو".

في السياق، وعلى وقع التعرّض للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، ومن باب "منقوشة الزعتر"، عندما وجّه أحد مسؤولي "التيار الوطني الحر" كلامه الى السيد، بأن "جمهوره واللبنانيين لم يعودوا قادرين على شراء هذه المنقوشة"، ناهيك عن حملات شبه يومية من قادة "البرتقالي" تتناول الحزب. من هنا السؤال: هل أراد عون إصلاح ذات البَين مع الحارة، وعلى هذه الخلفية، كأنه يقول "عمبحكي يا كِنّة تتسمعي يا جارة"، أي أن هذه المنطقة ما زالت ملاذ العونيين، ولا يريد المؤسِّس أن يفرّط بها، وبناء عليه، ثمة معلومات بأن عون ، ومنذ أن انتقل إلى الرابية، يعمل على "ركلجة" وضعية "التيارالبرتقالي" وشدشدته، في ظل ما يعانيه من خلافات في الداخل على خلفيات تنظيمية، وصولاً إلى ما أفرزته الإنتخابات النيابية الأخيرة من "حَرَد" واستقالات، إضافة إلى ما تشهده العلاقة مع "حزب الله" من فتور وتباينات، وتحديداً على خلفية الإستحقاق الرئاسي، بحيث يرفض باسيل ترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجيه، إذ لم يستوعب هذا الترشيح أو يهضمه، مع الإشارة إلى أن عون استقبل وفداً قيادياً من "الحزب" في دارته قبل أسابيع، لكن هذه الزيارة صبّت في خانة المجاملات وشكر عون على كل ما قام به تجاه "الحزب" طوال فترة ولايته، من دون الخوض في العلاقة المتوترة بين الطرفين، مع التذكير بأن رئيس الجمهورية السابق، تمنى على وفد الحزب قبل مغادرته "إنّو يشوفوا جبران".

ويبقى السؤال: هل أراد عون أن يناجي "حزب الله" من بلدته هو ومعقلهم، وأن تكون هذه المناسبة من الضاحية الجنوبية للملمة "تفاهم مار مخايل" وتجنّب سقوطه؟ هنا ترى المصادر المتابعة أن ما جرى كان رسالة واضحة من عون الى "الحزب" بأنه لا يريد التفريط بالعلاقة معه، وأنه مستعدّ للحوار، وبالتالي ما حصل قد يكون "بروفا" أولية في إطار عودة التواصل والتنسيق، وذلك لن يكون بعيد المنال، على اعتبار أن الجميع يترقب وينتظر ما ستؤدي إليه التفاهمات في المنطقة سعودياً وإيرانياً، وسورياً وإماراتياً و"الحَبل على الجرار"، بمعنى أن نقاط التفاهم بين الطرفين لم تعد صالحة، أو أنها قابلة لتعود كما كانت عليه بفعل المتغيّرات في الداخل والخارج، وهناك حالة ترقّب لما ستنطوي عليه المرحلة الراهنة على صعيد الإستحقاق الرئاسي، حتى أن "حزب الله"، وبعد عودة العلاقات الديبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإيران، لم يعد كما قبله حيال ما يجري راهناً، والأمر عينه لـ"التيار"، حيث سيكون هناك عهد جديد وحكومة جديدة.

ولقد كان لافتا في المشهد أن مراسيم استقبال عون من قِبل الحليف "الأصفر" كانت عادية جداً، واقتصرت على مشاركة إبن الضاحية النائب علي عمّار، ليكتفي الاول بتصفيق أركان تياره لا أكثر، ويبدو جلياً أن "الصهر" هو من سيقود المرحلة المقبلة، بمعنى أن "العم" يتولى تقريب المسافات من جديد مع "حزب الله"، وكل ينتظر ما سيرسو عليه الإستحقاق الرئاسي. فهل سيتمكن عون من الرابية من إعادة "التيارالوطني الحر" إلى الضاحية الجنوبية؟ وهل سيماشي باسيل عمه الحريص على إبقاء "تفاهم مار مخايل"؟ يرى المتابعون أن التعقيدات كثيرة، فالمرحلة ستقتصر على المناورات السياسية والشعبوية، والتفاهم على "صوص ونقطة"، وزيارة عون للحارة لم تحدث ضجيجاً لا في السياسة ولا على صعيد العلاقة مع "الحزب".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار