هل ينتخب الرئيس قبل القمة العربية في المملكة؟!
شادي هيلانة – "أخبار اليوم"
لم يعد يهّم باريس بعد اليوم انضاج تسوية رئاسيّة تكون لصالح رئيس تيار المرده سليمان فرنجيّة، فهناك مشكلة او تعذر في اقناع السعوديين به، خاصة وان اسم فرنجية يحوطه فيتو مطلق لا يمكن اسقاطه، وتشير المعطيات الى حركة لافتة تولّدت بعد الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اذ جددا عزمهما لانقاذ الوضع في لبنان، ما يوحي بتسريع وتيرة النقاشات للاتفاق حول الملف الرئاسي. وقد اتفق الرجلان- وفق معلومات دبلوماسيّة مؤكدة- على طرح شخصيّة ترضي جميع الافرقاء اللبنانيين لا تستفز احد منهم، وترجح المعلومات انّ يمر اسم قائد الجيش جوزاف عون بطريقة سلسة لعدم حرقه، حيث ما زال اسمه يتصدر لائحة المرشحين.
كما تشير المعلومات ايضاً، الى ان جولة مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف على عدد من المسؤولين السياسيين تصب في اتجاه التوافق على شخصيّة تجمع كل النواب المسيحيين والمسلمين تخرج الرئاسة من "قمقم" التعطيل، اي "رئيس جامع" يستطيع وضع لبنان على سكة الانقاذ.
وفي السياق عينه، وصلت اشارة الى عدد من الدبلوماسيين الغربيين، مفادها أنّ الوقت قد نفذ، مع ارتفاع منسوب خطورة تفلت الوضع الامني الامر الذي ترفضه الجهات الدوليّة كافة وفي طليعتها واشنطن.
الى ذلك، تتجه الانظار الى الاستعدادات للقمة العربية في دورتها الـ 32 التي تعقد في السعودية يوم 19 أيار المقبل، وما يرافقها من حركة دبلوماسية نشطة على صعيد الدول المؤثرة بما يعيد الامل لقيامة لبنان، من خلال نضوج تسويّة -قبل موعد القمة- تؤدي الى انتخاب شخصيّة وطنيّة غير حزبيّة وغير مرتبطة بأيّ محور ما يُسهّل مهمة الرئيس العتيد الى جانب الاستفادة مما حملته الصفحة الجديدة التي فتحت على مصراعيها بين طهران والرياض، والمرتبطة بكل دول المنطقة، لا سيما الدول العربية الثلاثة الفاعلة، مصر والدوحة والامارات.
وفي السياق عينه يتوقع احد المراقبين السياسيين، انّ المسعى الذي بدأ في الاجتماع الخماسي الباريسي سيُستكمل، ما يبشر بإيجابيات يمكن ان يلمسها لبنان في المرحلة المقبلة، تتوج بانهاء حالة الانسداد السياسي بإنتخاب رئيس جديد يمثل لبنان خير تمثيل في القمة.