جهاد أزعور المرشح المطروح لمعادلة المزيج الاقتصادي - السياسي | أخبار اليوم

جهاد أزعور المرشح المطروح لمعادلة المزيج الاقتصادي - السياسي

| الخميس 30 مارس 2023

جهاد أزعور المرشح المطروح لمعادلة المزيج الاقتصادي - السياسي
لا يضع نفسه في "جيب أحد" ولو كان على تواصل مع اكثر من فريق

"النهار"- رضوان عقيل

يحضر اسم وزير المال سابقاً جهاد أزعور في بورصة المرشحين لرئاسة الجمهورية على اساس انه الشخصية القادرة على انقاذ السفينة المالية من الغرق انطلاقاً من تجربته في هذا الحقل ابان وجوده في سدة المسؤولية ومعرفته الدقيقة بهذا القطاع سواء على مستوى نقاط قوته أو ضعفه، ولا سيما في السنتين الاخيرتين بعد انهيار سعر العملة الوطنية امام الدولار الاميركي وتراجع عجلة الانتاج واحتلال لبنان مقدّم سلّم بلدان العالم في ميزان التدهور والتراجع على اكثر من مستوى. ويقول المتحمسون لحلول أزعور في الرئاسة الاولى انه الرجل الانسب لهذه المهمة اذا حصل توافق على اسمه، وان مسيرته تمكّنه من استثمارها في انقاذ هيكل الدولة ومؤسساتها المريضة وتقديم العلاجات المطلوبة لها.

يساهم الرجل في ايجاد الحلول للبلدان التي تقع في مثل هذه الازمات من خلال موقعه الحساس الذي يشغله في صندوق النقد الدولي وادارته بلداناً في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى. مع الاشارة الى ان المشكلة في لبنان سياسية قبل ان تكون اقتصادية، وهذا ما أثبتته الوقائع في محطات 1952 و1958 مروراً بأعوام الحرب في السبعينات والثمانينات الى اليوم، ولو كانت مفاعيل العملية الاقتصادية هي الطاغية اليوم على المشهد بين افرقاء متناحرين وغير متحاورين.

ويكتفي مقربون من أزعور بالقول إنه من الوجوه المطروحة للحلول في سدة الرئاسة الاولى، علماً انه لم يعلن ترشيحه في شكل رسمي انطلاقا من عدم الحاجة لهذا الامر شأن كل المرشحين لهذا المنصب، فضلا عن حساسية الوظيفة الدولية التي يشغلها، وتربطه علاقات مع مختلف الافرقاء في البلد. ومنذ وجوده في برنامج الامم المتحدة الانمائي في وزارة المال برزت طموحاته السياسية الى الظهور، إذ أراد ألّا يكون خبيرا ماليا تقنيا، ولم يلتزم شعار "كفى الله المؤمنين شر السياسة"، بل على العكس هو لا يمانع بممارستها حيث فتح قنوات على الجميع ونجح في تدوير الزوايا وبقيت عيناه على حاكمية مصرف لبنان. يتعامل أزعور مع معاونيه بروح الفريق الواحد ويفسح لهم بإعداد التقنيات المطلوبة، لكنه يحرص على ان تكون البصمة الاخيرة له من دون تبجح. كما يحرص لدى حضوره الى بيروت على لقاء الرؤساء الثلاثة ووزير المال وشخصيات تربطه بها صداقات في مقدمها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يرتاح الى "العقل المالي" عند ابن شقيقة الوزير الراحل جان عبيد. تأثر أزعور بهذه الخؤولة، تلك المدرسة التي كانت مفتوحة في علاقاتها على سائر الاطراف، ويقدم نفسه بثوب لبناني غير طائفي، وهو ابن سير الضنية وكانت نشأته في جبيل. ويصفه عضو ناشط في الهيئات الاقتصادية بأنه رجل منطقي في مقارباته للامور المالية والاقتصادية. ويتعاطى مع الارقام بطريقة علمية ويتصف بالتواضع إذ لا يتحدث باستعلاء، وهو معتدل في تقديم طروحاته من دون تعقيدات. ويزيد على ذلك بنه "معجون بحبه لوطنه" ويحمل معه هموم لبنان الى صندوق النقد والمحافل المالية في العالم. ويبقى من ابرز المرشحين من خارج النادي السياسي التقليدي. واذا اجتمعت اكثر الكتل على ترشيحه فسيكون "رجل مهمة" في رئاسة الجمهورية. واذا اجمع المعنيون على تشخيص الازمة فلن يجدوا أفضل من اسمه لهذه العملية.

واذا كان ثمة من يحاسبه على صداقاته، فإن ثمة مبالغة عند من لا يريدونه رئيساً من خلال الاشارة الى علاقته بالرئيس فؤاد السنيورة، مع التذكير بأنه في عز مواجهة الاخير ابان وجوده في السرايا لقوى 8 آذار بقي أزعور على علاقة طيبة مع كل من حركة "أمل" و"حزب الله". وبعد مغادرته وزارة المال حرص على التواصل مع الجميع ولم يتحزب لهذه الجهة او تلك. وليس سراً ان علاقة اكثر من جيدة تربطه بالبطريرك الماروني بشارة الراعي و"على رأس السطح"، وهما على تواصل مفتوح. وعندما يأتي الى لبنان تكون بكركي في مقدم اجندة زياراته. وتصفه الكنيسة المارونية بـ"الاكاديمي والخبير المالي المجرّب "، من دون ان تقول انها تتبنى ترشيحه او غيره من الاسماء المطروحة، مع تشديدها على التحذير من خطورة الاستمرار في الشغور الرئاسي وانعكاساته السلبية على البلد.

ويقول مَن خبروا أزعور في وزارة المال إن علاقات ممتازة تربطه بالداخل والخارج، والتي راكم رصيدها في السنوات الاخيرة ويمكنه استثمارها في حال اصبح رئيساً للجمهورية. ولا يقبل بان يقدم نفسه على أنه مرشح فريق ويعادي جهة اخرى. وقام بالفعل في الاشهر الاخيرة بسلسلة من الاتصالات مع جهات عربية وغربية مؤثرة في الملف اللبناني، وخصوصاً مع السعودية وفرنسا "التي تعرفه عن كثب" حيث التقى عددا من المسؤولين الكبار الذين يديرون حلقتي ولي العهد في المملكة محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وليس ثمة نظرة واحدة عند الافرقاء الى علاقات أزعور مع الكتل النيابية، واذا كان الرجل يتحدث مع الجميع فلا يعني ذلك بحسب جهات متابعة انه يميل الى هذه الجهة او يعادي جهة اخرى، ولا يقدم نفسه بأنه مرشح رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل من خلال العلاقة التي تربطه بشقيقه انطوان الذي لا تملك شركته أي استثمارات في لبنان.

وينفي مقربون من أزعور المعلومات التي تتردد بأنه اطلق "غرفة عمليات" لادارة ترشيحه وانه يتكل على "التيار الوطني الحر" في هذه المهمة. فهو لا يضع نفسه في "جيب أحد" ولو كان على تواصل مع اكثر من فريق يُجمع على آدميته ومناقبيته ونظافة كفه، لأن قلة من الذين تعاقبوا على وزارات دسمة يتمتعون بهذه الصفات.

وعندما يزور بري فليس لأسباب "رئاسية"، بل درج على هذا الامر انطلاقاً من صداقة تربطه برئيس المجلس، فضلاً عن وضعه في أجواء السياسات المالية العالمية. وقد كثرت التأويلات عن اجتماعه بالنائب محمد رعد، وهو يدرك سلفاً ان "الثنائي" لن يحيد عن ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجيه، ويعرف جيداً موقع رئيس "تيار المردة" عند "الثنائي" في الرحلة المفتوحة وغير المعروفة الى أين ستنتهي وسط هذا الكباش المفتوح وانعدام الثقة بين الكتل النيابية.

ويبقى أزعور مرشحاً مطروحاً "مع وقف التنفيذ" حتى الآن، مع الاشارة الى ان مكتبه في صندوق النقد يبعد مئات الامتار عن مبنى وزارة الخارجية في واشنطن. واذا ما حصل تقارب ايراني - اميركي فإنه قد يخدم الرجل.

فلننتظر ما سترسو عليه الايام الرئاسية المقبلة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار