هل انهارت الحظوظ الرئاسية لمرشح "الثنائي"؟ | أخبار اليوم

هل انهارت الحظوظ الرئاسية لمرشح "الثنائي"؟

| الخميس 30 مارس 2023

طبيعة ترشيح فرنجيه وأسلوبه أضعفاه كثيرا

"النهار"- علي حمادة

تسارعت التطورات في الآونة الأخيرة على اكثر من صعيد، بعضها مرتبط مباشرة بالاستحقاق الرئاسي، وبعضها الآخر مرتبط بها بشكل غير مباشر.

فقد ظهر جلياً ان فرنسا فشلت في مسعاها لإقناع جميع شركائها الأعضاء في "خماسية باريس" بتسوية رئاسية قوامها سليمان فرنجيه رئيساً في مقابل نواف سلام رئيساً للحكومة، إذ تبين ان المملكة العربية السعودية التي تمثل المقاربة العربية لحل الازمة في لبنان لم تسر في الاتجاه الذي ارادته فرنسا، مما أدى الى اجهاض تسوية "سليمان - نواف"، اضف الى ذلك ضعف ترشيح فرنجيه مسيحيا، وعدم استعداد قوى سيادية في البرلمان للسير بالتسوية على اعتبار انها تمنح "الثنائي الشيعي" رئاسة الجمهورية عبر شخص فرنجيه لست سنوات متتالية وثابتة، في مقابل رئاسة الحكومة التي تبقى منصباً غير ثابت يمكن الانقلاب عليه في كل وقت، أو تعطيل فاعليته والحد من قدرته على العمل عبر تعطيل مجلس الوزراء. اكثر من ذلك، وبما يتجاوز أمر البحث في المقايضة، يمكن القول ان الموقف العربي الذي عكسته الرياض من دون التورط بالاسماء بل بالمواصفات العامة، استبعد حكماً تسميات للرئاسة آتية من "محور الممانعة"، إضافة الى عوامل شخصية أخرى. وكان لمبادرة ترشيح رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب السابق سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية، ثم اعلان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله دعمه الترشيح، وقْع سلبي على حظوظ المرشح الذي لم يكن اعلن عن الترشح رسميا للمنصب.

طوال الفترة السابقة ازدادت معارضة ترشيح فرنجيه صلابة، وجمعت الاضداد المسيحيين خلف موقف موحد، لان ترشيح فرنجيه بدا أشبه بترشيح شيعي مفروض على المسيحيين.

ثم أتت ازمة التوقيت الصيفي لتفاقم الوضع، فحصل تمرد مسيحي وسيادي على قرار تمديد التوقيت الشتوي المخالف الذي اتخذه رئيس الحكومة بإيعاز من رئيس مجلس النواب. من الناحية العملية جاء التمرد كأنه رد على ترشيح "الثنائي" لفرنجيه، واصرارهما عليه رغم علمهما بوجود معارضة مسيحية، سيادية وعربية واسعة لهذا الترشيح. هكذا شكلت ازمة التوقيت الصيفي واجهة لأزمة اعمق حول الاستحقاق الرئاسي جرى فيها ارتكاب أخطاء كبيرة على مستوى التوازن بين المكونات اللبنانية. فالشعور بأن ثمة فريقاً يسعى الى فرض هيمنة على جميع مفاصل الدولة، ومصادرة إرادة المكونات الأخرى أدى الى انفجار ازمة كردِّ فعل على سلوك الغلبة والهيمنة. وشاءت الصدفة ان يشعل خطأ ارتكبه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فتيل الازمة، لاسيما ان ميقاتي نفسه ركنٌ من اركان الفريق الذي يخوض معركة فرنجيه في لبنان وخارجه، فانفجرت بوجهه.

في كل الأحوال، من المهم الإشارة الى ان طبيعة ترشيح فرنجيه وأسلوبه أضعفاه كثيرا، ثم جاء الضغط على الفرنسيين لإمرار تسوية، وازمة التوقيت الصيفي، من دون اغفال الاحتقان الذي ولّدته وتولّده الاستهانة بتعطيل الاستحقاق الرئاسي من اجل مرشح بعينه. كل هذه عوامل تراكمت لتبني جدارا سميكا بوجه قرار "الثنائي الشيعي" والمتواطئين معه. والسؤال المطروح اليوم: هل بقيت لفرنجيه حظوظ في الوصول الى قصر بعبدا؟ من المؤكد ان الطريق التي حاول "الثنائي" تعبيدها باتت أكثر وعورة من أي وقت مضى.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار