من "مجدو" إلى "مثلث الحمامص": هل استعرت الحرب الأمنية بين إسرائيل و"حزب الله"؟ | أخبار اليوم

من "مجدو" إلى "مثلث الحمامص": هل استعرت الحرب الأمنية بين إسرائيل و"حزب الله"؟

| الجمعة 31 مارس 2023

اي تسوية واتفاق سيكون على حساب اسرائيل

بعدما ظنت انها حققت مكاسب استراتيجية في اتفاقات التطبيع

"النهار"- داود رمال


كان لافتا هذا الاسبوع الاعلان المتكرر لـ"حزب الله" عن "سقوط شهداء اثناء تأدية واجبهم الجهادي"، اذ تبين ان اربعة من مقاتلي الحزب قضى ثلاثة منهم في بادية الشام بانفجار لغم أرضي بينما الرابع في دير الزور في المواجهة مع القوات الاميركية المنتشرة شرق الفرات في الشمال الشرقي لسوريا.

هذا العدد من الذين قضوا، أعاد الذاكرة الى مرحلة انخراط "حزب الله" بكل قوته في الحرب السورية، يوم كانت بيانات النعي تصدر يوميا والجثامين تُوارى في الثرى في كل مناطق نفوذ الحزب. إلا ان الاخطر هو التطورات الامنية المتسارعة، والمرتبطة بالمواجهة بين الحزب واسرائيل، والتي شكلت عملية بلدة مجدو الفلسطينية المحتلة والقريبة جدا من الضفة الغربية نقطة تحوّل فيها، اذ قرأها الاسرائيلي على انها "تغيير للمعادلات وادخال حزب الله وحلفائه من الفصائل الفلسطينية الضفة الغربية وجزءا من اراضي الـ 48 في معادلة الردع".

حاول الاسرائيلي جرّ قيادة "حزب الله" الى اصدار موقف عبر اتهامات مباشرة بالضلوع في العملية، الامر الذي قرأه الحزب جيدا فتولّى أمينه العام السيد حسن نصرالله التحذير من أن "المقاومة سترد بشكل سريع على أي اعتداء إسرائيلي عسكري أو أمني، وأن شنَّ إسرائيل حربا على لبنان سيؤدي إلى فتح معركة في كامل المنطقة، وأن صمت حزبه عن الحادثة التي وقعت في بلدة مجدو هو جزء من المعركة السياسية والإعلامية والعسكرية، وهي عملية اربكت العدو بمختلف مستوياته، وليست مسؤوليتنا الإجابة على ما يربك العدو، وأحيانا يكون جوابنا في عدم تعليقنا على الحادثة".

بعد هذا الموقف الذي اعلنه نصرالله والذي كان ينتظره المستوى السياسي والامني الاسرائيلي، عمدت اسرائيل الى رد "دخاني" في محاولة لترسيم قواعد الاشتباك مجددا عبر اعادتها الى مسارها السابق، اذ قامت مسيّرة اسرائيلية بخرق ‏الاجواء اللبنانية عند الاولى من بعد منتصف ليل الثلثاء - الاربعاء الماضيين، ‏وألقت قنبلة دخانية باتجاه مجموعة من الشبان اللبنانيين ‏الذين كانوا يسهرون في مقهى عند مثلث الحمامص -‏ الخيام - كفركلا قضاء مرجعيون، قبالة مستعمرة المطلة من دون وقوع أي اصابات.

هذه التطورات دفعت مصادر امنية الى التحذير من ان "اسرائيل في ظل تخبطها الداخلي وعجزها عن شن حرب مباشرة لغياب التغطية الاميركية والدولية، قد تعمد الى التعويض بتسعير العمليات الامنية التي اعتادت عليها قبل الاجتياح في العام 1982 واستمرت بعد انسحابها الى الشريط الحدودي الذي تحرر في العام 2000، يوم تمكنت في عمليات امنية مباغتة من اغتيال قادة اساسيين في المقاومة ابرزهم: الشيخ راغب حرب (1983)، جهاد مغنية (1984)، الامين العام لحزب الله السيد عباس الموسوي (1992)، فؤاد مغنية (1994)، علي صالح (2003)، غالب عوالي (2004)، الأخوان مجذوب (2006)، عماد مغنية (2008)، حسان اللقيس (2013) ومصطفى بدرالدين (2016) والعشرات من الكوادر الاساسيين الآخرين، والتي كان الحزب يردّ عليها بالاسلوب ذاته ومن دون اعلان بالتزامن مع عمليات نوعية ضد مواقع الاحتلال في الشريط الحدودي المحتل".

ولا تستبعد المصادر "ان تخوض اسرائيل هذه الحرب الامنية التي لم توقفها يوما، وهي حققت اختراقات خطيرة في ساحات عديدة ابرزها سوريا وايران، خصوصا انها تعتبر أن الطوق من قِبل فصائل وتيارات المقاومة اكتمل من حولها من لبنان الى سوريا الى غزة والضفة، لذلك عمدت في محطات عديدة الى ايصال رسائل الى حزب الله من خلال تجنيد عملاء بعضهم في مواقع حساسة في جسم المقاومة، والقيام بتفجير مراكز ومستودعات ذخيرة، وصولا الى احباط الحزب الكثير من الجهود والمحاولات الاستخباراتية الاسرائيلية للوصول الى اسرار تتصل بمنظومة الصواريخ الدقيقة ومنظومة الدفاع الجوي والبحري لدى الحزب".

واعتبرت المصادر ان "عملية مجدو قرب الضفة والرد الاسرائيلي عند مثلث الحمامص، ناهيك عن الضربات الجوية والصاروخية المتتالية في سوريا، هي عمليا تصعيد في وتيرة العمليات الامنية والعسكرية، لان من مصلحة اسرائيل التخريب المباشر وغير المباشر على كل الاتفاقات والتسويات في المنطقة والتي كانت فاتحتها الاتفاق السعودي - الايراني، باعتبار ان اي تسوية واتفاق سيكون على حسابها بعدما ظنت انها حققت مكاسب استراتيجية في اتفاقات التطبيع مع عدد من الدول العربية".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار