لعبة ماكرون بلسان الحزب: الرياض تُدركها جيدّا ومصرون على مشكل معنا؟

كيف سيُقنع فرنجية السعوديين قبل صديقه الرئيس الاسد بملف النازحين السوريين الذي يرفض عودتهم؟

شادي هيلانة - وكالة "اخبار اليوم"

في وقت ينتظر اللبنانيون والمحللون الاستراتيجيون، نتائج زيارة زعيم تيّار المردة سليمان فرنجيّة الى باريس، تضاربت المعلومات والقراءات المتناقضة في هذا الصدد، بحيث من غير المعروف حتّى اللحظة ان كانت الضمانات التي سيقدمها فرنجيّة الى السعوديين من قرارة نفسه، او من حزب الله او ايران او دمشق، والسؤال الابرز كيف سيُقنع السعوديين قبل صديقه رئيس النظام السوري بشّار الاسد بملف النازحين السوريين الذي يرفض عودتهم؟

ورغم الاقاويل الكثيرة راهناً، شروط المملكة الاولى والاخيرة، انّها لا تريد رئيساً صديقاً حليفاً او قريباً من "حزب الله"، بغض النظر عن الاسماء، بحيث لا تتدخل في طرحها او حتّى غربلتها، لكنّ جلّ ما تريده الريّاض ورددته امام المسؤولين الفرنسيين مرارا وتكراراً، انها تتمنى للبنان شخصيّة تحافظ على العيش المشترك من باب الميثاق الوطني، ويعطي الاولوية لشعبه ووطنه، فمن استطاع المحافظة على الجيش في ظلّ الوضع الصعب منذ العام 2019، بمقدوره الدخول في عملية انقاذ واصلاح حقيقيَة، والاتفاق مع المجموعة الدولية بحكم علاقاته الطيبة معها، خصوصاً مع صندوق النقد الدولي، فيما الاولوية ازالة كابوس النازحين الذي يغرق لبنان في مستنقع معيشي موجع، بحيث حركت بعض الدول الأوروبية المياه الراكدة في هذا الاتجاه.

وعلى الرغم ايضاً من انشغال المملكة بترتيب تموضعها الجديد على اثر الاتفاق مع طهران، من خلال اجتماعات مع قيادات الصف الاول، الّا انّ مشكلة الرياض مع باريس هي سليمان فرنجية، وفق جهات دبلوماسية غربية، لناحية التشبص بترشيح الأخير، واعتباره رجل المرحلة فيما لو انتُخب رئيساً، فيما الحقيقة تكمن بمكان آخر كونه خياراً استراتيجياً فرنسيّاً بحت يتشارك فيه مع الحزب، وبرأي الجهات ذاتها، في ردّ على سؤال وكالة "اخبار اليوم"، اذ تجزم انّ الرياض تُدرك هذا الامر لذا تعتبر في خيار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يدّعي حرصه على انقاذ لبنان قبل الانهيار التام، وتحاول اقناعه بخيارها الحيادي بشخصية تنطبق عليها فعلياً المواصفات التي تتحدث عنها باريس.