الثنائي الشيعي "منشرح" لزيارة مرشحه إلى باريس | أخبار اليوم

الثنائي الشيعي "منشرح" لزيارة مرشحه إلى باريس

| الإثنين 03 أبريل 2023

خطوة متقدمة وليست نهاية المطاف

"النهار"- ابراهيم بيرم

على رغم عاصفة اللغط والسجال والتأويل الدائرة حول الاحتمالات التي يمكن ان تتأتى من الزيارة المفاجئة لمرشح الثنائي الشيعي ومَن والاه سياسياً الى سدة الرئاسة الاولى، رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجيه الى باريس قبل نحو 48 ساعة، فان القيّمين على إدارة هذا الملف الشائك في قيادة هذا الثنائي، ما انفكوا معتصمين بالصمت ومقيمين على كتمان استعانوا به في ادارتهم للمعركة الرئاسية منذ أن اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري ترشيحه لفرنجيه وتبعه الامين العام لـ" حزب الله" السيد حسن نصرالله ليدعم هذا الترشيح ويتبنّاه، اذ إنهم يتجنبون الكشف عن اي نتائج حاسمة لهذه الزيارة وما دار خلالها في الغرف الموصدة التي جمعت هذا الزائر بالمسؤول عن ملف لبنان في الادارة الفرنسية باتريك دوريل لكي يبنى على الشيء مقتضاه ويبدد الغموض الذي يحيط بها.

ومع ذلك، ثمة مصادر عليمة على صلة بقيادة الثنائي لا تكتم شعورا بالارتياح يساورها حول استدعاء باريس لفرنجيه وتنظيم لقاء له مع المسؤول عن الملف اللبناني فيها، وتسارِع الى إدراج هذا الامر في خانة التطور النوعي ولكن من قماشة التطور التراكمي لمصلحة المرشح والمحور الذي يسنده في ترشيحه، لكنه ليس تطورا كافيا الى الآن ليزفّ البشرى الى انصاره وقاعدته على امل ان يكون هذا المرشح قد بلغ اعتاب قصر بعبدا وانه على وشك دخوله ليمكث فيه ستة اعوام مقبلة.

وتمضي تلك المصادر الى أبعد من ذلك عندما تقول إنه سبق للعاصمة الفرنسية ان اعطت اكثر من اشارة ورسالة تظهر في طيّاتها انها لا تعارض رؤية فرنجيه في قصر بعبدا، وتعتبر الامر طبيعيا وتتعامل معه بقدر كبير من الايجابية ليقينها بان الاصطفاف السياسي الذي سارع الى تسمية فرنجيه مرشحه لملء الشغور الرئاسي الحاصل منذ اشهر هو اصطفاف لا يمكن تجاهل محوره ووزنه السياسي وقدراته اذا كان المراد اصلا إخراج لبنان سريعا من مرحلة الفراغ السياسي وسحبه من نفق ازماته المتناسلة وأخطرها ازمة الانهيار الاقتصادي والمالي. وعليه، فان من أولى ثمار "حدث" استدعاء فرنجيه الى رحاب العاصمة الفرنسية ينطوي على وقائع ومعطيات على قدر من الايجابية بالنسبة للمصادر اياها، وفي مقدمها:

- تقديم إثبات عملي على جدية خيار ترشيح فرنجيه للرئاسة من جانب المحور السياسي الذي ينضوي فيه منذ زمن كما هو معلوم، لاسيما ان هذا الاستدعاء للرجل أتى بُعيد سريان معلومات عمل الكثير من الخصوم على تعزيزها، ومفادها ان باريس باتت في وارد صرف النظر عن التعامل مع ترشيحه جديا بعد اللقاء الخماسي الذي احتضنته وكان فاشلا، وبعد لقاء ثنائي جمع ممثلين عن باريس والرياض واتصف ايضا بالسلبية.

- تقديم برهان على ان مسار هذا الترشيح قد ولج مرحلة جديدة، خصوصا ان جهات لبنانية تعاملت مع هذا الترشيح بكثير من الاستخفاف خلال الاسابيع الماضية ودعت صراحة الى طيّ صفحته باعتبار انه من المستحيلات في ظل موازين القوى والاصطفافات الحالية.

- ثمة ولا ريب في اوساط المحور اياه استنتاج مفرط في التفاؤل انطلاقا من فرضية مضمونها ان استدعاء فرنجيه يجسّد فاتحة مسار سيؤدي في نهايته الى تحقيق حلمه ببلوغ قصر بعبدا بصرف النظر عن المهلة الزمنية الفاصلة. وتبني المصادر اياها هذه الاستنتاجات على اساس معطيات في حوزتها مبنية على مزيج من المعلومات والتحليل، من ابرزها انه لو كان أمر الاستدعاء الى باريس كما روَّج البعض هو بهدف ترتيب عملية "خروج آمن وسلس" لفرنجيه من قائمة المرشحين للرئاسة الاولى وتطييب خاطره او اعطائه جائزة ترضية تعويضية بعد اخفاقه الثالث في بلوغ قصر الرئاسة، لمَا كان ثمة طريقة اخرى واسلوب مختلف غير الاستدعاء.

ووفق معلومات المصادر نفسها فان فرنجيه لبى طلب الادارة الفرنسية بالحضور اليها وجهاً لوجه لاعتبارين اثنين: الاول استدراج مزيد من العروض من جانبه وسماع مزيد من آرائه. والثاني الحصول على مزيد من الضمانات المستقبلية.

وتضيف تلك المصادر انه لم يعد خافيا ان الادارة الفرنسية وفي محطات التواصل السابقة مع فرنجيه حملت اليه اسئلة وسمعت منه بطبيعة الحال اجابات، وعلى ما يبدو فانها وجدت ضرورة للاستكمال عبر هذه الزيارة. وفي رأيها ان الزيارة سواء كانت تمّت بناء على طلب من فرنجيه كما يرى البعض أو انها أتت بمبادرة من باريس نفسها، فأهميتها انها أتت بعد تطورات على صعيد الملف الرئاسي في باريس وغيره، وهي ترمي الى تعزيز أوراقها في هذا الشأن وتحتاج الى تجديد التفويض الاميركي والى كسب الرضا السعودي وهما شرطان ضروريان لكي تستأنف باريس مبادرتها المستمرة حيال الوضع اللبناني.

وفي الحصيلة فان باريس تتصرف، وفق المصادر اياها، على اساس انها قد قطعت شوطا في عملية اخراج لبنان من ازمته، ويتعين لكي لا تضيع الجهود التي بذلتها سابقا ان تكثف تلك الجهود لبلوغ النهايات المرجوة. وبذا يكون حدثُ باريس الذي حرك المياه الراكدة في الملف الرئاسي خطوة نوعية مفيدة، ولكن ثمة قناعة لدى الجميع بانه ليس نهاية الرحلة وخاتمة المطاف.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار