الوفد النيابي إلى بروكسيل يسجّل "خرقاً" في ملف النازحين | أخبار اليوم

الوفد النيابي إلى بروكسيل يسجّل "خرقاً" في ملف النازحين

| الثلاثاء 04 أبريل 2023

انتزاع اعتراف من البرلمانيين الاوروبيين بأخطار عدم عودة السوريين الى بلدهم

 "النهار"- رضوان عقيل

شكَّل ملف النازحين السوريين مادة أولى في لقاءات الوفد النيابي اللبناني الذي نقل الى الاتحاد الاوروبي وبرلمانات بلدانه في بروكسيل خطورة هذا الملف وانعكاساته السلبية على يوميات اللبنانيين ومستقبلهم بعدما أدوا قسطهم للعلى في الاستضافة على مدار 12 عاما. ولم يعد في امكان سائر مكوناتهم الاستمرار على هذا المنوال. وبعيدا من الحديث عن ممارسة العنصرية حيال السوريين أثبتت الوقائع ان لبنان كان المتضرر الاول من هذا النزوح في المنطقة.

وتمكن الوفد للمرة الاولى من انتزاع اعتراف من البرلمانيين الاوروبيين بأخطار عدم عودة النازحين الى بلدهم. ولم يكن النواب بحاجة في مداخلاتهم الى التأكد من ان الهمّ الاول عند الاوروبيين يتمثل في اوكرانيا وليس في اي موقع آخر في العالم. ولم تقتصر اللقاءات على قضية النازحين فحسب، بل جرى "تشريح" كل الازمات اللبنانية من تعطيل انتخابات الرئاسة الى الكابوس المالي والاخطار التي تهدد قطاعات التعليم والطبابة والاستشفاء. ويقول سفير اوروبي في بيروت ان الوفد اللبناني تمكن من نقل حقيقة الواقع الذي يهدد اللبنانيين اذا لم يتم الاستدراك السريع والتوصل الى العلاجات المطلوبة. وزوّد الوفد الاتحاد الاوروبي بمعلومات دقيقة عن ملف النازحين وغيره من القضايا التي تشغل اللبنانيين.

وجرى الحديث بإسهاب حول ضرورة الاسراع في انتخابات الرئاسة الاولى وتشكيل حكومة فاعلة ومواكبة حقيقة كل التحديات مع الاستفادة من فرصة صندوق النقد الدولي، والاتيان بوجوه لا غبار فساد على مسيرتها وتكون بالفعل على احتكاك مع المواطنين ومعرفة معاناتهم. وتلقّى الوفد اكثر من سؤال عن احتمال انعكاس الاتفاق السعودي - الايراني على لبنان وكيفية استثماره بين الافرقاء والكتل النيابية في بيروت. وتحدث برلمانيون اوروبيون عن انهم بصدد التفاهم مع الديبلوماسية السعودية بغية تضمين اتفاق الرياض - طهران بندا يتعلق تحديدا بملف النازحين في اقتراح قانون في الاتحاد الاوروبي الشهر المقبل بعدما اتخذت بلدان اوروبية قرارات احادية في هذا الاتجاه.

ونجح الوفد، بحسب عضو كتلة "تجدد" النائب أديب عبد المسيح في تقديم افكاره مدعمة بالارقام على مستوى عدد النازحين الذي يزيد على مليونين و400 الف شخص مع تقديم شروح عن ارتفاع معدل الولادات في صفوفهم، وان ثمة أعدادا كبيرة منهم غير مسجلين لدى الدوائر اللبنانية الرسمية والامم المتحدة. واذا لم يعودوا الى ديارهم فسيساوي عددهم عدد اللبنانيين المقيمين في 2030.

وجرى التطرق الى التفاوت الحاصل في البلد بفعل انهيار الليرة والمقارنة بين مدخول اللبناني والنازح إذ يحصل الاخير على 200 دولار شهريا. ولم يتوانَ عبد المسيح عن مخاطبة نائب بلغاري متشدد في شأن مسألة النازحين ودعوته الى استمرار وجودهم في لبنان، والرد عليه بالقول: "عليك ان تعلم انني نائب في البرلمان اللبناني وراتبي يساوي 80 دولارا، والقضية ليست مادية عندنا في البرلمان، بل عليكم ان تعرفوا خطورة النازحين السوريين عندنا وعلى مختلف الشرائح والأبعاد ". ولفت اعضاء الوفد على مسمع اكثر من وفد برلماني اوروبي من جهات حزبية مختلفة من اليمين والوسط والاشتراكيين، ومجموعة نيابية من حزب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الى خطورة مستقبل الديموغرافيا في لبنان "اذا لم يرجع النازحون الى بلدهم، وان عملية بقاء هؤلاء على هذا الشكل المتزايد سيولّد احتقانا ومزيدا من المشكلات والازمات في لبنان، وقد باتوا يشكلون قنبلة موقوتة".

وكان لافتا ان نوابا من الاحزاب اليمينية الاوروبية "كانوا اكثر تجاوبا وتفهما من الآخرين لمعاناة اللبنانيين".

وإذ لاقى كلام نائب يميني إعجاب النائب الياس حنكش أهدى اليه الاخير "زر" حزب الكتائب. ولا تزال اصوات اوروبية تطلق اجوبة كلاسيكية تقول بضرورة توافر العودة الآمنة للنازحين الى سوريا. وجاء الرد اللبناني هنا بأن الدانمارك والسويد تعملان على اعادة نازحين الى حلب، وان في الامكان اقامة مخيمات للنازحين في لبنان على اراضي بلدهم وتحت اشراف الامم المتحدة. وجرى التطرق ايضا الى التحذير من إقدام جهات معينة على استقطاب شبان سوريين وتجنيدهم في خلايا ارهابية اذا ما تهدد الامن وتدهورت الاوضاع نحو الاسوأ في لبنان، مع التذكير بان كثيرين من هؤلاء لا تنطبق عليهم صفة النازح او اللاجىء حيث يزورون بلدهم ويحصلون على رواتب ومساعدات من منظمات اممية.

وسيزور لبنان في الاسبوع الاول من ايار المقبل وفد برلماني اوروبي لمعاينة واقع النازحين على الارض واستكمال ما جرى عرضه في بروكسيل مع الوفد النيابي الذي يمثل مساحة كبيرة من خريطة البرلمان وهم: فؤاد مخزومي، عبد المسيح، حنكش، غسان سكاف، الياس اسطفان، بلال عبدالله، راجي السعد وبلال الحشيمي حيث تلقوا وعودا بتقديم اقتراحات قوانين ورفع حصيلة مبادرتهم الى كبار المسؤولين ودوائر القرار في الاتحاد الاوروبي وبرلماناته وصولا الى حكوماته. ومن المتوقع قيام الوفد بزيارات الى عواصم اوروبية اخرى بعد استوكهولم وبروكسيل.

وركز الوفد على موضوع ضرورة تحرك المجتمع الدولي لمساعدة اللبنانيين على غرار ما يفعله مع السوريين في حقول الطبابة والاغاثة، "حيث لا يجوز هنا التفرج على معاناة المواطن اللبناني".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار