مصدر: الأميركيون ينالون نصيبهم من "البهدلة" الحاصلة على مستوى العالم
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
يسقط معظم من في عالمنا بخطأ ربط تراجُع قوّة التأثير الأميركي الدولي، بإدارة الرئيس جو بايدن، بحدّ ذاتها.
فالحرب على الدولار الأميركي، وعلى الاقتصاد الأميركي، ومساعي كَسْر القوة الأميركية في العالم بدأت منذ أكثر من عقد، وزادت مع إطلاق واشنطن سياسة "التحوّل الطاقوي" العالمي رسمياً، بعد الحرب الروسية على أوكرانيا. ولكن الولايات المتحدة الأميركية لا تحارب روسيا، والصين، أو أي قوّة تهدّد السياسة الأميركية ببايدن، ولا بإدارة أميركية معيّنة، بل بـ "الدولة العميقة" الكامِنَة فيها.
انهارت
فتلك الأخيرة هي التي تحارب "الدول العميقة" الموجودة في موسكو، وبكين، وفي غيرهما من عواصم العالم، وليس بايدن، أو دونالد ترامب، أو باراك أوباما، أو... والدولة الأميركية "العميقة" هي التي يُشتَمّ رائحة تقلُّص قوّة تأثيرها خارج الحدود الأميركية منذ سنوات، الى درجة أن الداخل الأميركي نفسه بات يشعر بذلك، ويتحدّث عنه، وعن انخفاض قوّة تأثير الدولار عالمياً، وعن تراجعه كعملة احتياط لدى البنوك المركزية، وعن انخفاض نسبة المستثمرين الأجانب الذين يملكون سندات خزانة أميركية دولارية.
فهل اقترب الوقت الذي سيسمع فيه العالم أن الولايات المتحدة الأميركية انهارت، بسياستها، وعملتها، وجيشها؟
وماذا عن الزلزال الكبير الذي سيُحدثه هذا الأمر، أي انهيار دولة كبرى موجودة في كل إقليم، ودولة، وعلى كل حدود تقريباً، وتتمتّع بقوّة تأثير سياسي، وعسكري، واجتماعي، أكثر من أي دولة كبرى أخرى غيرها حول العالم؟
مستحيل؟
اعتبر مصدر مُطَّلِع أنه "من المستحيل أن تسقط الولايات المتحدة الأميركية سريعاً، أو على نحو غير مُتوقَّع في وقت قريب".
ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الأميركيين ينالون نصيبهم من "البهدلة" الحاصلة على مستوى العالم حالياً، ولا شكّ في ذلك. فهُم يُضرَبون بأشكال كثيرة، وفي أكثر من مكان. والدليل على ذلك، هو كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخير، الذي قاله على وقع زيارته الصين، وإشارته الى رغبة أوروبية بتشكيل عالم جديد وبعيد من الهيمنة الأميركية. ولكن من المستحيل أن نشهد سقوطاً أميركياًّ في السنوات القليلة القادمة".
الصين
وأشار المصدر الى أن "سقوط أميركا السريع، أو خلال وقت قريب، يعني أن حرباً كبرى ستندلع، مع حدوث فوضى اقتصادية، ومالية، وأمنية عالميّة هائلة، انطلاقاً من أن العالم كلّه مربوط بالدولار، وبالاقتصاد الأميركي".
وأضاف:"فوضى السقوط الأميركي ليست سهلة، ولا هي جملة بسيطة. ولذلك، يجد أكثر من طرف دولي خصم لواشنطن مصلحة له أيضاً، بالاحتفاظ بالوضع العالمي الحالي الى ما بعد عقود، تسهيلاً لتحضير الظروف لشيء جديد".
وختم:"التكنولوجيا القوية والأساسية موجودة في أميركا. والقوة العسكرية الدولية البارزة موجودة فيها أيضاً. وهذا واقع يمنح واشنطن ورقة تفوق ما تمتلكه الدول النفطية مُجتمِعَة، من أوراق. كما أن التكنولوجيا الأميركية والجيش الأميركي، يفوقان بأهميّتهما أهميّة الدولار الأميركي نفسه، أيضاً. وبالتالي، صحيح أن الصين أصبحت قوّة لا يُستهان بها، ولكنها لا تزال عاجزة عن التحكُّم بالعالم، رغم سعيها للوصول الى ذلك".