رغم التفرد بالمبادرة... السجادة لم تُسحَب بعد من تحت أقدام الفرنسيين؟ | أخبار اليوم

رغم التفرد بالمبادرة... السجادة لم تُسحَب بعد من تحت أقدام الفرنسيين؟

| الجمعة 14 أبريل 2023

نواف سلام يرفض الدخول في تسوية فردية لا تحظى بتفاهم اقليمي ودولي على اسمه

"النهار"- سابين عويس

لا يسرق التحرك القضائي الذي تقوم به فرنسا ضد حاكم المصرف المركزي رياض سلامة وآخر فصوله التحقيقات الجارية مع المصرفي والوزير السابق مروان خير الدين الاهتمام بترقب مصير المبادرة الفرنسية المنبثقة عن الاجتماع الخماسي في باريس قبل نحو شهرين حيال ملف الرئاسة في لبنان، وذلك في ظل بروز معطيات تؤشر الى ان باريس فقدت زمام المبادرة، خصوصًا بعدما دخل الاتفاق السعودي الايراني حيز التنفيذ.

تتحرك فرنسا على خطين متوازيين، احدهما دبلوماسي من خلال تفعيل اتصالاتهاومشاوراتها مع الدول المعنية بالملف اللبناني، في اطار تسويق مبادرتها الرامية الى انتخاب زعيم تيار "المردة" سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل تسلم الرئيس الأسبق تمام سلام رئاسة الحكومة، وله الحظوظ الكبرى في ذلك شرط ان يوافق على هذاالامر، او السفير نواف سلام الذي ينقل عنه رفضه الدخول في تسوية فردية لا تحظى بتفاهم اقليمي ودولي على اسمه. اما الخط الثاني فقضائي ويتمثل باستكمال الملاحقات القضائية في ملف الحاكم، حيث تفيد المعلومات ان الاسبوع المقبل قد يحمل تطورات جديدة وادعاءات جديدة ستتناول اكثر من مصرفي.

قد تكون وتيرة التحرك الفرنسي قد تراجعت قليلاً، بعدما سقطت التسريبات حيال احتمال انعقاد اجتماع جديد للدول الخمس، الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، مع تسويق لاحتمال انضمام ايران الى هكذا اجتماع. اذ كان واضحاً ان هذه المعلومات تتردد داخليا من دون ان يكون لها أي اساس من الصحة، في ظل عدم بروز اي اهتمام لدى هذه الدول باستثناء فرنسا لعقد اجتماع ثانٍ قبل ان تتبلور المعطيات المتعلقة بموضوع الاجتماع ، ولا سيما الملف الرئاسي. لكن رغم تراجع وتيرة التحرك الفرنسي الا انها لم تخفت كلياً، حتى بدا الامر بمثابة تفرد في قيادة مبادرة لم يتبن اي فريق من الدول المشاركة مندرجاتها، بل كان انزعاج او تحفظ على مضي باريس في تسويقها لفرنجية رغم التحفظات او الفيتوات التي وضعتها بعض الدول على فرنجية من باب موقعه السياسي .

وكان لافتاً استمرار باريس في تنسيقها مع حلفاء فرنجية في الداخل الذين ابدوا دعمهم له ، ولا سيما رئيس المجلس #نبيه بري الذي تبلغ استمرار الدعم الفرنسي لفرنجية، كمااستمرار العمل على اقناع الدول المعترضة به، ولباريس دوافع واسباب خاصة بها في هذاالشأن.

في رأي مصادر دبلوماسية مطلعة، ان باريس تعتبر انها نجحت في تليين المواقف تجاه فرنجية ولاسيما في الجانب الاميركي والسعودي، وان كانت مواقف الرياض وواشنطن تؤكد العكس. ذلك ان الليونة التي تقول باريس انها لمستها من واشنطن تزامنت مع ادراج الاخوين رحمة المقربين جدا من فرنجية على لائحة العقوبات، على نحو بدا ان اي جزرة ستمتد لفرنجية ستترافق مع عصا العقوبات والرصد والترقب لمدى التزامات الضمانات التي قدمها. لكن الاكيداميركياً ان فرنجية قد لا يلاقي ممانعة، وانما الفيتو الحقيقي هو على النائب جبران باسيل.

اما على الضفة السعودية، فإن الكلام الذي يسمعه اللبنانيون من سفيرها في بيروت لايشي بأي مرونة، بحيث تستبعد المصادر الدبلوماسية ان تفصح الرياض عن موقف واضح حيال هذا الاستحقاق اللبناني غير المدرج اساساً ضمن اولوياتها، مع تقدم الملف اليمني على كل الملفات الاخرى، من دون ان يعني ذلك ان هذا الموقف يبقى رهن الالتزام الايراني بمندرجات اتفاق بكين وحسن تطبيقه.

وعليه، فإن الفرنسيين لا يزالون يراهنون على المزيد من المرونة الخارجية، لكنهم في المقابل عاجزون عن احداث خرق في المشهد الداخلي المعارض لفرنجية في الوسط المسيحي، حيث تقود "القوات اللبنانية" رأس حربة هذا الاعتراض.

وفي حين تواظب السفيرة الفرنسية آن غريو على لقاءات دورية مع رئيس المجلس، كشف اول من امس عن زيارة لمستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الادنى باتريك دوريل الى السعودية ، لاستكمال المشاورات في ملف الرئاسة في لبنان، من دون ان ترشح حتى الآن أي معلومات اضافية.

يعزز الانطباع حيال جدية باريس في الدفع قدمًا نحو خيار فرنجية، ما تردد عن لقاء الاخير بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال زيارته الاخيرة لباريس رغم التكتم حيال هذا اللقاء ونفي حصوله عندما ترددت اصداؤه في بيروت.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار