الملفّ الرئاسيّ يتفاعل خليجيّاً ومن الدول الخمس | أخبار اليوم

الملفّ الرئاسيّ يتفاعل خليجيّاً ومن الدول الخمس

| الأحد 16 أبريل 2023

الأسماء المرشّحة أضحت كالبورصة صعوداً وهبوطاً

"النهار"- وجدي العريضي

تسيطر حالة من الجمود السياسيّ الداخليّ على صعيد الملفّ الرئاسيّ، فيما نشهد حراكاً خارجيّاً غير مسبوق في ظلّ معلومات عن تفعيل الاتّصالات واللقاءات بعد عطلة الأعياد، من خلال انعقاد اللقاء الخماسيّ بين الرياض والدوحة.

بدأت تُطبخ التسوية الشاملة، لكن لم يُحدَّد موعد نضوجها وتسييلها في المجلس النيابيّ، من خلال انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، والتكليف والتأليف ضمن هذه السلّة، الى أن تكون تفاهمات المنطقة قد باتت في لمساتها الأخيرة، وتحديداً على خطّ المملكة العربيّة السعوديّة وإيران، والبداية انطلقت من اليمن.

ويُنقل من مصادر دبلوماسيّة خارجيّة في بيروت ما مفاده أنّ أمن الدول العربيّة في صلب هذه التفاهمات بين الرياض وطهران، من لبنان وسوريا والعراق، الأمر الذي بُحث بشكل مستفاض، خلال القمّة الخليجيّة العربيّة في جدّة، التي لم تكن مخصّصة لعودة سوريا الى الجامعة العربيّة فحسب، بل لتسوية الأوضاع في سوريا والعراق ولبنان، بمعنى وضعيّة الأحزاب والقوى التي تدعمها إيران من "حزب الله" الى الحشد الشعبيّ والحرس الثوريّ، حيث تشكّل رافعة التدخّلات في شؤون هذه الدول.

توازياً، وبالعودة الى الاستحقاق الرئاسيّ، فالأسماء المرشّحة للرئاسة أضحت كالبورصة صعوداً وهبوطاً، وثمّة من يشير إلى أنّ الضمانات التي أُرسلت عبر البريد السريع من فرنسا الى الرياض عبر مستشار الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون السفير باتريك دوريل، لن تجديَ نفعاً في تسويق باريس لرئيس تيّار المردة النائب السابق سليمان فرنجيّة، على اعتبار أنّ ذلك موضع رفض، ليس من المملكة فحسب بل من سائر عواصم الدول المشاركة في اللقاء الخماسيّ.

تالياً لوحظ غياب "اللهفة الفرنسيّة" تجاه زعيم المردة، قياساً على ما كانت عليه مؤخّراً، فيما نُقل أنّ حركة موفدين على أعلى المستويات بدأت تنقل رسائل للأطراف اللبنانيّة الأساسيّة حول إعادة رفع منسوب دعم قائد الجيش العماد جوزيف عون، وثمّة معلومات موثوقة أنّ موفداً من تيار مسيحيّ بارز زار قائد الجيش في اليرزة لإعادة ربط العلاقة بين التيار وقائد الجيش، وذلك نتيجة

اتّصالات جرت على أعلى المستويات خارجيّاً، مبدية رغبة في إمكانيّة أن يكون عون رئيساً للجمهوريّة، وهذا ما ألمح إليه الموفد القطريّ محمّد بن عبد العزيز الخليفي الذي زار لبنان مؤخّراً، دون أن يلمّح أنّ الدوحة تتبنّاه أو هو مرشّحها، إنّما استمزج بشكل دقيق مواقف الأطراف اللبنانيّة كافّة، باعتبار ذلك يحظى بدعم كلّ الدول المشاركة في اللقاء الخماسيّ، ومن هنا عاد الموفد القطريّ، حيث أنّ اتّصالاته مستمرّة مع ممثّلي دولهم في لقاء باريس، وكذلك مع عدد من المكوّنات اللبنانيّة، ومن الطبيعيّ، وتلك مسألة محسومة، أنّ هذه الحركة تأتي بالتنسيق والتماهي مع السعوديّة.

أخيراً، وحيال هذه الأجواء والمؤشّرات أكثر من سيناريو يُرسم في هذه المرحلة، فإمّا أن يُنتخب الرئيس بتسوية دوليّة إقليميّة حاسمة بعد لقاء الدول الخمس، وربّما على مستوى وزراء الخارجيّة، كي يشارك لبنان في قمّة الرياض في التاسع عشر من شهر أيّار المقبل عبر رئيس الجمهوريّة، وهذا ما يجري العمل عليه، لكن إذا تعذّر هذا الخيار فالأمور ذاهبة الى منتصف الصيف.

ووفق المتابعين، قطار التسوية انطلق بقوّة ولم تعد للأطراف اللبنانيّة دون استثناء القدرة على المناورة بمن فيهم "حزب الله"، خصوصاً بعد الاتّفاق الإيرانيّ - السعوديّ، والخطوات التي تُنفّذ في اليمن، والتقارب العربيّ بالجملة مع سوريا، فكلّ ذلك سيؤدّي الى تسوية عندما تكتمل عمليّة التفاهمات عربيّاً وإقليميّاً، بما في ذلك الملفّ اللبنانيّ من كافّة جوانبه.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار