الخطة التالية تنتظر"الخماسي" وانتخاب فرنجية بات "مستحيلا"؟ | أخبار اليوم

الخطة التالية تنتظر"الخماسي" وانتخاب فرنجية بات "مستحيلا"؟

| الأربعاء 19 أبريل 2023

"النهار"- سمير تويني

يشير مصدر ديبلوماسي فرنسي الى ان هناك ثلاثة ملفات تعتبرها "اللجنة الخماسية" المتابعة للملف الرئاسي اللبناني اساسية، وهي:

اولا: ترسيم الحدود البحرية والبرية مع سوريا.

ثانيا: القيام بالاصلاحات الهيكلية المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي.

ثالثا: وضع تصور للاستراتيجية الدفاعية التي من دون تطبيقها لا يمكن عودة الثقة الى لبنان. وفي هذا السياق هناك توافق دولي واقليمي وداخلي حول اهمية تصور افضل الحلول لتحقيق ذلك ومن هو او هم المرشحون الافضل لتنفيذها.

خلال الاجتماعات التي تعقدها اللجنة الخماسية في باريس او الدوحة او من خلال اتصالات ثنائية بين الدول التي تضمها، يتم وضع الخطة المتكاملة التي يمكن ان تُخرج البلد من ازماته المتراكمة وتصور لمواصفات الشخصية التي بامكانها وضع هذه الخطة على سكة التنفيذ.

والبحث منصبّ بشكل اساسي على انتخاب رئيس للجمهورية يمكنه استقطاب اكبر عدد من المؤيدين داخليا وخارجيا وبوسعه التقيد بالالتزامات الدولية والعربية والاقليمية تجاه لبنان.

وبعد عودة المستشار الرئاسي الفرنسي السفير باتريك دوريل من زيارة للرياض حيث عرض مع المستشار السعودي في الديوان الملكي نزار العلولا آخر تطورات الملف اللبناني والتعهدات التي قدمها الوزير السابق سليمان فرنجيه لدوريل، استقبل الاخير اول من امس رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في اطار استكمال مشاوراته مع الاطراف اللبنانيين للتوافق على انضاج تسوية يمكنها سد الفراغ الرئاسي بالتوازي مع الاتصالات التي تجريها السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو لابتكار مقايضة يتقبلها الاطراف في لبنان.

ويقول المصدر نفسه ان فريق الممانعة الذي اعلن مرشحه (فرنجيه) ربما ينتظر ان ييأس الخارج قبل الداخل من تبعات الشغور الرئاسي وانعكاساته، فيرغم الخارج اللاعبين السياسيين على التسليم بما يريده لا سيما في ضوء تكرار اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري في الآونة الاخيرة ان البلد لا يتحمل شهورا بل اسابيع.

فالمجموعة الخماسية تعمل من اجل مصلحة البلد ودعمه، وتعتبر باريس ان التسوية الداخلية وان لم تكن مثالية تبقى افضل من الكارثة الآتية، وترى ان خيار فرنجيه هو "الحل الممكن"، وفي السياق حكومة فاعلة تقوم بالاصلاحات، في حين ان السعودية تعتبر ان الاوان قد حان لوقف "الترقيع" او أنصاف الحلول التي اوصلت الى الكارثة الحالية والتي ستقود البلد الى الاسوأ، وهي تحمّل فريق الممانعة والسياسة التي اتبعها المسؤولية عن انحدار البلد الى الازمة المتفاقمة.

وباريس التي ما زالت ممسكة ببعض الخيوط المؤثرة في الوضع الداخلي لا تريد حرق جميع اوراقها لان تأثير الاتفاق السعودي - الايراني على الملف اللبناني سيزداد في القريب العاجل. ويشير المصدر الى ان وصول رئيس طرف كمرشح الممانعة سليمان فرنجيه اصبح امرا شبه مستحيل، ويعود لباريس اذا ارادت الاستمرار بدورها الريادي تحقيق توافق حول شخصية مسيحية وسطية وانضاج تسوية او مقاربة جديدة يشارك فيها اكبر عدد من اللاعبين السياسيين في الملعب اللبناني. فاقتراح عرض قائمة باسماء مرشحين يتم اختيار واحد منهم خلال جلسة انتخابات رئاسية يثير تحفّظ عدد من القادة المسيحيين الذين يتذكرون طرح وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير الذي طالب البطريرك الماروني نصرالله صفير في حينه بوضع لائحة باسماء ينتخَب احدهم رئيسا، غير ان الفريق الآخر لم يحترم هذا الطرح. فالتشدد الشيعي لانتخاب فرنجيه يقابله تشدد مسيحي برفضه، ومعالم هذه التسوية لم تنضج بعد وملامحها لم تتبلور حتى الان، رغم ان الخارج بدأ يتلمس معالمها في ظل تشدد الطرفين.

وبعدما تبين لباريس ان انتخاب فرنجيه قد يحل مشكلة الاستحقاق الرئاسي ولكن لا يمكنه حل الازمة السياسية، فسيعود الى فرنسا اخذ مواقف الاطراف المسيحية المتشددة في معارضة انتخاب فرنجيه في الاعتبار والضغط عليهم من اجل توافقهم على عدد من المرشحين يمكن اختيار احدهم بالتشاور مع الاطراف الاخرى لملء الفراغ الرئاسي، غير ان الاطراف المسيحية لن تتراجع عن ترشيح ميشال معوض قبل ان يتراجع الثنائي الشيعي عن فرنجيه لانها غير جاهزة للالتقاء مع هذا الفريق حول انتخاب فرنجيه بل لاختيار مرشح وسطي.

الى ذلك، ثمة تنسيق سعودي - قطري وتوافق في ما بينهما حول تسوية قد تحوز رضى غالبية المشاركين في المجموعة الخماسية لحل الازمة اللبنانية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية. وهذا الثنائي جاهز لتقديم المساعدات المالية اللازمة لانعاش البلد واخراجه من مشاكله في حال التوافق حول مبادرتهما. اما في حال عدم التقيد ببنود المبادرة فان الدول الخليجية غير مستعدة لتقديم الدعم المادي والمعنوي للبنان.

فهل ينتظر الاجتماع الخماسي المقبل الذي يشير المصدر الى انه قد يكون على مستوى وزراء الخارجية اجتماع الجامعة العربية؟ وهل سيفتح الباب امام توافق المجتمعين حول الحل المنشود لسد الفراغ الرئاسي بموافقة اكبر عدد من اللاعبين في الداخل مما قد يشكل ضمانا لنجاحه؟ وهل يفتح التشدد المسيحي وعدم استسلامه لـ "حزب الله" برفضه مرشحه الباب امام حلول اخرى، لان لبنان لا يمكنه ان يعيش في ظل سياسة "غالب ومغلوب" بل يجب ان تأخذ اللعبة الديموقراطية مداها، وماذا عن الدور الاميركي الذي ما زال يكتنفه الغموض؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار