باسيل وجعجع في باريس؟ | أخبار اليوم

باسيل وجعجع في باريس؟

| الخميس 20 أبريل 2023

فرنجية لديه مشكلة كبيرة داخلياً وخارجياً فيما العائق الأساسي أمام عون هو داخلي فقط 

ملاك عقيل - اساس ميديا
لقاءات باريس، ما كُشِف منها وما لم يُكشَف، مع شخصيات لبنانية معنيّة بالملفّ الرئاسي مستمرّة، وستشمل "مفاتيح" رئاسية، من ضمنها، وفق معلومات "أساس"، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ومرشّحون آخرون محتملون للرئاسة.
قد تحصل هذه اللقاءات على الأراضي الفرنسية أو من خلال زيارة محتملة لمستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل ومسؤولين فرنسيين للبنان. مع العلم أنّ آخر زيارة لباسيل للعاصمة الفرنسية حصلت في تشرين الثاني من العام الماضي، وقد أعقبت زيارته لقطر، والتقى خلالها دوريل ونواباً فرنسيين، وأجرى لقاءات حزبية مع كوادر تيّاره، فيما كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يشارك في قمّة العشرين في بالي. أمّا جعجع فقد شنّ هجوماً كبيراً ضدّ من يُسوّق "لمرشّح الممانعة"، وضمناً الفرنسيين، مُهدّداً بالقول: "عالقصر ما بتفوتوا"، وذلك بالتزامن مع عودة فرنجية من زيارته الأخيرة لباريس.
هكذا لم يكن دقيقاً القالبُ الذي وُضِعت فيه زيارة النائب السابق سليمان فرنجية لباريس كزائر فوق العادة لإبلاغه بقرار رفع الغطاء الفرنسي عنه أو تزكيته أوروبياً وعربياً لرئاسة الجمهورية، بل دَخَلت الزيارة في إطار استكمال باريس "دفتر الشروط" المَعنيّة بتقديمه لدول القرار المؤثّرة في الانتخابات الرئاسية في لبنان، وعلى رأسها واشنطن والسعودية، لناحية الاستحصال على الضمانات المطلوبة من المرشّح رقم واحد لديها، وهو سليمان فرنجية، ومحاولة إزالة الألغام "المسيحية" من أمام وصول "البيك" إلى القصر الجمهوري.

قد يكون أكبر دليل على الثبات الفرنسي في التسويق لترشيح فرنجية هو اعتراف النائب سامي الجميّل الذي زار باريس أخيراً بأنّ الأخيرة تتعاطى مع ترشيح فرنجية كأنّه "الخيار الوحيد المتاح، وليس هناك حلّ آخر".
الجزء الآخر من الحقيقة الكاملة أنّ فرنجية نفسه لم يَسمع من الفرنسيين وجود فيتو سعودي على انتخابه رئيساً، بل سمع منهم هواجس سعودية وطلباً سعودياً، وفق المعلومات، لمزيد من الوقت في لحظة خلط الأوراق في المنطقة التي آخر تجلّياتها زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان دمشق بعد أقلّ من أسبوع على زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الرياض، وبعد أيّام قليلة على اجتماع وزراء خارجية "مجلس التعاون الخليجي" في جدّة الذي ضمّ مصر والعراق والأردن، وبعد اتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية الإيرانية-السعودية برعاية بكين.
كلّ ذلك، في مقابل تسريع مُبرمَج لتطبيع العلاقات السعودية-السورية وصولاً إلى حدّ الحديث عن مرحلة لبنانية مُحدّثة من معادلة "س – س"، وإن مع استبعاد المراقبين عودة سوريا في المدى القريب إلى مقعدها في الجامعة العربية بعد 11 عاماً من تعليق عضويّتها.  

حزب الله: حذار الفوضى
بالتزامن تبنّى أمس نائب الأمين العام لحزب الله السيّد نعيم قاسم لبّ ما جاء في طلّة فرنجية يوم الثلاثاء من بكركي بالدعوة إلى "الاستفادة من المناخات الإيجابية في المنطقة وإجراء التسويات الداخلية والبحث عن قواسم مشتركة"، مسلّماً بأنّه "لا يمكن إنجاز استحقاق الرئاسة في حال أرادت كلّ كتلة من الكتل أخذ كلّ شيء رافضةً التنازل عن شيء أو تدوير الزوايا"، متّهماً هذا الفريق بأنّه "يُفضِّل الفراغ على الانتخاب، وهذا خطأ وخطر"، ويُستشفّ من بين السطور اتّهام مباشر للحليف المفترض جبران باسيل بتكريس الفراغ والفوضى.
لكنّ الكلمة المفتاح في موقف الشيخ قاسم هو إقراره بأنَّ "هذه المناخات الإيجابية وُجدت بينما لم نكن نتوقّع أن تحصل". هو واقعٌ دقيقٌ تُرجِم من خلال مواقف سابقة للأمين العامّ للحزب كان يدعو خلالها "إلى عدم الانتظار ولا المراهنة على أيّ تسويات خارجية ومتغيّرات إقليمية". وكان نصرالله كرّر في 6 آذار الماضي هذه المعادلة في خطاب "يوم الجريح" الذي أعلن فيه دعم حزب الله ترشيح فرنجية بوصفه "مرشّحنا الطبيعي للرئاسة"، تاركاً الباب مفتوحاً أمام كلّ الاحتمالات: "تفضّلوا لنتحاور ونرى إلى أين سنصل".
لم يحصل الحوار الداخلي فعليّاً، وحتى الآن ما تزال تتولّاه بشكل غير مباشر السفارات الكبرى وممثّلو واشنطن وباريس والرياض والقاهرة والدوحة، فيما تقف بكركي عاجزة بالكامل عن جَمع المسيحيين حتى على الصلاة!

فرنجيّة وعون أوّلاً... وأخيراً
بعد عشرة أيام يبلغ الفراغ الرئاسي شهره السادس. وعلى الرغم من الفترة الطويلة نسبياً الفاصلة عن نهاية ولاية ميشال عون ووضع بكركي لائحة متحرّكة وفق "ما يطلبه" المسيحيون وتطاير أسماء بين المقرّات، ما يزال اسما سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون يتصدّران السباق الرئاسي مع نعي ضمنيّ من المعارضة والأحزاب المسيحية لترشيح النائب ميشال معوّض.
فرنجية لديه مشكلة كبيرة داخلياً وخارجياً، فيما العائق الأساسي أمام قائد الجيش هو داخلي فقط، وقد تُرجِم من خلال وضع العصيّ في دواليب تعديل الدستور أو عدم تعديله كما في حالة الرئيس السابق ميشال سليمان، ومن خلال الفيتو "الأزليّ" من باسيل على قائد الجيش، في مقابل موقف ملتبس لحزب الله وإن كان كلّ المخوّلين الكلام باسم الحزب يثنون في مجالسهم على العلاقة الجيّدة مع "القائد".

على الصعيد الخارجي، بدءاً من واشنطن إلى الرياض وقطر ومصر وعدّة دول عربية وخليجية وأوروبية، ثمّة تقاطع على أنّ جوزف عون يُمثّل خطّاً فاصلاً مع مرحلة الفساد وانحلال الدولة وسيطرة رموز سياسية على مفاصل النظام، حتى إنّ بعض الشخصيات الفرنسية المتابعة للملفّ اللبناني تستغرب دعم باريس لشخصية مثل فرنجية، فيما تُهمل خيارات رئاسية كقائد الجيش الذي "وضع حدّاً واضحاً للتدخّلات السياسية في شؤون المؤسّسة العسكرية، وقدّم نموذجاً في حماية الجيش من عاصفة الانهيار الشامل للدولة، ويقدر على التعاطي المُنفتح مع مفاتيح الخارج".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار