صواريخ "حماس" في إخبار للقضاء العسكري... شمعون: لن نقبل بعودة الحروب على ارضنا | أخبار اليوم

صواريخ "حماس" في إخبار للقضاء العسكري... شمعون: لن نقبل بعودة الحروب على ارضنا

| الجمعة 21 أبريل 2023

ماذا لا تحارب حماس إسرائيل من الداخل؟

ألم يتعلّموا من التجارب الماضية التي أرهقت لبنان واللبنانيين


 "النهار"- وجدي العريضي

غرقت الساحة اللبنانية بالبيانات والتنديدات منذ أيام "العمل الفدائي" في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، عندما كانت القوى السياسية تستنكر الممارسات المخلّة بالأمن والتعدّي على الناس، ليستمر هذا المسلسل إلى يومنا هذا بفعل ما مرّ على البلد من فصائل مسلّحة، أكانت فلسطينية أم أصولية، ومن "فتح لاند" إلى "حزب الله لاند" والآن "حماس لاند"، والسبحة تكرّ إلى "الجهاد الإسلامي"، ما يبقي الساحة اللبنانية منصّة لتبادل الرسائل الإقليمية والدولية، وأرضاً خصبة وهشّة قابلة لاستيعاب كل التنظيمات والحركات، ولا سيما في غياب الدولة القوية القادرة، فكيف الحال اليوم حيث هناك دويلات بالجملة والمفرّق؟

اللافت في هذا الإطار، المؤتمر الصحافي لـ"الجبهة السيادية"، الذي استنكر عملية إطلاق الصواريخ من قِبل حركة "حماس" من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل، ليتقمّص الواقع الذي كان سائداً في حقبات الماضي، ما حوّل البلد إلى مشاعٍ وأرض محروقة وساحة تصفية حسابات. وعليه، رفعت "الجبهة السيادية" وتيرة موقفها من خلال تقديمها إخبارا أمام القضاء العسكري بعد إطلاق الصواريخ "الحمساوية".

وعن مدى مفعول بيان "الجبهة السيادية"، يقول رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون لـ"النهار": "إن اتفاق القاهرة قد ألغي، ما يطرح السؤال لماذا أطلقت حماس بعض الصواريخ من الأراضي اللبنانية، ما يؤدي في هذه المرحلة بالذات إلى توريط لبنان الذي يعاني على كل الجبهات، فلا دولة ولا مؤسسات، وأوضاع الناس حدِّث ولا حرج إقتصادياً ومالياً ومعيشياً، فيما السؤال الأهم في حال سقط جرحى نتيجة إعادة استعمال لبنان ساحة لمنظمات كحماس، هو: أين المستشفيات القادرة على استيعابهم، وحيث الوضع الصحي والطبي في البلد يعاني الأمرّين؟".

ويتابع شمعون: "لقد تحمّلنا وزر القضية الفلسطينية في السبعينات والثمانينات، وتحديداً منذ العام 1975، فلماذا لا تحارب حماس إسرائيل من الداخل؟ ألم يتعلّموا من التجارب الماضية التي أرهقت لبنان واللبنانيين، وقد دُمِّر البلد، واستُبيح من الآخرين؟"، كاشفاً أن هناك 11 موقعاً خارج المخيمات من قوسايا إلى الناعمة مدجّجة بالسلاح، مما يبقي الساحة اللبنانية في خطر داهم، "وعلى هذه الخلفية، وتجنّباً للعودة إلى الماضي، حذّرنا حركة حماس ومن يدعمها، أي حزب الله، من استباحة البلد من جديد، أي عودة حروب الآخرين على أرضنا، ونحن لا نتكلم بعنصرية، بل ندعم القضية الفلسطينية، إنما ليس على حساب سيادة بلدنا".

ويختم شمعون بأن اللقاءات التي يعقدها "حزب الله" مع حركة "حماس"، وآخرها مع رئيس مكتبها السياسي اسماعيل هنيّة في الضاحية الجنوبية، وتفقّده المخيمات، "لخير دليل على أن الحزب يورِّط البلد مجدّداً في حروب لأهداف ومصالح معروفة، وحيث بالأمس حصلت مصالحة سعودية ـ إيرانية، فلم يقرأ الحزب هذه التحوّلات ليقول لنا لاحقاً "لو كنت أعلم".

بدوره، رئيس "حركة التغيير" المحامي إيلي محفوض، يرفع الصوت عالياً، ويقول لـ"النهار"، تعليقاً على مدى أهمية أو جدوى الإخبار إستنكاراً لعملية إطلاق الصواريخ، "إن التوجّه كان لتقديم إخبار إلى النيابة العامة التمييزية، ولكن طالما ان ما جرى في الجنوب هو عمل إرهابي، تقدّمنا بالإخبار إلى القضاء العسكري على رغم نظرتنا اليه، وبالتالي لن نسمح تحت أي طائل بتوريط لبنان في حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل"، متسائلاً: "أين حزب الله الذي قال أمينه العام السيد حسن نصرالله، إن مرفأ حيفا تحت مرمانا، ونراقب ونواكب كل التحركات، لذا، ألم يعلم حزب الله بوجود هذه الصواريخ، حيث تم إطلاق 40 صاروخاً، عدا عن كمية كبيرة عثر عليها الجيش اللبناني؟ ما جرى هو تواطؤ بين حزب الله وحماس على حساب السيادة اللبنانية، ولهذه الغاية تقدّمنا بهذا الإخبار. نحن لن نسكت ولن نستكين مادام هناك انتهاك لحرمة البلد من قِبل فصائل إرهابية، ولن نرضى بعودة الكفاح المسلّح الذي أخذ يستعمل لبنان ساحة لتصفية الحسابات والخلافات مع هذا المحور وذاك في الماضي، في حين ان عملية التصالح والتطبيع جارية اليوم على قدم وساق، فلماذا يدفع لبنان الفواتير الباهظة الثمن عن الآخرين؟ ثم أين الدولة اللبنانية ومؤسّساتها، فيما بيان الخارجية مُضحك مُبكٍ، ويا ليته لم يصدر بهذه الخفّة وقِصر النظر بعد إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية؟".

يبقى أن القضاء اللبناني امتلأت خزائنه بالإخبارات، وكمية الإستنكارات لا تُعَدّ ولا تحصى. لذا السؤال: هل سيأخذ القضاء العسكري إخبار الجبهة السيادية على محمل الجدّ؟ فالجبهة قامت بما يملي عليها الضمير وطنياً، ولكن، على الطريقة اللبنانية، ومن خلال حقل التجارب من الستينات والسبعينات إلى اليوم "حُطّ بالخِرج".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار