ماكرون مستمر في "تسويته" المفترضة... وبعض الداخل يواجه الخارج | أخبار اليوم

ماكرون مستمر في "تسويته" المفترضة... وبعض الداخل يواجه الخارج

| الأربعاء 26 أبريل 2023

تشدد الادارة الأميركية على "احترام السيادة اللبنانية ونحن لن ندعم احداً"


"النهار"- رضوان عقيل

لم تعد فرنسا من رئيسها ايمانويل ماكرون الى الحلقة الرئاسية في الاليزيه التي تتابع الملف اللبناني في حاجة الى اثبات بذلها كل المساعي لتسويق انتخاب الوزير السابق سليمان فرنجية الذي لم يلقَ ترشيحه قبولاً عند اكثر من كتلة نيابية، فضلاً عن عدم حصوله على الدعم الخارجي الكافي من عاصمتين مؤثّرتين حتى الآن هما الرياض وواشنطن ولو مع تمايز ملحوظ بين العاصمتين وإن لم تعلن اي منهما رسمياً انها تعارض وصول رئيس "تيار المردة" الى سدة الرئاسة، وهو سيطل مساء اليوم على قناة "الجديد" ليشرح حقيقة موقفه من ترشحه على اكثر من محور، وسيقدم في اطلالته هذه خريطة برنامج ويرد على جملة من الاسئلة التي ستكون محل تحليل في اكثر من مختبر سياسي في الداخل والخارج.

وتعبّر الجهات المؤيدة لفرنجية عن انزعاجها الشديد من محاولات الاطراف المناوئة له في الداخل والتي تنشط على خط التشويش على الاستحقاق في الخارج وعدم الاستفادة من التقارب الحاصل في المنطقة، ولاسيما بين السعودية وايران. ويتردد انه رغم انشغالات الرئيس ماكرون بالملفات المحلية في بلاده ومتابعته مسار الحرب الدائرة في أوكرانيا واكثر من بلد في افريقيا، لا يزال يعطي مساحة كبيرة من اهتماماته للانتخابات الرئاسية اللبنانية وتشعباتها المعقدة حيث تعمل خليته الرئاسية بقوة على خط انجاح فرنجية ولو لم تستطع بعد إحداث التبدل المطلوب في الموقف السعودي. وينقل عن ماكرون بحسب مصادر مواكبة أن "التسوية الرئاسية قابلة للتطبيق وعلى اللبنانيين ان يصبروا قليلاً، ولن نترك هذا البلد الصديق ولن نكفّ عن مساعدته".

وفي وقت تنشط باريس على خطوط تأمين الرعاية المطلوبة لفرنجية، لا تقصر الكتل النيابية الرافضة له في وضع العراقيل أمامه في السر والعلن حيث يمارس بعضهم حملة ضد نائب زغرتا سابقا، وهذا ما ينشط على فعله في واشنطن ولدى قنوات ديبلوماسية اخرى. وينقل نواب التقوا مسؤولين اميركيين في الادارة والكونغرس أنهم لا يرحبون بالمقاربة التي تقودها فرنسا "وهي دولة سيادية لا نتدخل في شؤون سياساتها" حيال انتخابات الرئاسة ولم تعمل (واشنطن) على تزكية اسم مرشح على حساب آخر. وثمة نواب نبهوا مساعدة وزير الخارجية الاميركي باربرا ليف والفريق المعاون لها بأن لا تحصل اي تسوية على حساب نواب المعارضة في البرلمان وعدم الاتيان برئيس "طبعة ثانية" من الرئيس السابق ميشال عون. وتخلص مصادر نيابية الى القول ان واشنطن لا تؤيد الفرنسيين في المسعى الرئاسي الذي يعملون عليه. وتشدد الادارة الأميركية على "احترام السيادة اللبنانية، ونحن لن ندعم احداً"، وان على أفرقاء المعارضة النيابية - والآخرين ايضاً - ان يعملوا على توحيد صفوفهم والتوجه الى البرلمان عند دعوة الرئيس نبيه بري الى جلسة انتخاب رئاسية ولتمارس بالفعل الديموقراطية المطلوبة في انجاز الاستحقاق الرئاسي. ويحسم نواب ان واشنطن "غير مرتاحة" لاداء باريس حيال تعاطيها مع استحقاق الرئاسة وتأييدها لفرنجية رغم وجود معارضة مسيحية "ولن نقبل في نهاية المطاف بمرشح من محور الممانعة".

ولم يخفِ اكثر من مسؤول اميركي "حالة القرف" من اداء السياسيين اللبنانيين و"المفاجأة" من مقاربة فرنسا في تعاطيها مع الاستحقاق الرئاسي. ولم يمنع هذا الموقف مسؤولا اميركيا ينشط في احدى الدوائر من توجيه جملة من الملاحظات على اداء الفرنسيين وكيف انهم ساروا على مدار السنوات الاخيرة مع السنّة من دون ترك المسيحيين، وكيف انهم اليوم يعمدون الى تلبية المطالب السياسية عند الشيعة. وتعبّر واشنطن في الوقت نفسه عن عتبها على المعارضة المسيحية اولاً غير القادرة حتى الآن على بلورة مرشح والسير بترشيحه. في غضون ذلك يجري الحديث عن حلف ثلاثي مسيحي غير منتظم على رؤية رئاسية واحدة تعارض فرنجية، ويتمثل في "القوات اللبنانية" وحزب الكتائب حيث يتلاقى الطرفان مع "التيار الوطني الحر" على رفض انتخاب فرنجية، ولكن يصعب على هذا الثلاثي ان يجمع على اسم واحد يخوض من خلاله الانتخابات ولو تحت مظلة بكركي على عكس الحلف الثلاثي عام 1970 الذي جاء بسليمان فرنجية الجد رئيساً للجمهورية مدعوما من اقطاب الموارنة آنذاك: كميل شمعون وبيار الجميل وريمون اده، حيث كان كل واحد منهم يرنو الى الرئاسة الاولى، لكن الحظ كان من نصيب زغرتا، مع التذكير بان النائب والرئيس الراحل رينه معوض لم يقترع لفرنجية انطلاقاً من موقعه في الشهابية.

من جهة اخرى، لم يفت اكثر من مسؤول في الديبلوماسية الاميركية تذكير زوار لبنانيين يقصدون واشنطن بكثرة في الاسابيع الاخيرة بعدم التعويل على الاتفاق السعودي - الايراني حيث لن تكون له "ارتدادات" على الملف الرئاسي. ويأتي هذا الموقف قبيل وصول وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان الى بيروت الاسبوع الجاري، حيث لن يغيب الملف الرئاسي بالطبع وسؤاله ما اذا كان قد بحث في هذا الموضوع مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان. وكان نواب لبنانيون قد طلبوا في لقاءاتهم الاخيرة مع مسؤولين أميركيين واعضاء في الكونغرس ان يواكبوا الانتخابات الرئاسية على غرار ما فعلوه في ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل في الجنوب، من دون ان يفرضوا بالطبع مرشحاً على اللبنانيين، في وقت لا تقصّر واشنطن في توجيه الدعوات الى تطبيق الديموقراطية، مع التشديد النيابي اللبناني على ابلاغ الاميركيين بضرورة الالتفات الى كابوس هذا الكم من النازحين السوريين على الاراضي اللبنانية الذين سيحتلون صدارة برنامج أي رئيس سيصل الى قصر بعبدا اذا قُدر انتخاب رئيسٍ لبلاد حبلى بالأزمات.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار