إطلالة جعجع الأخيرة... ماذا عن دلالات المواقف الإضافية؟ | أخبار اليوم

إطلالة جعجع الأخيرة... ماذا عن دلالات المواقف الإضافية؟

| الأربعاء 26 أبريل 2023

 "النهار"- وجدي العريضي

لا تزال الإطلالات الإعلامية والمواقف السياسية والكمّ من التصريحات حول الاستحقاق الرئاسي تدور في حلقة الأزمة المفرغة، فاللاءات نفسها والخلافات تتفاقم ولا رئيس، فيما جبهة الأحزاب المسيحية لا يزال يسودها الحديث عن سبل توحيد الموقف حيث لم ينفع لقاء حريصا الروحي في إعادة الحسابات وانتخاب رئيس والتوافق بين القادة الموارنة، وبمعنى أوضح "فالج لا تعالج" إذ عندما يأتي هذا الاستحقاق تنفجر الخلافات على الساحة اللبنانية بين جميع المكوّنات، وعلى وجه الخصوص بين الزعماء الموارنة، وهو ما يتبدّى اليوم ولا سيما بين معراب وميرنا الشالوحي.

السؤال المطروح: ماذا عن الإطلالات الإعلامية والغوص في أعماق الاستحقاق الرئاسي الذي يعكس عمق الانقسامات، الأمر الذي تكرّر أيام الراحل البطريرك مار نصرالله بطرس صفير لينتقل الى الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، فالمشهد عينه نسخة طبق الأصل منذ الثمانينيات وصولاً الى المرحلة الراهنة.
آخر صور المخاض الرئاسي وما يشهده الكرسي الأول من شدّ حبال وصراعات وتحميل مسؤوليات، تبدّت من خلال الإطلالة المتلفزة لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والاستعدادات لإطلالة مماثلة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية. جعجع الذي أسهب في شرح الموقف القواتي رئاسياً ما الجديد الذي عكسه في إطلالته؟ وهل من جديد على اعتبار الموقف ذاته من رفضه وصول رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية الى بعبدا، إضافة الى كل ما أحاط بهذا الاستحقاق من صلة؟

الواقع أن جعجع رفع لاءات عديدة، تتناول بداية أن لا رئيس ينتمي الى محور الممانعة تتمدّد الأزمة معه ست سنوات، ولا لضمانات من الفريق الذي انقلب على اتفاق الطائف واغتال الرئيس رفيق الحريري وأطاح اتفاق الدوحة، إن بوقف الاغتيالات أو عدم الاستقالة. وبمعنى أوضح أضاف جعجع أمراً جديداً عندما رفض الضمانات التي قيل إن فرنجية قدّمها للفرنسيين وباتت في عهدة السعوديين، وثمة معلومات لـــ"النهار"، أن السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف زار فرنجية، ونُقل أن سلسلة ضمانات بالغة الأهمية قُدّمت له ورفعها الى الخارجية الروسية، ومن هنا ردّ رئيس حزب القوات بالقول إنه لا ثقة بتعهدات لا قدرة لأصحابها على الالتزام بها، إذ لا يستطيع أي مرشح ممانع أن يلتزم بما هو خارج عن قدرته وقراره.

وتقول مصادر مواكبة ومتابعة لإطلالة الحكيم، إن اللافت قوله لا فيتو على أي مرشح رئاسي غير ممانع، فالفيتو فقط على مرشحي الممانعة ما يعني أن الأمور في مكانها راوح. والسؤال: هل يقبل "حزب الله" أو الممانعة عموماً أن يُنتخب رئيس خارج إرادتهم ويقبلوا به؟ ما يعني أن الأمور، بعيداً عن المواقف والثوابت والإطلالات الإعلامية، ستحسمها التسوية الشاملة، التي بدأت بوادرها تظهر في إطار معلومات ومعطيات عن دخول قوي على خط الاستحقاق الرئاسي ليس فقط من الفرنسيين والأميركيين بل الروس أيضاً الذين يتواصلون مع بعض الأطراف في لبنان والخارج وعلاقاتهم الوثيقة مع الرياض تساعدهم على القيام بدور محوره دعم فرنجية عبر رزمة ضمانات مكتوبة وأساسية أضحت في عهدة الفرنسيين والسعوديين، فيما الصين أيضاً ليست بعيدة عن هذه الأجواء بحكم دورها وما قامت به من مصالحة المملكة العربية السعودية وإيران حيث كانت موسكو في الأجواء أولاً بأول.

وعوداً على بدء، إن رئيس حزب القوات يرد في هذا الإطار بما قاله في إطلالته الإعلامية: لا تسوية على مرشح ممانع وأي تسوية تكون على شخصيات سيادية وإصلاحية تملك القدرة والعزيمة على بناء الدولة. وفي موازاة ذلك، وبعدما قيل عن اتفاق معراب ثان استرعى كلام جعجع وفحواه لا مجال للاتفاق مع النائب جبران باسيل إلا إذا قرّر انتخاب مرشح المعارضة لأن كل ما يعوّل عليه باسيل هو الاتفاق مع "حزب الله" عندما يتراجع الأخير عن فرنجية من أجل التوصّل الى مرشح يُرضي مصالحه، فيما المواضيع الأخرى كانت عينها التي يُضيء عليها الحكيم في إطلالاته ومواقفه، لذلك لا شيء يوحي بأن الاستحقاق الرئاسي سيكون ثمرة توافق داخلي على الرغم من اللاءات والثوابت باعتبار من يقرأ تاريخ الاستحقاقات يُدرك أنه لا مناص إلا بالتسوية التي وحدها ستؤدي الى إنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب شخصية مارونية.

أما الجديد الآخر في ما أضافه الحكيم، فتشير مصادر قواتية لـــ"النهار"، الى أن البارز في ما قاله أن تأييد باريس لفرنجية نتاج صفقة بين فرنسا و"حزب الله"، أما الشق الثاني فقد أفصح الحكيم عن أن السعودية لن تتدخل في لبنان وتفسيرها أن الفريق الآخر اعتبر أن فرنسا تريد فرنجية وتتدخل لدى المملكة التي بدورها تتدخل في لبنان، فيما كشف جعجع أن الرياض لم تغص في الشؤون الداخلية اللبنانية وتقول لماكرون "دبّر راسك" بما معناه أن لا طريق للرياض الى بيروت.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار