احتلال الأزمة السودانية صدارة الاهتمام العربي لا يُفرمل المساعي لحل الأزمة في لبنان | أخبار اليوم

احتلال الأزمة السودانية صدارة الاهتمام العربي لا يُفرمل المساعي لحل الأزمة في لبنان

| الأربعاء 26 أبريل 2023

احتلال الأزمة السودانية صدارة الاهتمام العربي لا يُفرمل المساعي لحل الأزمة في لبنان
مروحة لقاءات لسفراء السعودية وفرنسا وروسيا..وواشنطن ترغب بانتخاب رئيس قبل تموز


حسين زلغوط - "اللواء"

تتقاطع توقعات المتابعين لمسار عملية الاتصالات بشأن الاستحقاق الرئاسي عند نقطة محددة وهي انه سيكون للبنان رئيس في الصيف المقبل ويرتكزون في توقعهم هذا الى انه الى ذاك الحين يفترض ان يكون مفعول التفاهم الايراني – السعودي قد فعل فعله على الساحات الساخنة في المنطقة، وتكون القمة العربية قد انعقدت في ايار والتي يفترض ايضا ان تطوي الخلافات السورية مع بعض الدول العربية.

هذا خارجا، اما على المستوى الداخلي فان ولاية حاكم مصرف لبنان تنتهي في تموز المقبل وبما ان التمديد لرياض سلامة شبه مستحيل، وكذلك تعيين حاكم بالانابة غير مطروح فان هذا الموضوع يفرض ان يكون هناك رئيس منتخب كون ان حاكمية مصرف لبنان مثلها مثل قيادة الجيش ورئاسة مجلس القضاء الاعلى يعينون من قبل رئيس الجمهورية بالتوافق مع القوى السياسية، وهؤلاء الثلاثة يقسمون اليمين امام رئيس الجمهورية وليس امام احد سواه.
كل هذه الامور مجتمعة تجعل المتابعين للملف الرئاسي يتفاءلون بامكانية انجاز الاستحقاق الرئاسي في غضون الشهرين المقبلين في حال بقيت المناخات الاقليمية على هذا النحو من الايجابية، وفي حال نجحت التحركات الدبلوماسية التي تجري والتي ينتظر ان تتكثف مع قابل الايام بغية ازالة الالغام الموجودة على طريق قصر بعبدا والتي حالت ولا تزال في ايصال رئيس للبلاد يتفق على اسمه بين القوى السياسية.
وفي اعتقاد هؤلاء ان الدبلوماسية الفرنسية ومعها الروسية والسعودية المهتمة بالملف الرئاسي ستنجح آجلا ام عاجلا في تبريد الرؤوس الحامية بما يتوافق والمناخات الايجابية في المنطقة وحملها على مغادرة مربع المواقف المتصلبة بما يفتح الافق امام نوع من الحوار البنّاء والمرن الذي يأخذ في عين الاعتبار مصلحة البلاد والعباد بعد ان وصلت الازمة الاقتصادية والمعيشية الى مرحلة لم يعد الشعب اللبناني قادرا على تحمل وزرها.
من هنا يُتوقع ان تنشط الاتصالات والمشاورات في الايام المقبلة بعد ان انقضت عطلة الاعياد في كل الاتجاهات للاستفادة من الايجابيات الموجودة راهنا والذهاب الى انجاز الاستحقاق الرئاسي واعادة انتظام عمل المؤسسات، كون ان الرياح الآتية من السودان غير مشجعة وهي تترافق مع هاجس من الخوف في ان تحتل هذه الازمة صدارة الاهتمام العربي وتلقي بثقلها على اعمال القمة العربية المزمع انعقادها في ايار المقبل، ولا يعود الملف اللبناني اولوية كما هو عليه الحال اليوم، وبالتالي يتمدد عمر الفراغ اكثر وهو ما لا يمكن تحمله في ظل الاوضاع المتردية على كافة الصعد.
واذا كانت السفيرة الفرنسية آن غريو ما تزال تتحرك تحت عنوان دعم باريس للمرشح سليمان فرنجية، في ظل توافق المعارضة على رفض اسمه، وتشرذمها في الاتفاق على شخصية يرشحونها، فقد لوحظ التحاق روسيا بفرنسا لناحية دعم فرنجية، ومن المنتظر ان يبدأ السفير الروسي وفق المعلومات بالتحرك لدى القيادات السياسية المعنية بالملف الرئاسي لتظهير الموقف الروسي تجاه هذا الاستحقاق، وهو قد زار بنشعي عدة مرات في فترات متتالية منذ ان غادر الرئيس ميشال عون قصر بعبدا، موصلا رسالة من الكرملين فحواها ان روسيا لا تمانع وصوله الى سدة الرئاسة في حال سنحت الظروف الخارجية والداخلية لذلك.
في موازاة ذلك فان تحركا اخر يرتقب للسفير السعودي وليد بخاري العائد للتو من المملكة التي أمضى فيها عطلة الاعياد واطلع خلالها على الموقف الحقيقي للمملكة من الاستحقاق الرئاسي بما يساعده على مناقشة الافكار والمقترحات مع من سيلتقيهم من القيادات السياسية لا سيما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط، علماً ان كل المعلومات تؤكد بأن موقف المملكة العربية السعودية ما زال على حاله منذ ان تواصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والقائم على قاعدة ضرورة ان يأتي اي رئيس مقبل للبنان من خارج الاصطفاف السياسي الراهن.
واذا كانت بعض الدول المعنية بالملف اللبناني قد اعلنت موقفها صراحة من الاستحقاق الرئاسي وتعمل على تسويقه لدى القوى السياسية فان الموقف الاميركي ما زال متمايزا نوعا ما، وهو ينطلق من الدعوة الى التوافق على رئيس يجري انتخابه استنادا الى التفاهم على تسوية يجري انتاجها بين الكتل النيابية وكأنه سها عن بال واشنطن بأن حصول هذا الامر مستحيل في ظل الانشطار السياسي الموجود، وبالتالي فان هذا الاستحقاق يصعب انجازه من دون مساعدة خارجية تراعي الواقع اللبناني وما تتطلبه المرحلة في ظل المتغيرات التي تحصل في المنطقة، وهذا يعني ان الولايات المتحدة الاميركية ستُبقي نفسها في منأى عن لعبة الاسماء وهي مهتمة فقط بالمؤسسة العسكرية والاصلاحات وتشجع على تفاهم لبناني - لبناني لانتخاب رئيس قادر على جمع اللبنانيين ومحاورتهم ومنفتحا على محيطه، وهي تحبذ وفق مطلعين على اجواء السفيرة الاميركية في بيروت على انتخاب رئيس للجمهورية قبل ترك حاكم مصرف لبنان منصبه في تموز المقبل.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار