عبداللهيان يقوي حلفاءه ومقاربة فرنسا | أخبار اليوم

عبداللهيان يقوي حلفاءه ومقاربة فرنسا

| السبت 29 أبريل 2023

دعوة السفارة الايرانية تتضمن اساءة ديبلوماسية

"النهار"- روزانا بومنصف

تتغاضى اوساط ديبلوماسية وسياسية عن توجيه انتقادات للمسؤولين الذين يظهرون هزالا يتعمق ويظهر على نحو فاضح كما ظهر خلال زيارة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان .

نقاط عدة اثارت هذه الانتقادات تبدأ من اداء وزير الخارجية عبدالله بو حبيب في استقبال نظيره الايراني ولا تنتهي بغياب اي موقف من دعوة ايرانية للنواب اللبنانيين لا تراها هذه الاوساط ملائمة وتتضمن اساءة ديبلوماسية باعتبار انه لا يحق التعاطي في الشأن الداخلي فيما انه وبموجب الامم المتحدة اذا شاء طرف ان يحل مشكلة ما بين دولتين او بين اطراف متنازعين فان هذا التحرك يجب ان يتم او يحصل بموافقة اطراف النزاع وهو ما لا تتمتع به الديبلوماسية الايرانية .

وهذا لا يعني ان ليس هناك سوابق تقوم بها سفارات اجنبية او مسؤولين اجانب على غرار تلك التي سجلها الرئيس ايمانويل ماكرون بدعوته المسؤولين الى طاولة مستديرة في قصر الصنوبر وعرض شؤون الوضع الداخلي ومشاكله معهم .

ولكن ذلك الاداء كما اي اداء مماثل ينتقص من مكانة الدولة المضيفة. وايران مسؤولة عن احد ابرز المشكلات التي يواجهها البلد بدعمها فريقا بالسلاح والمال وباهداف تتخطى مصلحة لبنان لمصلحتها الخاصة . ويذكر البعض انه حتى وفق اتفاقية فيينا هناك موجبات على التعاطي الديبلوماسي مع الشؤون الداخلية لاي بلد وقد تعرض الديبلوماسي بان يكون شخصا غير مرغوب فيه . وتقع ما بين هذين الطرفين زيارة الديبلوماسي الايراني الى الجنوب والحدود مع اسرائيل بمعزل عن الدولة اللبنانية وما يمكن ان يرتبه ذلك عليها، وقبله اعلانه على نحو محرج للبنان ومتدخل في موضوع سيادي ومصيري فيما يدخل الى لبنان من مطار بيروت " اننا حضرنا مرة أخرى لنعلن عن دعمنا القوي للشعب والجيش اللبناني والمقاومة " . وهو امر ينال من هيبة الدولة ويعتبر تدخلا في شؤونها الداخلية من دولة اجنبية وحصل للمفارقة فيما كان رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه بوصفه المرشح الرسمي لقوى 8 اذار يعد بوضع الاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار ، ما بدا من الديبلوماسي الايراني اقفالا استباقيا لنتائج اي حوار مماثل . والتغاضي عن الهفوات والخلل الديبلوماسي انما يتصل بالاقتناع المعمم لدى غالبية الاوساط عن عدم وجود الدولة وهشاشة مؤسساتها بالاضافة الى الانتظار القاتل لانتخاب رئيس للجمهورية عل في ذلك بداية اعادة الهيبة للمؤسسات وسلطاتها .

لم يسأل او يتحدث احد عن "الافكار او المبادرات " التي قال عبد اللهيان في شأنها "انه يوجد لدينا بعض الأفكار والمبادرات من خلال علاقتنا الثنائية لتحسين الأوضاع في لبنان"، معتبراً أن "ظروف جديدة وبنّاءة تحدث في المنطقة، وأمن ورفاه لبنان يصب بصالح المنطقة و#إيران". فيما انه كان هناك على العكس من ذلك نفي كلي لاي مبادرة قدمها الديبلوماسي الايراني فيما كرر في الخارجية الاستعدادات الايرانية للمساعدة في الكهرباء علما انه موضوع لم ينجح سابقا.

توقفت هذه الاوساط عند الزيارة من باب انها المعبر لزيارة عبد اللهيان الى سوريا فيما كان يحصل العكس غالبا اي ان الديبلوماسي الايراني يأتي من سوريا الى لبنان . فمن جهة وحسب هذه الاوساط فان الرسالة هي ان المحور الايراني لا يزال هو نفسه من دون تغيير بعد التفاهم الايراني السعودي ولبنان بالذات هو في قلب هذا المحور وليس على هامشه اذ في نهاية الامر الحزب هو درة التاج لدى ايران على عكس الحوثيين الذين استخدموهم لتحسين شروطهم ويمكن ان يستمروا بذلك لاحقا . والزيارة التي يقوم بها الرئيس الايراني الاسبوع المقبل لسوريا وفي اعقاب سلسلة من الانفتاح العربي على دمشق معبرة ان في تحديد هامش هذا الانفتاح ورسم الحدود مع العاصمة السورية وتأكيد موقعها لجهة استمراريته من ضمن المحور الايراني او في تأكيد قوة النفوذ الايراني في سوريا بعد الانفتاح الخليجي على ايران . وهو من جهة اخرى يستخدم التفاهم الايراني السعودي للتصرف بحرية اكبر والاعلان عن الوجود الايراني المستمر بالروزنامة نفسها اي دعم " المقاومة " وفلسطين المحتلة في الجنوب ومنه . وهذا من شأنه ان يعطي نفسا او قوة للفريق المدعوم من ايران على عكس ما تعاظمت الامال ان يترجم الاتفاق الايراني السعودي اختلافا في المقاربة الايرانية اظهرت الزيارة انه لم يحصل او انه لم يرد بعد على جدول اعمال الجانبين للاخذ والرد . فايران تؤكد مجددا انها موجودة في لبنان ومستمرة فيه بقوة ما يعطي كذلك زخما للمقاربة الفرنسية المتذرعة اصلا بعدم القدرة على تجاوز الوجود الايراني الذي يترجمه " حزب الله" وعدم القدرة على تجاوز الممانعة التي يفرضها .

وقياسا على اعتبار بعض الاوساط ان الزيارة بعد التفاهم الايراني السعودي قد تعبر عن مناخ مختلف ، وهو ما قد يبرز ربما لاحقا، فان تقويمها الاولي لها بدا متأثرا بواقع اشاعة اجواء ايجابية للتفاهم الاقليمي انما في الوقت نفسه تلمسها مساعي تجييره لمصلحة المحور الذي ينتمي اليه الفريق اللبناني الذي ينضوي تحته على قاعدة ان هذا موقعنا وهذه شروطنا والتفاهم هو على اساسها .

وبالنسبة الى هؤلاء ، ما لم تظهر مقاربات مختلفة من جانب " حزب الله" غير الكلام عن الحوار وانتخاب رئيس للجمهورية والذي يتفاوت بين الترغيب والترهيب وعلى قاعدة ان هذا هو الرئيس بالنسبة الينا وليس هناك احد غيره ، فان المؤشرات عن انعكاس للتفاهم الاقليمي ايجابا ليست واضحة باستثناء الكلام او الدعوات للاستفادة منه وكأن ذلك موجه للقوى الخصم للحزب وليس له او لمن يدور في فلكه.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار