بعد مقابلة فرنجية: التجارب السابقة غير مشجّعة... | أخبار اليوم

بعد مقابلة فرنجية: التجارب السابقة غير مشجّعة...

| الإثنين 01 مايو 2023

بعد مقابلة فرنجية: التجارب السابقة غير مشجّعة...

التعهّدات والضمانات في ميزان القوى المعارِضة


"النهار"- وجدي العريضي

لا تزال أصداء المقابلة التلفزيونية لرئيس "تيار المردة" النائب السابق سليمان فرنجية، تتوالى فصولا، نظراً الى المواقف التي أطلقها فرنجية راسماً خريطة طريق للمسائل والعناوين الإستراتيجية التي تُعتبر موضع خلاف وانقسام بين الأطراف المحلية، وتحديداً ملف سلاح "حزب الله" والدويلة، إلى العلاقة مع دول الخليج، وتحديداً مع المملكة العربية السعودية.

من هذا المنطلق، فإن المقابلات للمرشحين للرئاسة لم تصل بعد إلى الطريقة المعتمدة أميركياً وأوروبياً من خلال إجراء المناظرات بين المرشحين لعرض برامجهم، التي على أساسها تتم محاسبتهم، ولكن، وعلى الطريقة اللبنانية، صال زعيم "المردة" وجال، وثمة من اعتبر أنه تمكن من إقناع الخصوم، وكان جريئاً في كل ما قاله، وهو مشهود له في هذا الإطار، في حين أن آخرين سألوا أين تُصرف هذه الضمانات والتعهدات، بدليل أن "حزب الله" تنصّل من الإستراتيجية الدفاعية، بعدما سبق له أن وافق عليها على طاولة الحوار في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان، بينما التجارب ماثلة في عهد الرئيس ميشال عون، إذ لم تُبحث المسائل الإستراتيجية والسلاح غير الشرعي، وهو، أي عون، وصل إلى الرئاسة بدعم مطلق من "حزب الله"، ناهيك عن أنه، وبعد تسوية الدوحة، أُسقِطت حكومة الرئيس سعد الحريري، وكانت بدعة "الوزير الملك" والثلث الضامن. لذا، يسأل هؤلاء: هل بمقدور فرنجية إقناع "حزب الله" بهذه الثوابت والعناوين؟

في السياق، يقول النائب أشرف ريفي إن "التجارب مع مرشحي "حزب الله" كارثية على كل المستويات، بدليل ما جرى في المحكمة العسكرية، حيث "رضي القتيل ولم يرضَ القاتل"، وهذا ما ينسحب على كل المسارات، فمن جاء بميشال عون وأقنعنا به وبوطنيته وسوى ذلك من الشعارات التي رفعها عون، أوصلنا إلى جهنم، وهو من كان قد أطلق هذا الشعار، فلا الإستراتيجية الدفاعية فُتحت في عهد عون، وهو القائد السابق للجيش اللبناني، ولا أي مسألة سيادية". لذا، يضيف ريفي، "أين هذه الضمانات والتعهدات، فيما الطامة الكبرى أن فرنجية تباهى وأكد المؤكد من حيث علاقاته مع الرئيس السوري بشار الأسد، والأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فهل هما سيستجيبان لكل ما وعد به فرنجية؟ طبعاً لا فـ"حزب الله" يريد رئيساً شبيهاً بميشال عون، ومن "الممانعة"، لتبقى دويلته قائمة على رغم أن دور هذا الحزب إلى أفول، وأدعوه إلى أن يعود إلى لبنانيته، وليدرك أنه لن يتمكن من تغيير وجه لبنان التعددي والحضاري والفكري والعربي".

ويردف ريفي "ان مقابلة فرنجية أكدت التزامه بـ"الممانعة"، وتحديداً بالأسد ونصرالله، فكيف يقنعنا بضمانات وتعهدات تبخّرت في العهد السابق؟ من يعطينا الضمانات هو الدولة ومؤسساتها، والجيش اللبناني هو الضامن للسلم الأهلي وليس الدويلة، والقضاء العادل والنزيه هو الضمانة، والرئيس الوطني والعربي هو من يعطينا الضمانات من خلال إقامة أقوى العلاقات مع الدول العربية ودول الخليج، وليس مرشح الممانعة". وخلص ريفي الى أن "الطقوس التي شهدناها خلال زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الجنوب، ومجسّم قاسم سليماني، فذلك يزيدنا إصراراً وعزماً على رفض مرشح "الممانعة"، لأننا لن نقبل بولاية إيرانية في لبنان، فكيف أن تنصّب إيران و"حزب الله" رئيساً على بلد تميّز تاريخياً بالحضارة والتعددية والثقافة والوطنية والديموقراطية والسيادة؟".

بدوره، رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون، قال: "إن ما تطرّق إليه فرنجية ليس بالشيء الجديد، فنحن، وبمعزل عن الموقف الشخصي، حيث ليس هناك أي مسألة شخصية تجاهه، هو بنظرنا مرشح "حزب الله" وحركة "أمل" و"الممانعة"، ولن يقنعنا بضمانات وتعهدات، فـ"حزب الله" هو من يدير الدفّة، والسؤال: هل الحزب قادر على تسليم سلاحه للدولة اللبنانية؟".

وأضاف: "نحن لدينا مرشّح هو النائب ميشال معوض، فليتفضلوا إلى المجلس النيابي ولتحصل العملية الإنتخابية. هذه هي الديموقراطية، وتالياً هناك أسماء محايدة ومعروفة، هل يقبلون بها؟ فهم سبق لهم أن قالوا إما ميشال عون أو الفراغ، والآن يكرّر الشيخ نعيم قاسم هذه المقولة، إما سليمان فرنجية، أو الفراغ، فعن أي تعهّدات تكلم فرنجية، طالما أن لغة التهديد والوعيد لا تزال هي السائدة؟".

عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب بلال عبدالله، قال إنه لم يشاهد المقابلة، ولكن سمع في الإعلام ما قاله فرنجية، ورأى أن المقاربة "مغايرة لضمانات وتعهدات لا تسمن ولا تغني، فاللقاء الديموقراطي لديه مرشح يقترع له، ومن ثم أعلن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عن أسماء لم يتلقّفها المعنيون، وفي الحصيلة، نحن على موقفنا الثابت. قلنا كلقاء ديموقراطي بضرورة انتخاب رئيس من خارج الإصطفافات لا من هذا الفريق أو ذاك، ولهذه الغاية لن نعلّق على هذه التعهدات والضمانات وعلى طلة فرنجية المتلفزة، طالما ان موقفنا معروف ولا يحتاج إلى أي اجتهادات".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار