للعمال في لبنان... مسؤول يُناصر "المُستضعَفين" ويتّفق عليهم مع "وحوش" المال!؟ | أخبار اليوم

للعمال في لبنان... مسؤول يُناصر "المُستضعَفين" ويتّفق عليهم مع "وحوش" المال!؟

انطون الفتى | الثلاثاء 02 مايو 2023

نادر: بات الناس بحالة من شبه الاستسلام للواقع الذين هم فيه

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

في لبنان، احتفل العدد الأكبر من العمال بعيدهم أمس بالاكتفاء بما لديهم من دولة سَلْب ونَهْب، دولة ضرائب من دون خدمات، دولة وعود بمزيد ومزيد من ارتفاع الأسعار، ودولة المزيد من الصعوبات في الحصول على الخدمات الصحية والأدوية، فيما نسبة لا بأس بها منهم (عمال لبنان) توزّعت أمس بين المطاعم، والمجمّعات التجارية، والمؤسّسات السياحية.

 

ألف ستار

في لبنان، عمال يتعايشون مع أكاذيب حكام يتحدثون عن نظام حرّ، وعن اقتصاد حرّ، بينما الواقع هو أنه بلد واقتصاد السرقات، والرأسمالية المتوحّشة. بالإضافة الى عمال "يتخاوون" مع أكاذيب تيارات وحركات وأحزاب يسارية، وأحزاب إيديولوجية تتحدّث عن نُصرة المستضعفين والمحرومين، بينما هي حركات وتيارات لا همّ لها سوى إزاحة الآخرين عن الحكم للجلوس مكانه، وذلك رغم كونها "متصحّرة" على مستوى العدالة الاجتماعية، والقانونية، والسياسية، والعامة.

فعلى سبيل المثال، نجد في لبنان رجال مال وأعمال "يتحلّقون" حول وزير أو مسؤول، ينتمي الى تيار إيديولوجي أو حزبي يقول إن هدفه هو نُصرة المُستضعفين، بينما نجدهم يضحكون له ومعه، بعدما اتّفقوا معاً على كيفيّة إسكات الطبقات الكادحة، تحت ألف ستار وستار.

 

ظروف أفضل

هذا في لبنان. أما في فرنسا، فقد نزل مئات الآلاف الى الشوارع أمس، للاحتجاج على إصلاح نظام التقاعد الذي أقرّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تظاهرات تخلّلتها صدامات مع الشرطة.

كما خرج آلاف الأشخاص بمظاهرة في العاصمة الألمانية برلين، دعا إليها اتحاد نقابات العمال.

وفي العاصمة التركية اسطنبول، أغلقت السلطات ميدان "تقسيم"، وألقت القبض على عدد من الأشخاص الذين حاولوا التظاهر فيه. فيما نُظِّمَت مسيرة في العاصمة السريلانكية، طالبت بتحسين أجور العمال وتوفير ظروف أفضل لهم.

هذا في بعض العواصم العالمية. أما في لبنان، فبمعزل عن بعض تحرّكات "رفع العتب" ذات الطابع اليساري "النّفاقي"، والسياسي بصبغة مطلبيّة، فإن لا مجال لانتظار تحرّك حيوي، من جانب شعب حيوي. وهو ما يعني أن الفساد الكثير، والفقر الكثير، ينطلقان في بلدنا من الشعب اللبناني أوّلاً، ويعودان إليه.

 

انقسام

رأى العميد المتقاعد جورج نادر أن "اللبنانيين ينقسمون على كل شيء، وهذه هي مشكلتهم الأولى. فالانقسام يبدأ من السياسة الخارجية، ويصل الى المبادىء الوطنية، والمبادىء العامة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "في فرنسا التي يُعتبر شعبها من أرقى شعوب العالم، وحيث تتوفّر إحدى أكبر النماذج الديموقراطية، رأينا كيف توحّدت التحرّكات حول المطالب المعيشية، وحول الاحتجاجات على رفع سنّ التقاعد، وصولاً الى حدّ التكسير، وإشعال الحرائق".

 

شبه استسلام

ولفت نادر الى أن "الشعب اللبناني هو من أرقى شعوب العالم أيضاً، ولكنّه شعب ضاعت حقوقه في الأساس. وعندما نزل الناس الى الطرق ليعبّروا عن غضبهم، عاكسهم الانزعاج من إقفالها، والدّعوات الى "أوعا"، و"أوعا"، و"أوعا"، وذلك رغم أن لا شعب حول العالم يتحمّل ما حلّ بشعبنا. وهذا كان من نتيجة تحالف المال مع الرأسمالية المتوحّشة غير  المضبوطة، وغير الإنسانية، ومع النظام الفاسد، والنظام الإقطاعي، كما مع الإقطاع الديني، والإقطاع الحزبي، والتي هي مجموعة تحالف ضدّ الناس".

وختم:"فقد اللبنانيون ثقتهم بكل التيارات السياسية، ولذلك ما عادوا ينزلون الى الشارع، وهم لا يصدّقون أحداً. وبات الناس بحالة من شبه الاستسلام للواقع الذين هم فيه".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار